Hilyatul Auliya


بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الامام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد بن اسحاق ابن موسى بن مهران الأصبهاني رحمه الله الحمد لله محدث الأكوان والأعيان ومبدع الأركان والأزمان ومنشئ الألباب والأبدان ومنتخب الأحباب والخلان منور أسرار الأبرار بما أودعها من البراهين والعرفان ومكدر جنان الأشرار بما حرمهم من البصيرة والايقان المعبر عن معرفته المنطق واللسان والمترجم عن براهينه الاكف والبنان بالموافق للتنزيل والفرقان والمطابق للدليل والبيان فألزم الحجة بالقادة من المرسلين وأبهج المنهج بالسادة من المحققين الذين جعلهم خلفاء الانبياء وعرفاء الأصفياء المقربين إلى الرتب الرفيعة والمنزهين عن النسب الوضيعة والمؤيدين بالمعرفة والتحقيق والمقومين بالمتابعة والتصديق معرفة تعقب لمعرفتهم 1 موافقة وتوجب لحكم نفوسهم مفارقة وتلزم لخدمة مشهودهم معانقة وتحقق لشريعة رسولهم مرافقة 2 والصلاة على من عنه بلغ وشرع وبأمره قام وصدع ولمتبعيه غرس وزرع محمد المصطفى المصطنع وعلى إخوانه 3 من النبيين والمرسلين وعلى آله وصحابته المنتخبين وسلم أما بعد أحسن الله توفيقك فقد استعنت بالله عز و جل وأجبتك الى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم  من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم وترتيب طبقاتهم من النساك ومحجتهم من قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم ممن عرف الأدلة والحقائق وباشر الأحوال والطرائق وساكن الرياض والحدائق وفارق العوارض والعلائق وتبرأ من المتنطعين 1 والمتعمقين ومن أهل الدعاوى من المتسوفين ومن الكسالى والمتثبطين المتشبهين بهم في اللباس والمقال والمخالفين لهم في العقيدة والفعال وذلك لما بلغك من بسط لساننا ولسان أهل الفقه 2 والآثار في كل القطر والأمصار في المنتسبين إليهم من الفسقة الفجار والمباحية والحلولية الكفار وليس ما حل بالكذبة من الوقيعة والإنكار بقادح في منقبة البررة الأخيار وواضع من درجة الصفوة الابرار بل في إظهار البراءة من الكذابين والنكير على الخونة الباطلين نزاهة للصادقين ورفعة للمتحققين ولو لم نكشف عن مخازي المبطلين ومساويهم ديانة للزمنا إبانتها وإشاعتها حمية وصيانة إذ لأسلافنا في التصوف العلم المنشور والصيت والذكر المشهور فقد كان جدي محمد بن يوسف البنا رحمه الله أحد من نشر الله عز و جل به ذكر بعض المنقطعين إليه وعمر به أحوال كثير من المقبلين عليه وكيف نستجيز نقيصة أولياء الله تعالى ومؤذيهم مؤذن بمحاربة الله وهو ما
 حدثنا ابراهيم بن محمد بن حمزة حدثنا أبو عبيدة محمد بن احمد بن المؤمل وحدثنا ابراهيم بن عبدالله حدثنا محمد بن اسحاق السراج قالا حدثنا محمد بن اسحاق بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل قال من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فاذا أحببته كنت سمعه  الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فلئن سألني عبدي أعطيته ولئن استعاذني لأعذته وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره إساءته أو مساءته
 حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا الحسن بن علي بن نصر قال قرأ على أبي محمد بن المثنى وحدثنا الحسن بن سلمة بن أبي كبشة أن أبا عامر العقدي حدثهما قال حدثنا عبدالواحد عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويروي عن ربه عز و جل قال من آذى لي وليا فقد استحل محاربتي
 حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد حدثني عياش بن عياش عن عيسى بن عبدالرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال وجد عمر بن الخطاب معاذ بن جبل رضي الله عنه قاعدا عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي فقال ما يبكيك قال يبكيني شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن يسير الرياء شرك وإن من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة قال الشيخ رحمه الله واعلم أن لأولياء الله تعالى نعوتا ظاهرة وأعلاما شاهرة ينقاد لموالاتهم العقلاء والصالحون ويغبطهم بمنزلتهم الشهداء والنبيون وهو ما
 حدثنا محمد بن جعفر بن إبراهيم حدثنا جعفر بن محمد الصائغ حدثنا مالك بن اسماعيل وعاصم بن علي قالا حدثنا قيس بن الربيع حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله عز و جل فقال رجل من هم وما أعمالهم لعلنا نحبهم قال قوم يتحابون بروح الله عز و جل من غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها بينهم والله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون  ومن نعوتهم أنهم المورثون جلاسهم كامل الذكر والمفيدون خلانهم بشامل البر
 حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا الهيثم ابن خارجة حدثنا رشدين بن سعد عن عبدالله بن الوليد التجيبي عن أبي منصور 1 مولى الأنصار أنه سمع عمرو بن الجموح يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله عز و جل إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم
 حدثنا أحمد بن يعقوب المعدل حدثنا الحسن بن علوية حدثنا اسماعيل بن عيسى حدثنا الهياج بن بسطام عن مسعر بن كدام عن بكير بن الأخنس عن سعيد رضي الله تعالى عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم من أولياء الله قال الذين إذا رؤا ذكر الله عز و جل
 حدثنا جعفر بن محمد بن عمر وحدثنا أبو حصين القاضي حدثنا يحيى بن عبدالحميد حدثنا داود العطار عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى قال الذين إذا رؤا ذكر الله عز و جل ومنها أنهم المسلمون من الفتن الموقون من المحن
 حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن القاسم بن الحجاج حدثنا الحكم بن موسى حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني مسلم بن عبيدالله نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إن لله عز و جل ضنائن من عباده يغذيهم في رحمته ويحييهم في عافيته إذا توفاهم إلى جنته أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية ومنها أنهم المضرورون في الأطعمة واللباس المبرورة أقسامهم عند النازلة والباس
 حدثنا ابو اسحاق بن حمزة حدثنا أحمد بن شعيب بن يزيد وحدثنا اسحاق بن أحمد حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا محمد بن عزيز حدثنا سلامة بن روح حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال قال  رسول الله صلى الله عليه و سلم كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ثم إن البراء لقي زحفا من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين فقالوا له يا براء إن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أقسمت على ربك لأبرك فأقسم على ربك فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا أقسم يا براء على ربك عز و جل قال أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك صلى الله عليه و سلم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن نصر الصائغ حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري 1 حدثنا ابن أبي حازم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب أشعث ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله عز و جل لأبره قال الشيخ رحمه الله تعالى ومنها إن ليقينهم تنفلق الصخور وبيمينهم تنفتق البحور
 حدثنا سهل بن عبدالله التستري حدثنا الحسين بن اسحاق حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن لهيعة عن عبدالله بن هبيرة عن حنش الصنعاني عن عبدالله بن مسعود أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قرأت في أذنه قال مبتلى قرأت أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا حتى ختم السورة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال
 حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثنا محمد بن يزيد الكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الصلت بن مطر عن قدامة بن حماظة بن أخت سهم بن منجاب 2 كذا في النسختين وفي أسد الغابة سهل بن منجاب التميمي قال سمعت سهم بن منجاب قال غزونا مع العلاء بن الحضرمي فسرنا حتى أتينا دارين والبحر بيننا وبينهم فقال يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك اللهم  فاجعل لنا إليهم سبيلا فتقحم بنا البحر فخضنا ما يبلغ لبودنا الماء فخرجنا إليهم
 حدثنا أبو حامد بن جبلة حدثنا محمد بن اسحاق الثقفي حدثنا يعقوب بن إبراهيم الوليد بن شجاع قالا حدثنا عبدالله بن بكر عن حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال لقد رأيت في العلاء بن الحضرمي رضي الله تعالى عنه ثلاث خصال ما منهن خصلة إلا وهي أعجب من صاحبتها انطلقنا نسير حتى قدمنا البحرين وأقبلنا نسير حتى كنا على شط البحر فقال العلاء سيروا فأتى البحر فضرب دابته فسار وسرنا معه ما يجاوز ركب دوابنا فلما رآنا ابن مكعبر عامل كسرى قال لا والله لا نقابل 1 هؤلاء ثم قعد في سفينة فلحق بفارس قال الشيخ رحمه الله تعالى ومنها أنهم سباق الأمم والقرون وباخلاصهم يمطرون وينصرون
 حدثنا عبدالله بن جعفر حدثنا اسماعيل بن عبدالله حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن عياض بن عبدالله عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لكل قرن من أمتي سابقون
 حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن الخزر الطبراني حدثنا سعيد بن أبي زيد 2 حدثنا عبدالله بن هارون الصوري حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله عز و جل من الخمسمائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قال يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما آتاهم الله عز و جل
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن السرى القنطري حدثنا قيس بن ابراهيم بن قيس السامري حدثنا عبدالرحمن بن يحيى الأرمني حدثنا عثمان بن عمارة حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبدالله قال قال رسول الله  صلى الله عليه و سلم إن لله عز و جل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب ابراهيم عليه السلام ولله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام فاذا مات الواحد أبدل الله عز و جل مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله تعالى مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاثمائة وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله تعالى مكانه من العامة فيهم يحيي ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء قيل لعبدالله بن مسعود كيف بهم يحيي ويميت قال لأنهم يسألون الله عز و جل إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فتنبت لهم الأرض ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء
 حدثنا محمد أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبدالوهاب بن الضحاك حدثنا ابن عباس حدثنا صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا حذيفة إن في كل طائفة من أمتي قوما شعثا غبرا إياي يريدون وإياي يتبعون وكتاب الله يقيمون أولئك مني وأنا منهم وإن لم يروني
 حدثنا سليمان بن احمد حدثنا بكر بن سهل حدثنا عمرو بن هاشم حدثنا سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل عني أو سره أن ينظر إلي فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة رفع له علم فشمر إليه اليوم المضمار وغدا السباق والغاية الجنة أو النار قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله ومنها أنهم نظروا إلى باطن العاجلة  فرفضوها وإلى ظاهر بهجتها وزينتها فوضعوها حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني غوث بن جابر قال سمعت محمد بن داود يحدث عن أبيه عن وهب بن منبه قال قال الحواريون يا عيسى من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال عيسى عليه السلام الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها فأماتوا منها ما يخشون أن يشينهم وتركوا ما علموا أن سيتركهم فصار استكثارهم منها استقلالا وذكرهم إياها فواتا وفرحهم بما أصابوا منها حزنا فما عارضهم من نيلها رفضوه وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه وخلقت الدنيا عندهم فليسوا يجددونها وخربت بيوتهم فليسوا يعمرونها وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها بعد موتها بل يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم ورفضوها فكانوا فيها هم الفرحين ونظروا الى أهلها صرعى قد حلت بهم المثلات وأحيوا ذكر الموت وأماتوا ذكر الحياة يحبون الله عز و جل ويحبون ذكره ويستضيئون بنوره ويضيئون به لهم خبر عجيب وعندهم الخبر العجيب بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وبهم علم الكتاب وبه عملوا وليسوا يرون نائلا مع ما نالوا ولا أمانا دون ما يرجون ولا خوفا دون ما يحذرون قال الشيخ رحمه الله تعالى وهم المصونون عن مرامقة حقارة الدنيا بعين الاغترار المبصرون صنع محبوبهم بالفكر والاعتبار حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني سفيان بن وكيع حدثنا ابراهيم بن عيينة عن ورقاء 1 عيينة عن ابن إياس عن سعيد الخ وليس فيها تصحيح المؤلف لورقاء قال الشيخ أبو نعيم والصواب وفاء بن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال لما بعث الله عز و جل موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون قال لا يغرنكما لباسه فان ناصيته بيدي فلا ينطق ولا يطرف إلا باذني ولا يغرنكما  ما متع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين فلو شئت أن أزينكما من زينة الدنيا بشيء يعرف فرعون أن قدرته تعجز عن ذلك لفعلت وليس ذلك لهوانكما علي ولكني ألبستكما نصيبكما من الكرامة على أن لا تنقصكما الدنيا شيئا وإني لأذود أوليائي عن الدنيا كما يذود الراعي إبله عن مبارك العرة وإني لأجنبهم زهرتها كما يجنب الراعي إبله عن مراتع الهلكة أريد أن أنور 1 بذلك مراتبهم وأطهر بذلك قلوبهم في سيماهم الذي يعرفون به وأمرهم الذي يفتخرون به واعلم أنه من أخاف لي وليا فقد بارزني بالعداوة وأنا الثائر لأوليائي يوم القيامة حدثنا أحمد بن السرى حدثنا الحسن بن علوية القطان حدثنا اسماعيل بن عيسى حدثنا اسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وحدثنا أبي حدثنا اسحاق بن ابراهيم حدثنا محمد بن سهل بن عسكر حدثنا اسماعيل بن عبدالكريم حدثنا عبدالصمد بن معقل قال سمعت وهب بن منبه يقول لما بعث الله تعالى موسى وأخاه هارون عليهما السلام إلى فرعون قال لا يعجبنكما زينته ولا ما متع به ولا تمدا أعينكما إلى ذلك فإنها زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين فإني لو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة ليعلم فرعون حين ينظر إليها أن مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما لفعلت ولكني أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديما ما خرت لهم في ذلك فاني لأذودهم عن نعيمها ورخائها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة وإني لأجنبهم سلوتها وعيشتها كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة 2 وما ذلك لهوانهم 8علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفورا لم تكلمه الدنيا ولم يطغه الهوى واعلم أنه لم يتزين العباد بزينة أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا فإنها زينة المتقين عليهم منها لباس يعرفون به من السكينة والخشوع سيماهم في وجوههم من أثر السجود أولئك هم أوليائي حقا حقا فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك وذلل لهم قلبك ولسانك واعلم أنه من أهان لي وليا أو  اخافه فقد بارزني بالمحاربة وبادأني وعرض لي نفسه ودعاني اليها وانا أسرع شئ الى نصرة أوليائي افيظن الذي يحاربني أن يقوم لي أو يظن الذي يعاديني ان يعجزني او يظن الذي يبارزني ان يسبقني او يفوتني فكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة لا أكل نصرتهم الى غيري زاد اسماعيل ابن عيسى في حديثه فاعلم يا موسى ان أوليائي الذين اشعروا قلوبهم خوفي فيظهر على أجسادهم في لباسهم وجهدهم الذي يفوزون به يوم القيامة وأملهم الذي به يذكرون وسيماهم الذي به يعرفون فاذا لقيتهم فذلل لهم نفسك حدثنا ابو الحسن احمد بن محمد بن مقسم ثنا العباس بن يوسف الشكلي حدثني محمد بن عبد الملك قال قال عبد الباري قلت لذي النون المصري رحمه الله صف لي الأبدال فقال انك لتسألني عن دياجي الظلم لآكشفنها لك عبد الباري هم قوم ذكروا الله عز و جل بقلوبهم تعظيما لربهم عز و جل لمعرفتهم بجلاله فهم حجج الله تعالى على خلقه ألبسهم النور الساطع من محبته ورفع لهم اعلام الهداية الى مواصلته وأقامهم مقام الابطال لارادته وافرغ عليهم الصبر عن مخالفته وطهر أبدانهم بمراقبته وطيبهم بطيب أهل مجاملته وكساهم حللا من نسج مودته ووضع على رؤسهم تيجان مسرته ثم أودع القلوب من ذخائر الغيوب فهي معلقه بمواصلته فهمومهم اليه ثائرة وأعينهم اليه بالغيب ناظرة قد أقامهم على باب النظر من قربه وأجلسهم على كراسي أطباء أهل معرفته ثم قال ان أتاكم عليل من فقري فداووه أو مريض من فراقي فعالجوه أو خائف مني فأمنوه أو امن مني فحذروه أو راغب في مواصلتي فهنوه أو راحل نحوي فزودوه أو جبان في متاجرتي فشجعوه أو آيس من فضلي فعدوه أوراج لاحساني فبشروه أو حسن الظن بي فباسطوه فواظبوه أو محب لي فواظبوه أو معظم لقدري فعظموه أو مستوصفكم نحوي فأرشدوه أو مسيئ بعد إحسان فعاتبوه ومن واصلكم في فواصلوه ومن غاب عنكم فافتقدوه ومن ألزمكم جناية فاحتملوه ومن قصر في واجب حقي فاتركوه ومن أخطأ خطيئة فناصحوه ومن مرض من أوليائي فعودوه  ومن حزن فبشروه وان استجار بكم ملهوف فأجيروه يا أوليائي لكم عاتبت وفي اياكم رغبت ومنكم الوفاء طلبت ولكم اصطفيت وانتخبت ولكم استخدمت واختصصت لاني لا أحب استخدام الجبارين ولا مواصلة المتكبرين ولا مصافاة المخلطين ولا مجاوبة المخادعين ولا قرب المعجبين ولا مجالسة البطالين ولا موالاة الشرهين يا أوليائي جزائي لكم أفضل جزاء وعطائي لكم أجزل العطاء وبذلي لكم أفضل البذل وفضلي عليكم اكثر الفضل ومعاملتي لكم أوفى المعاملة ومطالبتي لكم أشد المطالبة أنا مجتني القلوب وأنا علام الغيوب وأنا مراقب الحركات وأنا ملاحظ اللحظات أنا المشرف على الخواطر أنا العالم بمجال الفكر فكونوا دعاة إلي لا يفزعكم ذو سلطان 1 سوائي فمن عاداكم عاديته ومن والاكم واليته ومن آذاكم أهلكته ومن أحسن اليكم جازيته ومن هجركم قليته قال الشيخ رحمه الله وهم الشغفون به وبوده والكلفون بخطابه وعهده
 حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن منصور المدايني حدثنا محمد بن اسحاق المسيبى حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم أن موسى عليه السلام قال يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك قال الذي يسرع الى هواي اسراع النسر الى هواه والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس والذي يغضب اذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه فان النمر اذا غضب لم يبالي أقل الناس أم كثروا حدثنا أبي حدثنا أحمد بن محمد بن مصقلة حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الحناط حدثنا أبو الفيض ذو النون بن ابراهيم المصري قال ان لله عز و جل لصفوة من خلقه وان لله عز و جل لخيرة فقيل له يا أبا الفيض فما علامتهم قال اذا خلع العبد الراحة وأعطى المجهود في الطاعة وأحب سقوط المنزلة ثم قال  منع القران بوعده ووعيده ... مقل العيون بليلها أن تهجعا 1 ... فهموا عن الملك الكريم كلامه ... فهما تذل له الرقاب وتخضعا ... وقال له بعض من كان في المجلس حاضرا يا أبا الفيض من هؤلاء القوم يرحمك الله فقال ويحك هؤلاء قوم جعلوا الركب لجباههم وسادا والتراب لجنوبهم مهادا هؤلاء قوم خالط القران لحومهم ودمائهم فعزلهم عن الازواج وحركهم بالادلاج فوضعوه على أفئدتهم فانفرجت وضموه الى صدورهم فانشرحت وتصدعت هممهم به فكدحت فجعلوه لظلمتهم سراجا ولنومهم مهادا ولسبيلهم منهاجا ولحجتهم افلاجا يفرح الناس ويحزنون وينام الناس ويسهرون ويفطر الناس ويصومون ويأمن الناس ويخافون فهم خائفون حذرون وجلون مشفقون مشمرون يبادرون من الفوت ويستعدون للموت لم يتصغر جسيم ذلك عندهم لعظم ما يخافون من العذاب وخطر ما يوعدون من الثواب درجوا على شرائع القران وتخلصوا بخالص القربان واستناروا بنور الرحمن فما لبثوا أن أنجز لهم القران موعوده وأوفى لهم عهود وأحلهم سعوده وأجارهم وعيده فنالوا به الرغائب وعانقوا به الكواعب وأمنوا به العواطب وحذروا به العواقب لآنهم فارقوا بهجة الدنيا بعين قالية ونظروا الى ثواب الآخرة بعين راضيه واشتروا الباقية بالفانية فنعم ما اتجروا ربحوا الدارين وجمعوا الخيرين واستكملوا الفضلين بلغوا أفضل المنازل بصبر أيام قلائل قطعوا الايام باليسير حذار يوم قمطرير وسارعوا في المهلة وبادروا خوف حوادث الساعات ولم يركبوا أيامهم باللهو واللذات بل خاضوا الغمرات للباقيات الصالحات أوهن والله قوتهم التعب وغير الوانهم النصب وذكروا نارا ذات لهب مسارعين الى الخيرات منقطعين عن اللهوات بريئون من الريب والخنا فهم خرس فصحاء وعمر بصراء فعنهم تقصر الصفات وبهم تدفع النقمات وعليهم تنزل البركات فهم أحلى الناس منطقا ومذاقا وأوفى  الناس عهدا وميثاقا سراج العباد ومنار البلاد مصابيح الدجى ومعادن الرحمه ومنابع الحكمه وقوام الآمه تجافت جنوبهم عن المضاجع فهم اقبل الناس للمعذرة وأصفحهم للمغفرة وأسمحهم بالعطية فنظروا الى ثواب الله عز و جل بأنفس تائقة وعيون رامقة وأعمال موافقة فحلوا عن الدنيا مطى رحالهم وقطعوا منها حبال امالهم لم يدع لهم خوف ربهم عز و جل من أموالهم تليدا ولا عتيدا فتراهم لم يشتهوا من الاموال كنوزها ولا من الاوبار خزوزها ولا من المطايا عزيزها ولا من القصور مشيدها بلى ولكنهم نظروا بتوفيق الله تعالى لهم والهامه اياهم فحركهم ما عرفوا بصبر أيام قلائل فضموا أبدانهم عن المحارم وكفوا أيديهم عن ألوان المطاعم وهربوا بأنفسهم عن المآثم فسلكوا من السبيل رشاده ومهدوا للرشاد مهاده فشاركوا أهل الدنيا في آخرتهم عزوا عن الرزايا وغصص المنايا هابوا الموت وسكراته وكرباته وفجعاته ومن القبر وضيقه ومنكر ونكير ومن ابتدارهما وانتهارهما وسؤالهما ومن المقام بين يدي الله عز ذكره وتقدست أسماؤه قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله وهم مصابيح الدجى وينابيع الرشد والحجى خصوا بخفى الاختصاص ونقوا من التصنع بالإخلاص
 حدثنا عبدالله بن محمد وأبو أحمد محمد بن احمد في جماعة قالوا حدثنا الفضل بن الحباب حدثنا شاذ بن فياض حدثنا أبو قحذم عن أبي قلابة عن عبدالله بن عمر بن الخطاب قال مر عمر بمعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهما وهو يبكي فقال ما يبكيك يا معاذ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أحب العباد الى الله تعالى الاتقياء الاخفياء الذين اذا غابوا لم يفتقدوا واذا شهدوا لم يعرفوا أولئك هم أئمة الهدى ومصابيح العلم
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو موسى اسحاق بن ابراهيم الهروي حدثنا أبو معاوية عمرو بن عبد الجبار السنجاري حدثنا عبيدة بن حسان عن عبد الحميد بن ثابت بن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم  قال حدثني أبي عن جدي شهدت من رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسا فقال طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تتجلى عنهم كل فتنة ظلماء قال الشيخ رحمه الله وهم الواصلون بالحبل والباذلون للفضل والحاكمون بالعدل
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا بشر بن موسى حدثنا يحيى بن اسحاق السيلحيني حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتدرون من السابقون الى ظل الله عز و جل قالوا الله ورسوله أعلم قال الذين اذا أعطوا الحق قبلوه واذا سئلوه بذلوه وحكموا للناس كحكمهم لانفسهم رواه أحمد بن حنبل عن يحيى بن اسحاق مثله قال الشيخ رحمه الله تعالى وهم المنبسطون جهرا المنقبضون سرا يبسطهم روح الارتياح والاشتياق ويقلقهم خوف القطيعه والفراق حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن محمد بن زكريا حدثنا سلمه بن شبيب حدثنا الوليد بن اسماعيل الحراني حدثنا شيبان بن مهران عن خالد بن المغيره بن قيس عن مكحول عن عياض بن غنم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان من خيار أمتي فيما نبأني الملأ الأعلى في الدرجات العلى قوما يضحكون جهرا من سعة رحمة ربهم ويبكون سرا من خوف شدة عذاب ربهم عز و جل يذكرون ربهم في الغداة والعشي في بيوته الطيبه ويدعونه بألسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه بأيديهم خفضا ورفعا ويشتاقون اليه بقلوبهم عودا وبدءا مؤنتهم على الناس خفيفه وعلى أنفسهم ثقيله يدبون في الارض حفاة على أقدامهم دبيب النمل بغير مرح ولا بذخ ولا مثله يمشون بالسكينه ويتقربون بالوسيله يلبسون الخلقان ويتبعون البرهان ويتلون الفرقان ويقربون القربان عليهم من الله تعالى شهود حاضره وأعين حافظه ونعم ظاهرة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد أجسادهم في الارض وأعينهم في السماء أقدامهم في الارض وقلوبهم في السماء وأنفسهم في الارض وأفئدتهم عند العرش أرواحهم في الدنيا وعقولهم في الاخرة  ليس لهم هم ألا امامهم قبورهم في الدنيا ومقامهم عند ربهم عز و جل ثم تلى هذه الآيه ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد قال الشيخ رحمه الله وهم المبادرون الى الحقوق من غير تسويف والموفون الطاعات من غير تطفيف حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن موسى الايلي ثنا عمر بن يحيى الأيلي ثنا حكيم بن حزام عن أبي جناب الكلبي عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن من موجبات الله ثلاثا اذا رأى حقا من حقوق الله لم يؤخره الى أيام لا يدركها وأن يعمل العمل الصالح العلانيه على قوام من عمله في السريره وهو يجمع مع ما يعمل صلاح ما يأمل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهكذا ولى الله وعدد بيده ثلاثا حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامه ثنا داود بن المحبر ثنا ميسرة بن عبدربه عن حنظلة بن وداعة عن أبيه عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن لله عز و جل خواص يسكنهم الرفيع من الجنان كانوا أعقل الناس قلنا يا رسول الله وكيف كانوا أعقل الناس قال كانت همتهم المسابقة إلى ربهم عز و جل والمسارعة إلى ما يرضيه وزهدوا في فضول الدنيا ورياستها 1 ونعيمها وهانت عليهم فصبروا قليلا واستراحوا طويلا قال الشيخ رحمه الله قد روينا بعض مناقب الأولياء ومراتب الأصفياء فأما التصوف فاشتقاقه عند أهل الإشارات والمنبئين عنه بالعبارات من الصفاء والوفاء واشتقاقه من حيث الحقائق التي أوجبت اللغة فانه تفعل من أحد أربعة أشياء من الصوفانة وهي بقلة وغباء قصيرة أو من صوفة وهي قبيلة كانت في الدهر الأول تجيز الحاج وتخدم الكعبة أو من صوفة القفا وهي الشعرات النابتة في متأخرة 2 أو من الصوف المعروف على ظهور الضأن وإن أخذ التصوف من الصوفانة التي هي البقلة فلاجتزاء القوم بما توحد الله عز و جل بصنعه ومن به عليهم من غير تكلف بخلقه فاكتفوا به عما فيه للآدميين صنع كاكتفاء البررة الطاهرين من جلة المهاجرين  في مبادئ إقبالهم وأول أحوالهم وهو
 ما حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا يزيد بن هرون قال أخبرنا اسماعيل بن أبي خالد بن أبي 1 عن قيس بن أبي حازم قال سمعت سعد بن أبي وقاص يقول والله إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله عز و جل ولقد كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مالنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى قرحت أشداقنا وحتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ماله خلط وإن أخذ من الصوفة التي هي القبيلة فلأن المتصوف فيما كفى من حاله ونعم من ماله وأعطى من عقباه وحفظ من حظ دنيا أحد أعلام الهدى لعدولهم عن الموبقات واجتهادهم في القربات وتزودهم من الساعات وتحفظهم للأوقات فسالك منهجهم ناج من الغمرات وسالم من الهلكات
 حدثنا محمد بن الفتح ثنا الحسن بن أحمد بن صدقة ثنا محمد بن عبدالنور الخزاز ثنا أحمد بن المفضل الكوفي ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم يا علي اذا تقرب الناس الى خالقهم في أبواب البر فتقرب اليه بأنواع العقل تسبقهم بالدرجات والزلفى عند الناس في الدنيا وعند الله في الاخرة حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسائي ثنا أبي عن جدي عن أبي ادريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري قال جلست الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله ما كانت صحف ابراهيم عليه السلام فقال أمثال كلها وكان فيها وعلى العامل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربه تعالى وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يفكر في صنع الله تعالى وساعه يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب وإن أخد من صوف القفا فمعناه أن المتصوف معطوف به الى الحق  مصروف به عن الخلق لا يريد به بدلا ولا يبغي عنه حولا
 حدثنا القاضي عبدالله بن محمد بن عمر ثنا عبدالله بن العباس الطيالسي 1 ثنا عبد الرحيم بن محمد ابن زياد أنبأنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أتى بإبراهيم عليه السلام يوم النار إلى النار فلما بصر بها قال حسبنا الله ونعم الوكيل حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا سليمان بن توبه ثنا سلام 2 بن سليمان الدمشقي ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ألقى إبراهيم عليه السلام في النار قال حسبي الله ونعم الوكيل
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يزيد الرفاعي ثنا إسحاق بن سليمان ثنا أبو جعفر الرازي عن عاصم بن بهدله عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه و سلم لما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار قال اللهم إنك واحد في السماء وأنا في الأرض واحد أعبدك حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا عبدالله بن عمر القواريري ثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عامر الأحوال عن عبدالملك بن عامر عن نوف البكالي قال قال ابراهيم عليه السلام يا رب إنه ليس في الأرض أحد يعبدك غيري فأنزل الله ثلاثة آلاف ملك فأمهم ثلاثة أيام حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا شيبان ثنا أبو هلال ثنا بكر بن عبدالله المزني قال لما ألقى ابراهيم عليه السلام في النار جأرت عامة الخليقة إلى ربها فقالوا يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لنا أن نطفئ عنه قال هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وأنا ربه ليس له رب غيري فإن إستغاثكم فأغيثوه وإلا فدعوه قال فجاء ملك القطر فقال يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لي أن أطفئ عنه بالقطر قال هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وأنا ربه ليس له رب غيري فإن إستغاثك فأغثه وإلا فدعه فلما ألقى في النار دعا ربه فقال الله عز و جل يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم قال  فبردت يومئذ على أهل المشرق والمغرب فلم ينضج بها كراع حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية ثنا اسماعيل بن عيسى ثنا اسحاق بن بشر قال قال مقاتل وسعيد لما جيء بإبراهيم عليه السلام فخلعوا ثيابه وشدوا قماطه ووضع في المنجنيق بكت السموات والأرض والجبال والشمس والقمر والعرش والكرسي والسحاب والريح والملائكة كل يقولون يا رب ابراهيم عبدك يحرق بالنار فائذن لنا في نصرته فقالت النار وبكت يا رب سخرتني لبني آدم وعبدك يحرق بي فأوحى الله عز و جل إليهم إن عبدي إياي عبد وفي جنبي أوذي إن دعاني أجبته وإن استنصركم فانصروه فلما رمي استقبله جبريل عليه السلام بين المنجنيق والنار فقال السلام عليك يا ابراهيم أنا جبريل ألك حاجة قال أما إليك فلا حاجتي إلى الله ربي فلما قذف في النار كان سبقه إسرافيل فسلط النار على قماطه وقال الله عز و جل يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فلو لم يخلطه بالسلام لكز فيها بردا حدثنا الحسين بن محمد بن علي ثنا يحيى بن محمد مولى بني هاشم ثنا يوسف القطان ثنا مهران بن أبي عمر ثنا اسماعيل بن أبي خالد عن المنهال بن عمرو قال أخبرت أن ابراهيم عليه السلام لما ألقي في النار كان فيها ما أدري إما خمسين وإما أربعين يوما قال ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا مني إذ كنت فيها ووددت أن عيشي وحياتي كلها إذ كنت فيها قال الشيخ رحمه الله تعالى وإن أخذ من الصوف المعروف فهو لاختيارهم لباس الصوف إذ لا كلفة للآدميين في إنباته وإنشائه وإن النفوس الشاردة تذلل بلباس الصوف وتكسر نخوتها وتكبرها به لتلتزم المذلة والمهانة وتعتاد البلغة والقناعة وقد ذكرنا شواهده في كتاب لبس الصوف مجودا وقد كثرت أجوبة أهل الإشارة في مائتيه بأنواع من العبارة وجمعناها في غير هذا الكتاب وأقرب ما أذكره ما حدثت عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله تعالى عنه أنه قال من عاش في ظاهر الرسول فهو سني ومن عاش في باطن الرسول فهو صوفي وأراد جعفر بباطن الرسول صلى الله عليه و سلم أخلاقه  الطاهرة واختياره للآخرة فمن تخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم وتخير ما اختاره ورغب فيما فيه رغب وتنكب عما عنه نكب وأخذ بما إليه ندب فقد صفا من الكدر ونحى من العكر ونجي من الغير ومن عدل عن سمته ونهجه وعول على حكم نفسه وهرجه وسعى لبطنه وفرجه كان من التصوف خاليا وفي التجاهل ساعيا وعن خطير الأحوال ساهيا
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا نصر بن طريف عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن سويد بن غفلة أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه خرج ذات يوم فاستقبله النبي صلى الله عليه و سلم فقال له بم بعثت يا رسول الله قال بالعقل قال فكيف لنا بالعقل فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن العقل لا غاية له ولكن من أحل حلال الله وحرم حرامه سمي عاقلا فان اجتهد بعد ذلك سمي عابدا فان اجتهد بعد ذلك سمي جوادا فمن اجتهد في العبادة وسمح في نوائب المعروف بلا حظ من عقل يدله على اتباع أمر الله عز و جل واجتناب ما نهى الله عنه فأولئك هم الأخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عمران بن الجنيد ثنا محمد بن عبدك ثنا سليمان بن عيسى عن ابن جريج عن عطاء عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قسم الله عز و جل العقل على ثلاثة أجزاء فمن كن فيه كمل عقله ومن لم يكن فيه فلا عقل له حسن المعرفة بالله عز و جل وحسن الطاعة لله عز و جل وحسن الصبر على ما أمر الله عز و جل قال الشيخ رحمه الله فكيف ينسب إلى التصوف من إذا عورض في حقيقة معرفة الله عز و جل كل عنها وخلط فيها وإذا طولب بموجب الطاعة فيها جهلها وتخبط فيها وإذا امتحن بمحنة يجب الصبر عليها وعنها جزع 1 وعجز وسادة علماء المتصوفة تكلمت في التصوف وأجابت عن حدوده ومعانيه  وأقسامه ومبانيه فقد كتب لي جعفر بن محمد بن نصير الخواص قال وحدثني عنه ازديار بن سليمان الفارسي قال سمعت الجنيد بن محمد رحمة الله عليه يقول وسئل عن التصوف فقال اسم جامع لعشرة معاني التقلل من كل شيء من الدنيا عن التكاثر فيها والثاني اعتماد القلب على الله عز و جل من السكون إلى الاسبات والثالث الرغبة في الطاعات من التطوع في وجود العوافي والرابع الصبر عن فقد الدنيا عن الخروج إلى المسألة والشكوى والخامس التمييز في الأخذ عند وجود الشيء والسادس الشغل بالله عز و جل عن سائر الأشغال والسابع الذكر الخفي عن جميع الأذكار والثامن تحقيق الإخلاص في دخول الوسوسة والتاسع اليقين في دخول الشك والعاشر السكون إلى الله عز و جل من الاضطراب والوحشة فاذا استجمع هذه الخصال استحق بها الاسم وإلا فهو كاذب حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا عبدالله بن محمد بن ميمون قال سألت ذا النون رحمة الله عليه عن الصوفي فقال من إذا نطق أبان نطقه عن الحقائق وإن سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق حدثنا أبو محمد ازديار بن سليمان ثنا جعفر بن محمد قال قال أبو الحسن المزين التصوف قميص قمصه الله أقواما فان ألهموا عليه الشكر وإلا كان خصمهم في ذلك الله عز و جل وسئل الخواص عن التصوف فقال اسم يغطى به عن الناس إلا أهل الدراية وقليل ما هم سمعت أبا الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي يقول سمعت أبا بكر بن المثاقف يقول سألت الجنيد بن محمد عن التصوف فقال الخروج عن كل خلق دني والدخول في كل خلق سني وسمعت أبا الفضل الطوسي يقول سمعت أبا الحسن الفرغاني يقول سألت أبا بكر الشبلي ما علامة العارف فقال صدره مشروح وقلبه مجروح وجسمه مطروح قلت هذا علامة العارف فمن العارف قال العارف الذي عرف الله عز و جل وعرف مراد الله عز و جل وعمل بما أمر الله وأعرض عما نهى الله ودعا عباد الله إلى الله عز و جل فقلت هذا العارف فمن الصوفي  فقال من صفا قلبه فصفى وسلك طريق المصطفى صلى الله عليه و سلم ورمى الدنيا خلف القفا وأذاق الهوى طعم الجفا قلت له هذا الصوفي ما التصوف قال التألف والتطرف والإعراض عن التكلف قلت له أحسن من هذا ما التصوف قال تسليم تصفية القلوب لعلام الغيوب فقلت له أحسن من هذا ما التصوف فقال تعظيم أمر الله وشفقته على عباد الله فقلت له أحسن من هذا من الصوفي قال من صفا من الكدر وخلص من العكر وامتلأ من الفكر وتساوى عنده الذهب والمدر وسمعت ابا الفضل نصر بن أبي نصر يقول سمعت علي بن محمد المصري يقول سئل السرى السقطي عن التصوف فقال التصوف خلق كريم يخرجه الكريم إلى قوم كرام سمعت أبا همام عبدالرحمن بن مجيب الصوفي وسئل عن الصوفي فقال لنفسه ذابح ولهواه فاضح ولعدوه جارح وللخلق ناصح دائم الوجل يحكم العمل ويبعد الأمل ويسد الخلل ويغضى على الذلل عذره بضاعة وحزنه صناعة وعيشه قناعة بالحق عارف وعلى الباب عاكف وعن الكل عازف تربية بره وشجرة وده وراعي عهده قال الشيخ رحمه الله وذكرنا في غير هذا الكتاب كثيرا من أجوبة مشيختهم في التصوف واختلاف عباراتهم وكل قد أجاب عن حاله ويشتمل كلام المتصوفة على ثلاثة أنواع فاولها إشاراتهم إلى التوحيد 1 والثاني كلامهم في المراد ومراتبه والثالث في المريد وأحواله ثم لكل نوع من الثلاثة مسائل وفروع يكثر تعدادها فأول أصولهم 2 العرفان ثم إحكام الخدمة والإدمان
 حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن أبي سفيان ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم عن اسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبدالله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله  عز و جل فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله عز و جل قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله عز و جل قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد على فقرائهم
 حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا احمد بن يونس ثنا زهير بن معاوية ثنا خالد بن أبي كريمة عن عبدالله بن المسور أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني من غرائب العلم قال ما فعلت في رأس العلم فتطلب الغرائب قال وما رأس العلم قال هل عرفت الرب قال نعم قال فما صنعت في حقه قال ما شاء الله قال عرفت الموت قال نعم قال ما أعددت له قال ما شاء الله قال انطلق فاحكم هاهنا ثم تعال أعلمك من غرائب العلم قال الشيخ رحمه الله فمباني المتصوفة المتحققة في حقائقهم على أركان أربعة معرفة الله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله ومعرفة النفوس وشرورها ودواعيها ومعرفة وساوس العدو ومكائده ومضاله ومعرفة الدنيا وغرورها وتفنينها وتلوينها وكيف الاحتراز منها والتجافي عنها ثم ألزموا أنفسهم بعد توطئة 1 هذه الأبنية دوام المجاهدة وشدة المكابدة وحفظ الأوقات واغتنام الطاعات ومفارقة الراحات والتلذذ بما أيدوا به من المطالعات وصيانة ما خصوا به من الكرامات 2 لا عن المعاملات انقطعوا ولا إلى التأويلات ركنوا رغبوا عن العلائق ورفضوا العوائق وجعلوا الهموم هما واحدا ومزايلة الأعراض طارفا وتالدا اقتدوا بالمهاجرين والأنصار وفارقوا العروض والعقار وآثروا البذل والإيثار وهربوا بدينهم إلى الجبال والقفار احترازا من موامقة الأبصار أن يومى إليهما بالأصابع ويشار لما أنسوا به من التحف والأنوار فهم الأتقياء الأخفياء والغرباء النجباء صحت عقيدتهم فسلمت سريرتهم
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا بكير بن مسمار عن عامر  ابن سعد بن أبي وقاص سمعه يخبر عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا سفيان بن وكيع ثنا عبدالله بن رجاء عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب شيء إلى الله تعالى الغرباء قيل ومن الغرباء قال الفرارون بدينهم يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى بن مريم عليهما السلام
 حدثنا أبو غانم سهل بن اسماعيل الفقيه الواسطي ثنا عبدالله بن الحسن ثنا اسحاق بن وهب ثنا عبدالملك بن يزيد ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود قال إذا أحب الله عبدا اقتناه لنفسه ولم يشغله بزوجة ولا ولد وقال ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا رجل يفر بدينه من قرية إلى قرية ومن شاهق إلى شاهق ومن حجر 1 إلى حجر
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس بن الفضل ثنا عبدالله بن محمد بن عائشة قال ثنا عبدالعزيز بن مسلم القسملي عن ليث عن عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن من أغبط أوليائي عندي مؤمنا خفيف الحاذ ذا حظ من صلاة وصيام أحسن عبادة ربه وأطاعه في سره وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع وكانت معيشه كفافا وصبر على ذلك فعجلت منيته وقلت بواكيه وقل تراثه قال الشيخ رحمه الله لهم الأحوال الشريفة والأخلاق اللطيفة مقامهم منيف وسؤالهم ظريف
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا ابراهيم بن أحمد بن برة الصنعاني ثنا هشام بن ابراهيم أبو الوليد المخزومي ثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبدالقدوس بن حبيب عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له يا غلام ألا أحبوك ألا أنحلك ألا أعطيك قال قلت بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال  فظننت أنه سيقطع لي قطعة مال فقال أربع تصليهن في كل يوم وليلة فتقرأ أم القرآن وسورة ثم تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها عشرا ثم ترفع فتقولها عشرا ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك فإذا فرغت قلت بعد التشهد وقبل التسليم اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجد أهل الخشية وطلبة أهل الرغبة وتعبد أهل الورع وعرفان أهل العلم حتى أخافك اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك وحتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن الظن بك سبحان خالق النور فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس غفر الله لك ذنوبك صغيرها وكبيرها قديمها وحديثها سرها وعلانيتها وعمدها وخطأها قال الشيخ رحمه الله هم السفراء إلى الخلق والأسراء لدى الحق أزعجهم الفرق وهيمهم القلق
 حدثنا العباس بن محمد الكناني ثنا أبو الحريش الكلابي ثنا علي بن يزيد بن بهرام ثنا عبدالملك بن أبي كريمة عن أبي حاجب عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يا معاذ إن المؤمن لدى الحق أسير يعلم أن عليه رقيبا على سمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وبطنه وفرجه حتى اللمحة ببصره وفتات الطين 1 بأصبعه وكحل عينيه وجميع سعيه إن المؤمن لا يأمن قلبه ولا يسكن روعته ولا يأمن اضطرابه يتوقع الموت صباحا ومساء فالتقوى رقيبه والقرآن دليله والخوف حجته والشرف مطيته والحذر قرينه والوجل شعاره والصلاة كهفه والصيام جنته والصدقة فكاكه والصدق وزيره والحياء أميره وربه تعالى من وراء ذلك كله بالمرصاد يا معاذ إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من هوى نفسه وشهواته وحال بينه وبين أن  يهلك فيما يهوى بإذن الله يا معاذ إني أحب لك ما أحب لنفسي وأنهيت إليك ما أنهى إلي جبريل عليه السلام فلا أعرفنك توافيني يوم القيامة وأحد أسعد بما أتاك الله عز و جل منك
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسين بن سفيان ثنا محمد بن يحيى بن عبدالكريم ثنا الحسين بن محمد عن أبي عبدالله القشيري عن أبي حاجب عن عبدالرحمن عن معاذ وعن غالب بن شهر عن معاذ وعن مكحول عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بلغ به النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يا معاذ فذكر نحوه قال الشيخ رحمه الله حبهم للحق وفي الحق يحييهم ويفنيهم وعمن سواه من الخلق يلهيهم ويسليهم
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني قتادة قال سمعت أنس بن مالك يحدث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من يكن الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يقذف الرجل في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه وأن يحب الرجل العبد لا يحبه إلا الله أو قال في الله عز و جل شك أبو داود
 حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا عبدالوهاب ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله تعالى ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله عز و جل وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله عز و جل منه كما يكره أن توقد له نار فيقذف فيها قال الشيخ رحمه الله فقد ثبت بما روينا من حديث معاذ بن جبل وغيره أن التصوف أحوال قاهرة وأخلاق طاهرة تقهرهم الأحوال فتاسرهم ويستعملون الأخلاق فتظهرهم تحلوا بخالص الخدمة فكفوا طوارق الحيرة وعصموا من الانقطاع والفترة ولا يأنسون إلا به ولا يستريحون إلا عليه فهم أرباب القلوب المتسورون بصائب فراستهم على  الغيوب المراقبون للمحبوب التاركون للمسلوب المحاربون للمحروب سلكوا مسلك الصحابة والتابعين ومن نحى نحوهم من المتقشفين والمتحققين العالمين بالبقاء والفناء والمميزين بين الإخلاص والرياء والعارفين بالخطرة والهمة والعزيمة والنية والمحاسبين للضمائر والمحافظين للسرائر المخالفين للنفوس والمحاذرين من الخنور بدائم التفكر وقائم التذكر طلبا للتداني وهربا من التواني لا يستهين بحرمتهم إلا مارق ولا يدعي أحوالهم إلا مائق ولا يعتقد عقيدتهم إلا فائق ولا يحن إلى موالاتهم إلا تائق إلا سابق فهم سرج الآفاق والممدود إلى رؤيتهم بالأعناق بهم نقتدي وإياهم نوالي إلى يوم التلاق قال الشيخ رحمه الله بدأنا بذكر من اشتهر من الصحابة بحال من الأحوال وحفظ عنه حميد الأفعال وعصم من الفتور والاكسال وفصل له العهود والحبال ولم يقطعه سآمة ولا ملال فمن المهاجرين أولهم 1
 أبو بكر الصديق
 أبو بكر الصديق السابق الى التصديق الملقب بالعتيق المؤيد من الله بالتوفيق صاحب النبي صلى الله عليه و سلم في الحضر والأسفار ورفيقه الشفيق في جميع الأطوار وضجيعه بعد الموت في الروضة المحفوفة بالأنوار المخصوص في الذكر الحكيم بمفخر فاق به كافة الأخيار وعامة الأبرار وبقي له شرفه على كرور الأعصار ولم يسم إلى ذروته همم أولي الأيد والأبصار حيث يقول عالم الأسرار ثاني اثنين إذ هما في الغار إلى غير ذلك من الآيات والآثار ومشهور النصوص الواردة فيه والأخبار التي غدت كالشمس في الانتشار وفضل كل من فاضل وفاق كل من جادل وناضل ونزل فيه لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل توحد الصديق في الأحوال بالتحقيق واختار الاختيار من الله دعاه إلى الطريق فتجرد من الأموال  والأعراض وانتصب في قيام التوحيد للتهدف والأغراض صار للمحن هدفا وللبلاء غرضا وزهد فيما عزله جوهرا كان أو عرضا تفرد بالحق عن الالتفات إلى الخلق وقد قيل إن التصوف الاعتصام بالحقائق عند اختلاف الطرائق
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن ابراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن عن ابن عباس أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خرج حين توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وعمر يكلم الناس فقال اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس فقال اجلس يا عمر فتشهد فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت إن الله تعالى قال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآية قال والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله عز و جل أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها 1 منه الناس كلهم فما نسمع بشرا من الناس إلا يتلوها قال ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات قال الشيخ رحمه الله وكان رضي الله تعالى عنه يتوصل بعز الوفاء إلى أسنى مواقف الصفا وقد قيل إن التصوف تفرد العبد بالصمد الفرد
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم ثنا عبدالرازق عن معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لما أنفذت قريش جوار ابن الدغنة قالوا له مر أبا بكر فليعبد ربه في داره وليصل فيها ما شاء وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره قال ففعل أبو بكر رضي الله تعالى عنه ثم بدا له فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ فتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يتعجبون  منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلى ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عقد رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله ورسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ بمكة
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا عبدالله بن سعيد الكندي ثنا عبدالله بن إدريس الأودي وحدثنا الحسين بن محمد ثنا الحسن ثنا حميد ثنا جرير ثنا أبو إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن أبي موسى عن الأسود بن هلال قال قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه لأصحابه ما تقولون في هاتين الآيتين إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا و والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يدينوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم بخطيئة قال لقد حملتموها على غير المحمل ثم قال قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره ولم يلبسوا إيمانهم بشرك قال الشيخ رحمه الله كان رضي الله عنه من أحواله العزوف 1 عن العاجلة والأزوف من الآجلة وقد قيل إن التصوف تطليق الدنيا بتاتا والإعراض عن منالها ثباتا
 حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحسن بن علي والفضل بن داود قالا ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث ثنا عبدالواحد بن زيد ثنا أسلم عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه استسقى فأتى بإناء فيه ماء وعسل فلما أدناه من فيه بكى وأبكى من حوله فسكت وما سكتوا ثم عاد فبكى حتى ظنوا أن لا يقدروا على مساءلته ثم مسح وجهه وأفاق فقالوا ما هاجك على هذا البكاء قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم وجعل يدفع عنه شيئا ويقول إليك عني إليك عني ولم أر معه أحدا فقلت يا رسول الله أراك تدفع عنك شيئا  ولا أرى معك أحدا قال هذه الدنيا تمثلت لي بما فيها فقلت لها إليك عني فتنحت وقالت أما والله لئن انفلت مني لا ينفلت مني من بعدك فخشيت أن تكون قد لحقتني فذاك الذي أبكاني قال الشيخ رحمه الله وكان رضي الله عنه لا يفارق الجد ولا يجاوز الحد وقد قيل إن التصوف الجد في السلوك إلى ملك الملوك
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان حدثني يعقوب بن سفيان قال حدثني عمرو بن منصور البصري ثنا عبدالواحد بن زيد عن أسلم الكوفي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم قال كان لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مملوك يغل عليه فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة فقال له المملوك مالك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة قال حملنى على ذلك الجوع من أين جئت بهذا قال مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني قال إن كدت أن تهلكني فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ وجعلت لا تخرج فقيل له إن هذه لا تخرج إلا بالماء فدعا بطست من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها فقيل له يرحمك الله كل هذا من أجل هذه اللقمة قال لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة ورواه عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة نحوه والمنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر نحوه قال الشيخ رحمه الله تعالى وكان رضي الله تعالى عنه يقدم على المضار لما يؤمل فيه من المسار وقد قيل إن التصوف السكون إلى اللهيب في الحنين إلى الحبيب
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة ثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنه قالت أتى الصريخ آل أبي بكر فقيل له أدرك صاحبك فخرج  من عندنا وإن له غدائر فدخل المسجد وهو يقول ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقبلوا على أبي بكر فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول تباركت ياذا الجلال والإكرام قال الشيخ رحمه الله تعالى 1 كان رضي الله تعالى عنه يقدم الحقير مفتادا للخطير وقد قيل إن التصوف وقف الهمم على مولى النعم
 حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا أبو عطاء محمد بن ابراهيم بن الصلت الطائي ثنا داود بن معاذ ثنا عبدالوارث بن سعيد بن يونس بن عبيد عن الحسن البصري أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم بصدقته فأخفاها قال يا رسول الله هذه صدقتي ولله عز و جل عندي معاد وجاء عمر رضي الله تعالى عنه بصدقته فأظهرها فقال يا رسول الله هذه صدقتي ولي عند الله معاد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عمر وترت قوسك بغير وتر ما بين صدقتيكما كما بين كلمتيكما ورواه زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر نحوه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز وثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا أبو نعيم عن هشام بن سعد عن زيد بن أرقم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي فقلت اليوم أسبق ابا بكر إن سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أبقيت لأهلك قال فقلت مثله وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله قلت لا أسابقك إلى شيء أبدا ورواه عبدالله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر نحوه قال الشيخ رحمه الله تعالى كان رضي الله تعالى عنه في المصافات صافيا  وفي المؤاخاة وافيا وقد قيل إن التصوف استنفاد الطوق في معاناة الشوق وتزجية الأمور على تصفية الصدور
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا أحمد بن محمد بن حبيب المؤدب ثنا أبو معاوية ثنا هلال بن عبدالرحمن ثنا عطاء بن أبي ميمونة أبو معاذ عن أنس بن مالك قال لما كان ليلة الغار قال أبو بكر يا رسول الله دعني فلأدخل قبلك فان كانت حية أو شيء كانت لي قبلك 1 قال أدخل فدخل أبو بكر فجعل يلتمس بيديه فكلما رأى جحرا جاء بثوبه فشقه ثم ألقمه الحجر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع قال فبقي جحر فوضع عقبه عليه ثم أدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه و سلم فأين ثوبك يا أبا بكر فأخبره بالذي صنع فرفع النبي صلى الله عليه و سلم يده فقال اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة فأوحى الله تعالى إليه إن الله قد استجاب لك حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الوراق ثنا ابراهيم بن عبدالله بن أيوب المخرمي ثنا سلمة بن حفص السعدي ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن اسحاق ثنا هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت كانت يد النبي صلى الله عليه و سلم في مال أبي بكر ويد أبي بكر واحدة حين حجا ومن مفاريد أقواله لمراعاة أحواله حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا مصعب الزبيري حدثني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر دخل على أبي بكر وهو يجبذ لسانه فقال له عمر مه غفر الله لك فقال أبو بكر إن هذا أوردني الموارد حدثنا أبي ثنا عبدالرحمن بن الحسن ثنا هارون بن اسحاق أنبأنا عبدة عن اسماعيل بن أبي خالد عن طارق بن شهاب قال قال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه طوبى لمن مات في النانات قيل وما النانات قال جدة الإسلام
 حدثنا أبي ثنا عبدالرحمن بن الحسن ثنا هارون بن إسحاق ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح  لما قدم أهل اليمن زمان أبي بكر وسمعوا القرآن جعلوا يبكون قال فقال أبو بكر هكذا كنا ثم قست القلوب قال الشيخ رحمه الله ومعنى قوله قست القلوب قويت واطمأنت بمعرفة الله تعالى حدثنا الحسين بن محمد بن سعيد ثنا محمد بن عزيز ثنا سلامة بن روح عن عقيل قال قال ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير عن أبيه أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خطب الناس فقال يا معشر المسلمين استحيوا من الله عز و جل فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز و جل رواه ابن المبارك عن يونس نحوه 1 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا وكيع عن مالك بن مغول عن أبي السفر قال مرض أبو بكر رضي الله تعالى عنه فعادوه فقالوا ألا ندعوا لك الطبيب قال قد رآني قالوا فأي شيء قال لك قال قال إني فعال لما أريد حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو الزنباع ثنا سعيد بن عفير قال حدثني علوان بن داود البجلي عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف وعن صالح بن كيسان عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه قال دخلت على أبي بكر رضي الله تعالى عنه في مرضه الذي توفي فيه فسلمت عليه فقال رأيت الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي جائية وستتخذون ستور الحرير ونضائد الديباج وتألمون ضجائع الصوف الأزرى كأن أحدكم على حسك السعدان ووالله لئن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه كان يقول في خطبته أين الوضآء الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم أين الملوك الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحيطان أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب قد تضعضع بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبور الوحا  الوحا النجاء النجاء
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن عبدالرحمن بن إسحاق عن عبدالله القرشي عن عبدالله بن عكيم قال خطبنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال أما بعد فاني أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو له أهل وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة وتجمعوا الإلحاف بالمسألة فان الله تعالى أثنى على زكريا وعلىأهل بيته فقال إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ثم اعلموا عباد الله إن الله تعالى قد ارتهن بحقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه ولا يطفأ نوره فصدقوا قوله وانتصحوا كتابه واستبصروا فيه ليوم الظلمة فانما خلقكم للعبادة ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فان استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فيردكم إلى أسوأ أعمالكم فان أقواما جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم الوحا الوحا النجا النجا إن وراءكم طالب حثيث أمره سريع حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام ثنا أزهر بن عمير وكان بالثغر قال حدثني أبو الهذيل عن عمرو بن دينار قال خطب أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال أوصيكم بالله لفقركم وفاقتكم أن تتقوه وأن تثنوا عليه بما هو أهله وأن تستغفروه إنه كان غفارا فذكر نحو حديث عبدالله بن عكيم وزاد واعلموا أنكم ما أخلصتم لله عز و جل فربكم أطعتم وحقكم حفظتم فاعطوا ضرائبكم في أيام سلفكم واجعلوها نوافل بين أيديكم تستوفوا سلفكم 1 حين فقركم وحاجتكم ثم تفكروا عباد الله فيمن كان قبلكم أين كانوا أمس وأين هم اليوم أين الملوك الذين كانوا أثاروا الأرض  وعمروها قد نسوا ونسي ذكرهم فهم اليوم كلا شيء فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا وهم في ظلمات القبور هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا وأين من تعرفون من أصحابكم وإخوانكم قد وردوا على ما قدموا فحلوا الشقوة والسعادة إن الله تعالى ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرا ولا يصرف عنه سوءا إلا بطاعته واتباع أمره وإنه لا خير بخير بعده النار ولا شر بشر بعده الجنة أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبدالوهاب بن نجدة قال ثنا أبو المغيرة ثنا حريز بن عثمان عن نعيم بن نمحة 1 قال كان في خطبة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون في أجل معلوم فذكر نحو حديث عبدالله بن عكيم وزاد ولا خير في قول لا يراد به وجه الله تعالى ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله عز و جل ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا فطر بن خليفة عن عبدالرحمن بن عبدالله بن سابط قال لما حضر أبا بكر الموت دعا عمر رضي الله تعالى عنهما فقال له اتق الله يا عمر واعلم أن لله عز و جل عملا بالنهار لا يقبله بالليل وعملا بالليل لا يقبله بالنهار وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم وحق لميزان يوضع فيه الحق غدا أن يكون ثقيلا وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق لميزان يوضع فيه الباطل غدا أن يكون خفيفا وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم فإذا ذكرتهم قلت إني لأخاف أن لا ألحق بهم وإن الله تعالى ذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه فاذا ذكرتهم قلت إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء فيكون العبد راغبا راهبا لا يتمنى على الله ولا يقنط من رحمته  عز و جل فإن أنت حفظت وصيتي فلا يكن غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك وإن أنت ضيعت وصيتي فلا يكن غائب أبغض إليك من الموت ولست بمعجزه حدثنا أبي ثنا عبدالرحمن بن الحسن ثنا جعفر بن محمد الواسطي قال خالد بن مخلد حدثني سليمان بن بلال قال حدثني علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت سمعت عائشة تقول لبست ثيابي فطفقت أنظر إلى ذيلي وأنا أمشي في البيت وألتفت إلى ثيابي وذيلي فدخل علي أبو بكر فقال يا عائشة أما تعلمين أن الله لا ينظر إليك الآن حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية ثنا اسماعيل بن عيسى ثنا اسحاق بن بشر ثنا ابن سمعان عن محمد بن زيد عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لبست مرة درعا لي جديدا فجعلت أنظر إليه وأعجبت به فقال أبو بكر ما تنظرين إن الله ليس بناظر إليك قلت ومم ذاك قال أما علمت أن العبد إذا دخله العجب بزينة الدنيا مقته ربه عز و جل حتى يفارق تلك الزينة قالت فنزعته فتصدقت به فقال أبو بكر عسى ذلك أن يكفر عنك حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا عتبة حدثني أبو ضمرة تعني حبيب بن ضمرة 1 قال حضرت الوفاة ابنا لأبي بكر الصديق فجعل الفتى يلحظ إلى وسادة فلما توفي قالوا لأبي بكر رأينا ابنك يلحظ إلى الوسادة قال فرفعوه عن الوسادة فوجدوا تحتها خمسة دنانير أو ستة فضرب أبو بكر بيده على الأخرى يرجع يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ما أحسب جلدك يتسع لها حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا محمد بن هشام ثنا أبو ابراهيم الترجماني ثنا عاصم بن طليق عن ابن سمعان عن أبي بكر بن محمد الأنصاري أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قيل له يا خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تستعمل أهل بدر قال إني أرى مكانهم ولكني أكره أن أدنسهم بالدنيا  حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو بكر وسعيد بن عمر قالا ثنا سفيان عن اسماعيل عن قيس قال اشترى أبو بكر بلالا وهو مدفون بالحجارة بخمس أواق ذهبا فقالوا لو أبيت إلا أوقية لبعناكه قال لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته 2
 عمر بن الخطاب
 قال الشيخ رحمه الله تعالى وثاني القوم عمر الفاروق ذو المقام الثابت المأنوق أعلن الله تعالى به دعوة الصادق المصدوق وفرق به بين الفصل والهزل وأيد بما قواه به من لوامع الطول ومهد له من منائح الفضل شواهد التوحيد وبدد به مواد التنديد فظهرت الدعوة ورسخت الكلمة فجمع الله تعالى بما منحه من الصولة ما نشأت لهم من الدولة فعلت بالتوحيد أصواتهم بعد تخافت وتثبتوا في أحوالهم بعد تهافت غلب كيد المشركين بما ألزم قلبه من حق اليقين لا يلتفت إلى كثرتهم وتواطيهم ولا يكترث لممانعتهم وتعاطيهم اتكالا على من هو منشئهم وكافيهم واستنصارا بمن هو قاصمهم وشافيهم محتملا لما احتمل الرسول ومصطبرا على المكاره لما يؤمل من الوصول ومفارقا لمن اختار التنعم والترفيه ومعانقا لما كلف من التشمر والتوجيه المخصوص من بين الصحابة بالمعارضة للمبطلين والموافقة في الأحكام لرب العالمين السكينة تنطق على لسانه والحق يجري الحكمة عن بيانه كان للحق مائلا وبالحق صائلا وللأثقال حاملا ولم يخف دون الله طائلا وقد قيل إن التصوف ركوب الصعب في جلال الكرب
 حدثنا أبو محمد عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زهير عن أبي إسحاق عن البراء قال لما كان يوم أحد جاء أبو سفيان بن حرب فقال أفيكم محمد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تجيبوه ثم قال أفيكم  محمد فلم يجيبوه ثم قال الثالثة أفيكم محمد فلم يجيبوه ثم قال أفيكم ابن أبي قحافة فلم يجيبوه قالها ثلاثا ثم قال أفيكم عمر بن الخطاب قالها ثلاثا فلم يجيبوه فقال أما هؤلاء فقد كفيتموهم فلم يملك عمر نفسه فقال كذبت يا عدو الله ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وأنا أحياء ولك منا يوم سوء فقال يوم بيوم بدر والحرب سجال وقال أعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أجيبوه قالوا يا رسول الله وما نقول قال قولوا الله أعلا وأجل قال لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أجيبوه قالوا يا رسول الله وما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم
 حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أيوب ثنا أبو معشر الدارمي ثنا عبدالواحد بن غيات ثنا حماد بن سلمة البناني عن عكرمة أن أبا سفيان بن حرب لما قال أعل هبل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر بن الخطاب قل الله أعلا وأجل فقال أبو سفيان لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر قل الله مولانا والكافرون لا مولى لهم حدثنا فارق الخطابي ثنا زياد الخليلي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا هارون ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري قال لما كان يوم أحد قال أبو سفيان أعل هبل يفخر بآلهته فقال عمر اسمع يا رسول الله ما يقول عدو الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ناده الله أعلا وأجل قال الشيخ رحمه الله أمره الرسول صلى الله عليه و سلم بالمجاوبة من بين أصحابه لما اختص به من الصولة والمهابة وما عهد منه في ملازمته للتفريد ومحاماته على معارضة التوحيد وأنه لا ينهنهه عن مصاولتهم العدة والعديد قال الشيخ رحمه الله كان رضي الله تعالى عنه للدين معلنا ولأعمال البر مبطنا وقد قيل إن التصوف الوصول بما علن إلى ظهور ما بطن
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو بكر بن ابي شيبة ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن عبدالله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر قال  قال عمر بن الخطاب كان أول إسلامي أن ضرب أختي المخاض فاخرجت من البيت فدخلت في أستار الكعبة في ليلة قارة فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فدخل الحجر وعليه نعلاه فصلى ما شاء الله ثم انصرف قال فسمعت شيئا لم أسمع مثله قال فخرجت فاتبعته فقال من هذا قلت عمر قال يا عمر ما تتركني ليلا ولا نهارا فخشيت أن يدعو علي فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله قال فقال يا عمر استره قال فقلت والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبدالحميد بن صالح ثنا محمد بن أبان عن اسحاق بن عبدالله بن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال سألت عمر رضي الله تعالى عنه لأي شيء سميت الفاروق قال أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ثم شرح الله صدري للاسلام فقلت الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت أين رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت أختي هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار ورسول الله صلى الله عليه و سلم في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم فقال لهم حمزة مالكم قالوا عمر قال فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره نثرة فما تمالك أن وقع على ركبته فقال ما أنت بمنته يا عمر قال فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد قال فقلت يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا قال بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم قال فقلت ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ الفاروق وفرق الله به بين الحق والباطل
 حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين القاضي الوادعي ثنا يحيى بن  عبدالحميد ثنا حصين بن عمرو ثنا مخارق عن طارق عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال لقد رأيتني وما أسلم مع النبي صلى الله عليه و سلم إلا تسعة وثلاثون رجلا وكنت رابع أربعين رجلا فأظهر الله دينه ونصر نبيه وأعز الإسلام قال يحيى وحدثني أبي عن عمه عبدالرحمن بن صفوان عن طارق عن عمر رضي الله تعالى عنه مثله
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا علي بن ميمون العطار والحسن البزاز قالا ثنا اسحاق بن ابراهيم الحنيني ثنا أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال قال لنا عمر رضي الله تعالى عنه أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي قلنا نعم قال كنت من أشد الناس عداوة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم في دار عند الصفا فجلست بين يديه فأخذ بمجمع قميصي ثم قال أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده قال فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله قال فكبر المسلمون تكبيرة سمعت في طرق مكة قال وقد كانوا مستخفين وكان الرجل إذا أسلم تعلق الرجال به فيضربونه ويضربهم فجئت إلى خالي فأعلمته فدخل البيت وأجاف الباب قال وذهبت إلى رجل من كبار قريش فأعلمته ودخل البيت فقلت في نفسي ما هذا بشيء الناس يضربون وأنا لا يضربني أحد فقال رجل أتحب أن يعلم بإسلامك قلت نعم قال إذا جلس الناس في الحجر فائت فلانا وقل له صبوت فإنه قل ما يكتم سرا فجئته فقلت تعلم أني قد صبوت فنادى بأعلى صوته إن ابن الخطاب قد صبأ فما زالوا يضربوني وأضربهم فقال خالي يا قوم إني قد أجرت ابن أختي فلا يمسه أحد فانكشفوا عني فكنت لا أشاء أن أرى أحدا من المسلمين يضرب إلا رأيته فقلت الناس يضربون ولا أضرب فلما جلس الناس في الحجر أتيت خالي قال قلت تسمع قال ما أسمع قلت جوارك رد عليك قال لا تفعل قال فأبيت قال فما شئت قال فما زلت أضرب وأضرب حتى أظهر الله تعالى الإسلام قال الشيخ رحمه الله كان رضي الله تعالى عنه مخصصا بالسكينة في  الانطاق ومحرزا من القطيعة والفراق ومشهرا في الأحكام بالإصابة والوفاق وقد قيل إن التصوف الموافقة للحق والمفارقة للخلق حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كنا نتحدث أن ملكا ينطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنه
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي بن الوليد ثنا عبدالرحمن بن نافع ثنا مروان بن معاوية عن يحيى بن أيوب البجلي عن الشعبي عن أبي جحيفة قال قال علي كرم الله وجهه ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنه
 حدثنا سعد بن محمد بن اسحاق ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا طاهر بن أبي أحمد ثنا أبي أحمد ثنا أبي ثنا أبو إسرائيل عن الوليد بن العيزار عن عمرو بن ميمون عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال ما كنا ننكر ونحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم متوافرون أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمرو بن أبي الطاهر ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا عبدالله بن عمر عن جهم بن أبي الجهم عن مسور بن مخرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله تعالى عز و جل جعل الحق على لسان عمر وقلبه
 حدثنا محمد بن علي بن مسلم ثنا محمد بن يحيى بن المنذر ثنا سعيد بن عامر ثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر عن عمر رضي الله تعالى عنهما قال وافقت ربي عز و جل في ثلاث في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر رواه حميد وعلي بن زيد والزهري عن أنس مثله
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا أبو نوح قراد ثنا عكرمة بن عمار ثنا سماك أبو زميل قال حدثني ابن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قال لما كان يوم بدر فهزم الله المشركين فقتل منهم سبعون وأسر منهم سبعون استشار رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر وعمر وعليا رضوان الله عليهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ترى يا ابن الخطاب  قال فقلت أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان فيضرب عنقه حتى يعلم الله عز و جل أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فلم يهو رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قلت فأخذ منهم الفداء قال عمر فلما كان من الغد غدوت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو قاعد وأبو بكر وإذا هما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما قال النبي صلى الله عليه و سلم الذي عرض على أصحابك من الفداء لقد عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة فأنزل الله تعالى ما كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله تعالى لمسكم فيما أخذتم من الفداء عذاب عظيم ثم أحل لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من النبي صلى الله عليه و سلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله عز و جل أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم بأخذكم الفداء إن الله على كل شيء قدير
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن شعيب الأصبهاني ثنا أحمد بن أبي سريح الرازي ثنا عبيدالله بن موسى ثنا إسرائيل عن ابراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم لما أسر الأسرى يوم بدر استشار أبا بكر رضي الله تعالى عنه قال قومك وعترتك فخل سبيلهم فاستشار عمر رضي الله تعالى عنه فقال اقتلهم ففاداهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى الآية فلقي رسول الله صلى الله عليه و سلم عمر فقال كاد أن يصيبنا في خلافك شر
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالوهاب بن الضحاك ثنا اسماعيل بن عياش قال سمعت عمر رضي الله تعالى عنه يقول لما توفي عبدالله بن أبي سلول دعى رسول الله صلى  الله عليه وسلم إلى الصلاة عليه فلما قام 1 يريد الصلاة عليه تحولت فقلت يا رسول الله أتصلي على عدو الله ابن أبي بن سلول القائل يوم كذا وكذا فجعلت أعدد أيامه ورسول الله صلى الله عليه و سلم يتبسم حتى أكثرت فقال أخر عني يا عمر 2 إني خيرت فاخترت قد قيل استغفر لهم أو لا تستغفر لهم فلو أعلم أني إذا زدت على السبعين غفر له لزدت ثم صلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ومشى معه حتى قام على قبره وفرغ من دفنه فعجبا لي ولجرأتي على رسول الله صلى الله عليه و سلم والله ورسوله أعلم فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره الآية فما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدها على منافق حتى قبضه الله عز و جل قال الشيخ رحمه الله فأخلى همه في مفارقة الخلق فأنزل الله تعالى الوحي في موافقته للحق فمنع الرسول صلى الله عليه و سلم من الصلاة عليهم وصفح عمن أخذ الفداء منهم لسابق علمه منهم وطوله عليهم وكذا سبيل من اعتقد في المفتونين الفراق أن يؤيد في أكثر أقاويله بالوفاق ويعصم في كثير من أحواله وأفاعيله من الشقاق وكان للرسول صلى الله عليه و سلم في حياته ووفاته مجامعا ولما اختار له في يقظته ومنامه متابعا يقتدى به في كل أحواله ويتأسى به في جميع أفعاله وقد قيل إن التصوف استقامة المناهج والتطرق إلى المباهج حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم عن عبدالرازق وثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن إبراهيم ثنا عبدالرازق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال دخلت على أبي فقلت إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لك زعموا أنك غير مستخلف وأنه لو كان لك راعي إبل أو راعي غنم ثم جاءك وتركها لرأيت أن قد ضيع فرعايةالناس أشد فوضع رأسه ساعة ثم رفعه فقال إن الله عز و جل يحفظ دينه وإني لا 4 أستخلف فإن  رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يستخلف وإن استخلف فإن أبا بكر قد استخلف فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله صلى الله عليه و سلم أحدا وأنه غير مستخلف
 حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا عمرو بن حمزة قال أخبرني سالم عن عمر قال قال عمر رضي الله تعالى عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فرأيته لا ينظر إلي فقلت يا رسول الله ما شأني قال ألست الذي تقبل وأنت صائم فقلت والذي بعثك بالحق لا أقبل وأنا صائم
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا يحيى بن المتوكل ثنا أبو سلمة بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن جده قال لبس عمر رضي الله تعالى عنه قميصا جديدا ثم دعاني بشفرة فقال مد يا بني كم قميصي والزق يديك بأطراف أصابعي ثم اقطع ما فضل عنها فقطعت من الكمين من جانبيه جميعا فصار فم الكم بعضه فوق بعض فقلت له يا أبته لو سويته بالمقص فقال دعه يا بني هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعل 1 فما زال عليه حتى تقطع وكان ربما رأيت الخيوط تساقط على قدمه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام 2 بن داود ثنا عبدالله بن محمد بن المغيرة ثنا مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر قال قدم على عمر رضي الله تعالى عنه مال من العراق فأقبل يقسمه فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين لو أبقيت من هذا المال لعدو إن حضر أو نائبة إن نزلت فقال عمر مالك قاتلك الله نطق بها على لسانك شيطان اتاني الله حجتها والله لا أعصين الله اليوم لغد لا ولكن أعد لهم ما أعد لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الشيخ رحمه الله وكان رضي الله تعالى عنه بالحقائق لهجا عروفا وعن الأباطيل منعرجا عزوفا وقد قيل إن التصوف دفع دواعي الردى  بما يرقب من نقع الصدى
 حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا اسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد بن جدعان عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن الأسود بن سريع قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت قد حمدت ربي بمحامد ومدح وإياك فقال إن ربك عز و جل يحب الحمد فجعلت أنشده فاستأذن رجل طويل أصلع فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أسكت فدخل فتكلم ساعة ثم خرج فأنشدته ثم جاء فسكتني النبي صلى الله عليه و سلم فتكلم ثم خرج ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا فقلت يا رسول الله من هذا الذي أسكتني له فقال هذا عمر رجل لا يحب الباطل
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا معمر بن بكار السعدي ثنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن الأسود التميمي قال قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم فجعلت أنشده فدخل رجل طوال أقنى فقال لي أمسك فلما خرج قال هات فجعلت أنشده فلم ألبث أن عاد فقال لي أمسك فلما خرج قال هات فقلت من هذا يا نبي الله الذي إذا دخل قلت أمسك وإذا خرج قلت هات قال هذا عمر بن الخطاب وليس من الباطل في شيء قال الشيخ رحمه الله تعالى فالاستدعاء من النبي صلى الله عليه و سلم منه رخصة وإباحة لاستماع المحامد والمدائح فقد كان نشيده والثناء على ربه عز و جل والمدح لنبيه صلى الله عليه و سلم وإخباره عليه الصلاة و السلام أن عمر رضي الله تعالى عنه لا يحب الباطل أي من اتخذ التمدح حرفة واكتسابا فيحمله الطمع في الممدوحين على أن يهيم في الأودية ويشين بفريته المحافل والأندية فيمدح من لا يستحقه ويضع من شأن من لا يستوجبه إذا حرمه نائله فيكون رافعا لمن وضعه الله عز و جل لطمعه أو واضعا لمن رفعه الله عز و جل لغضبه فهذا الاكتساب والاحتراف باطل فلهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم إنه لا يحب الباطل فأما الشعر المحكم الموزون فهو من الحكم  الحسن المخزون يخص الله تعالى به البارع في العلم ذا الفنون وقد كان أبو بكر وعمر وعلي رضي الله تعالى عنهم يشعرون
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن الأسود بن سريع قال كنت أنشده يعني النبي صلى الله عليه و سلم ولا أعرف أصحابه حتى جاء رجل بعيد ما بين المناكب أصلع فقيل أسكت أسكت قلت واثكلاه من هذا الذي أسكت له عند النبي صلى الله عليه و سلم فقيل عمر بن الخطاب فعرفت والله بعد انه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيسحبني إلى البقيع قال الشيخ رحمه الله تعالى فكذا سبيل الأبرياء من الشرك والعناد الأصفياء بالمعرفة والوداد أن لا يلهيهم باطل من الفعال والمقال وأن لا يثنيهم في توجههم إلى الحق حال من الأحوال وأن يكونوا مع الحق على أكمل حال وأنعم بال كان رضي الله تعالى عنه يلتمس بالذلة لمولاه القوة والتعزز ويترك في إقامة طاعته الرفاهية والتقزز وقد قيل إن التصوف النبو عن رتب الدنيا والسمو إل المرتبة العليا
 حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله المقرئ ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان عن أيوب الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال لما قدم عمر رضي الله تعالى عنه الشام عرضت له مخاضة فنزل عن بعيره ونزع خفيه فأمسكهما وخاض الماء ومعه بعيره فقال أبو عبيدة لقد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند أهل الأرض فصك في صدره وقال اوه لو غيرك يقول هذا يا أبا عبيدة إنكم كنتم أذل الناس فأعزكم الله برسوله فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله رواه الأعمش عن قيس بن مسلم مثله
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال لما قدم عمر رضي الله تعالى عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا تلقاك عظماء الناس ووجوههم فقال عمر لا أراكم ههنا إنما الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء خلوا سبيل جملي
 حدثنا محمد بن معمر ثنا  يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه خرج في سواد الليل فرآه طلحة فذهب عمر فدخل بيتا ثم دخل بيتا آخر فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة فقال لها ما بال هذا الرجل يأتيك قالت إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى فقال طلحة ثكلتك أمك يا طلحة أعثرات عمر تتبع حدثنا أبو محمد بن حبان ثنا محمد بن عبدالله بن رسته ثنا شيبان وثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا عبدالصمد ثنا أبو الأشهب عن الحسن أو غيره شك أبو الأشهب ولم يذكر أحمد بن حنبل الشك فقال عن الحسن قال مر عمر رضي الله تعالى عنه على مزبلة فاحتبس عندها فكأن أصحابه تأذوا بها فقال هذه دنياكم التي تحرصون عليها أو تتكلون عليها قال الشيخ رحمه الله تعالى وكان رضي الله عنه عن فناء الملاذ منتهيا ولباقي المعاد مبتغيا يلازم المشقات ويفارق الشهوا وقد قيل إن التصوف حمل النفس على الشدائد الذي هو من أشرف الموارد
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو الهيثم محمد بن يعقوب الربالي ثنا عبيدالله بن نمير عن ثابت عن أنس قال تقرقر بطن عمر رضي الله تعالى عنه وكان يأكل الزيت عام الرمادة وكان قد حرم على نفسه السمن قال فنقر بطنه بأصبعه وقال تقرقر ما تقرقر انه ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا يزيد بن مروان أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب عن سعد بن أبي وقاص قال قالت حفصة بنت عمر لعمر رضي الله تعالى عنه يا أمير المؤمنين لو لبست ثوبا هو ألين من ثوبك وأكلت طعاما هو أطيب من طعامك فقد وسع الله عز و جل من الرزق وأكثر من الخير فقال إني سأخصمك إلى نفسك أما تذكرين ما كان يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم من شدة العيش فما زال يذكرها حتى أبكاها فقال لها والله إن قلت ذلك أما والله  لئن استطعت لأشاركنهما بمثل عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي
 حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا جرير بن حازم ثنا الحسن أن عمر رضي الله تعالى عنه قال والله إني لو شئت لكنت من ألينكم لباسا وأطيبكم طعاما وأرقكم عيشا إني والله ما أجهل عن كراكر وأسنمة وعن صلاء وصناب وصلايق ولكني سمعت الله عز و جل عير قوما بأمر فعلوه فقال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها الآية حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا احمد بن سعيد ثنا عبدالله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن موسى بن سعد عن سالم بن عبدالله أن عمر بن الخطاب كان يقول والله ما نعبأ بلذات العيش أن نأمر بصغار المعزى فتسمط لنا ونأمر بلباب الحنطة فيخبز لنا ونأمر بالزبيب فينتبذ لنا في الأسعان 1الأسعان جمع سعن وهي قربة تقطع من نصفها وينبذ فيها واليعقوب الحجل حتى إذا صار مثل عين اليعقوب أكلنا هذا وشربنا هذا ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا لأنا سمعنا الله تعالى يقول أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية حدثنا عبدالله بن محمد ثنا ابن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا سفيان بن عيينة عن أبي فروة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال قدم على عمر رضي الله تعالى عنه ناس من أهل العراق فرأى كأنهم يأكلون تعزيزا فقال هذا يا أهل العراق لو شئت أن يدهمق لي كما يدهمق لكم ولكنا نستبقي من دنيانا ما نجده في آخرتنا أما سمعتم الله عز و جل قال لقوم أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن محمد بن مسلم ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن بعض أصحابه عن عمر قال قدم عليه ناس من أهل العراق فيهم جابر بن عبدالله قال فأتاهم بجفنة قد صنعت بخبز وزيت فقال لهم خذوا فأخذوا أخذا ضعيفا فقال لهم عمر قد أرى ما تقرمون فأي شيء تريدون حلوا وحامضا وحارا وباردا ثم قذفا في البطون حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني  أبي ثنا شجاع بن الوليد عن خلف بن حوشب أن عمر رضي الله تعالى عنه قال نظرت في هذا الأمر فجعلت إذا أردت الدنيا أضر بالآخرة وإذا أردت الآخرة أضر بالدنيا فاذا كان الأمر هكذا فأضروا بالفانية حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عبدالله بن إدريس عن اسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن أبي بردة قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهما أما بعد فإن أسعد الرعاة من سعدت به رعيته وإن أشقى الرعاة عند الله عز و جل من شقيت به رعيته وإياك أن ترتع فيرتع عمالك فيكون مثلك عند الله عز و جل مثل البهيمة نظرت إلى خضرة من الأرض فرعت فيها تبتغي بذلك السمن وإنما حتفها في سمنها والسلام عليك حدثنا أبو محمد بن حبان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا محمد بن فضيل عن السرى بن إسماعيل عن عامر الشعبي قال كتب عمر إلى أبي موسى رضي الله تعالى عنهما من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس بغير ما يعلم الله من قلبه شانه الله عز و جل فما ظنك في ثواب الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام كلماته في الزهد والورع ومن مفاريد أقواله الدالة على حقائق أحواله حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مجاهد قال قال عمر وجدنا خير عيشنا الصبر حدثنا أبو بكر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال عمر في خطبة تعلمون أن الطمع فقر وأن اليأس غنى وأن الرجل إذا يئس من شيء استغنى عنه رواه ابن وهب عن الثوري عن هشام عن زيد بن الصلب عن عمر حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب به حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق  الثقفي ثنا عبدالله بن عمر ثنا محمد بن فضيل ثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال قال عمر والله لقد لان قلبي في الله حتى لهو ألين من الزبد ولقد اشتد قلبي في الله حتى لهو أشد من الحجر حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن عون بن عبدالله بن عتبة قال قال عمر بن الخطاب جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن أبي خالد قال قال عمر كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم وسلوا الله رزق يوم بيوم حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال سمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلا يقول اللهم إني أستنفق مالي ونفسي في سبيلك فقال عمر أو لا يسكت أحدكم إذا فان ابتلي صبر وإن عوفي شكر حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا الوليد بن شجاع بن الوليد حدثني أبي حدثني زياد بن خيثمة عن محمد بن جحادة أن حبيب بن أبي ثابت حدثهم عن يحيى بن جعدة قال قال عمر لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لقيت الله لولا أن أضع جبهتي لله أو أجلس في مجالس ينتقى فيها طيب الكلام كما ينقى جيد التمر أو أن أسير في سبيل الله عز و جل رواه عن حبيب منصور بن المعتز والثوري والمسعودي في جماعة ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سليمان بن دواد ثنا شعبة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال عمر بن الخطاب الشتاء غنيمة العابدين رواه زائدة وجماعة عن التيمي مثله حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ثنا أبو كريب ثنا المطلب بن زياد عن عبدالله بن عيسى قال كان في وجه عمر خطان أسودان من البكاء حدثنا عبدالله بن محمد بن عطاء محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان ثنا جعفر بن سليمان ثنا هشام بن الحسن قال كان عمر يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبكي حتى يسقط ثم يلزم بيته حتى يعاد يحسبونه مريضا حدثنا محمد بن حميد ثنا عبدالله بن  زيدان ثنا أبو أبو كريب ثنا ابن إدريس عن عبدالرحمن بن اسحاق عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال صليت خلف عمر فسمعت حنينه من وراء ثلاثة صفوف حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج قال قال عمر بن الخطاب زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وحاسبوها قبل أن تحاسبوا فانه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن مسلم ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن جويبر عن الضحاك قال قال عمر ليتني كنت كبش أهلي يسمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدا ثم أكلوني فأخرجوني عذرة ولم أك بشرا حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن محمد ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن عاصم بن عبيدالله قال سمعت سالما يحدث عن ابن عمر قال كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه فقال لي ضع رأسي على الأرض قال فقلت وما عليك كان على فخذي أم على الأرض قال ضعه على الأرض قال فوضعته على الأرض فقال ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية ثنا أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال لما طعن عمر قال والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي حدثني سماك قال سمعت عبدالله بن عباس يقول لما طعن عمر دخلت عليه فقلت له أبشر يا أمير المؤمنين فان الله قد مصر بك الأمصار ودفع بك النفاق وأفشى بك الرزق قال أفي الامارة تثني علي يا ابن عباس فقلت وفي غيرها قال والذي نفسي بيده لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها لا أجر ولا وزر حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا بهز ثا جعفر بن سليمان ثنا مالك بن دينار ثنا الحسن قال خطب عمر  ابن الخطاب وهو خليفة وعليه إزار فيه ثنتي عشر رقعة حدثنا محمد بن معمر ثنا عبدالله بن الحسن الحراني ثنا يحيى بن عبدالله البابلتي ثنا الأوزاعي حدثني داود بن علي قال قال عمر بن الخطاب لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله البابلتي ثنا الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الخطاب قال لو نادى مناد من السماء أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون هو ولو نادى مناد أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلا واحدا لرجوت أن أكون هو حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبو معمر حدثنا عبدالعزيز الدراوردي عن عبيدالله بن عمر عن نافع قال كان البر لا يعرف في عمر ولا في ابنه حتى يقولا أو يعملا رواه ابن عيينة عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله مثله حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أبو شعيب الحراني ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عبدالواحد بن زياد ثنا عبدالرحمن بن إسحاق حدثني رجل من قريش عن ابن عكيم قال قال عمر قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم قل اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي واجعل علانيتي حسنة حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان عن مسعر عن أبي صخرة جامع بن شداد عن الأسود بن بلال المحاربي قال لما ولي عمر بن الخطاب قام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ألا إني داع فهيمنوا اللهم إني غليظ فليني وشحيح فسخني وضعيف فقوني حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا أبو العباس الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن هشام عن زيد بن أسلم عن أبيه أنه سمع عمر بن الخطاب يقول اللهم لا تجعل قتلي على يدي عبد قد سجد لك يحاجني بها يوم القيامة حدثنا سليمان بن أحمد ثنا ابراهيم بن هاشم ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن أبيه عن حفصة قالت سمعت عمر يقول اللهم قتلا في سبيلك ووفاة في بلد نبيك قلت وأنى  يكون هذا قال يأتي به الله إذا شاء حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبدالرحمن ثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري أنه سمع سعيد بن المسيب يذكر أن عمر بن الخطاب كوم كومة من بطحاء ثم ألقى عليها طرف ثوبه ثم استلقى عليها فرفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط حدثنا عبدالله بن محمد بن عطاء ثنا محمد بن شبل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا ابن فضيل عن ليث عن سليم بن حنظلة عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك أن تأخذني على غرة أو تذرني في غفلة أو تجعلني من الغافلين حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا يعقوب الدورقي ثنا روح ثنا شعبة أخبرنا يعلى بن عطاء قال سمعت عبدالله بن خراش يحدث عن عمه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته اللهم اعصمنا بحبلك وثبتنا على أمرك حدثنا أبو بكر أحمد بن السدى ثنا الحسن بن علوية ثنا اسماعيل بن عيسى ثنا هياج بن بسطام عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن عبدالله بن عمر أنه قال ما كان شيء أحب إلى أن أعلمه من أمر عمر فرأيت في المنام قصرا فقلت لمن هذا قالوا لعمر بن الخطاب فخرج من القصر عليه ملحفة كأنه قد اغتسل فقلت كيف صنعت قال خيرا كاد عرشي يهوي بي لولا أني لقيت ربا غفورا فقال منذ كم فارقتكم فقلت منذ اثنتي عشرة سنة فقال إنما انفلت الآن من الحساب حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن جعفر ثنا المنجاب بن الحارث ثنا علي بن شهر عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبدالرحمن قال قال العباس بن عبدالمطلب كنت جارا لعمر بن الخطاب فما رأيت أحدا من الناس كان أفضل من عمر إن ليله صلاة وإن نهاره صيام وفي حاجات الناس فلما توفي عمر سألت الله عز و جل أن يرنيه في النوم فرأيته في النوم مقبلا متشحا من سوق المدينة فسلمت عليه وسلم علي ثم قلت كيف أنت قال بخير فقلت له ما وجدت قال الآن فرغت من الحساب ولقد كاد عرشي يهوي بي لولا أني وجدت  ربا رحيما حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا عبدالله بن إدريس عن محمد بن عجلان عن ابراهيم بن مرة عن محمد بن شهاب قال قال عمر بن الخطاب لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحتفظ من خليلك إلا الأمين فإن الأمين من القوم لا يعادله شيء ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ولا تفش إليه سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله عز و جل حدثنا الحسن بن علان الوراق ثنا عبدالله بن عبيد المقرئ ثنا محمد بن عثمان ثنا يوسف بن أبي أمية الثقفي ثنا الحكم بن هشام عن عبدالملك بن عمير عن ابن الزبير قال قال عمر بن الخطاب إن لله عبادا يميتون الباطل بهجره ويحيون الحق بذكره رغبوا فرعبوا ورهبوا فرهبوا خافوا فلا يأمنون أبصروا من اليقين مالم يعاينوا فخلطوه بما لم يزايلوه أخلصهم الخوف فكانوا يهجرون ما ينقطع عنهم لما يبقى لهم الحياة عليهم نعمة والموت لهم كرامة فزوجوا الحور العين وأخدموا الولدان المخلدين 3
 عثمان بن عفان
 وثالث القوم القانت ذو النورين والخائف ذو الهجرتين والمصلي إلى القبلتين هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا فكان ممن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه غالب أحواله الكرم والحياء والحذر والرجاء حظه من النهار الجود والصيام ومن الليل السجود والقيام مبشر بالبلوى ومنعم بالنجوى وقد قيل إن التصوف الإكباب على العمل تطرقا إلى بلوغ الأمل حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحي ثنا مسعر ثنا  أبو عون الثقفي عن محمد بن حاطب قالوا ذكروا عثمان بن عفان فقال الحسن بن علي الآن يجيء أمير المؤمنين قال فجاء علي فقال علي كان عثمان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين حدثنا أبو بكر بن موسى البابسيري ثنا عمر بن الحسن ثنا ابن شبة ثنا أبو خلف صاحب الحربر عن يحيى البكاء عن ابن عمر أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قال هو عثمان بن عفان
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو الربيعي ثنا زكريا بن يحيى المنقري ثنا الأصمعي ثنا عبدالأعلى السامي عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان أحيا أمتي وأكرمها
 حدثا محمد بن علي بن حبيش ثنا عمر بن أيوب ثنا أبو معمر ثنا هشيم عن الكوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد أمتي حياء عثمان بن عفان حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالصمد ثنا أبو جميع ثنا الحسن قال وذكر عثمان وشدة حيائه فقال إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء يمنعه الحياء أن يقيم صلبه حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طاهر بن عيسى ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح أن عبدالله بن عمر قال ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوها وأحسنها أخلاقا وأثبتها حياء إن حدثوك لم يكذبوك وإن حدثتهم لم يكذبوك أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حماد بن خالد ثنا الزبير بن عبدالله عن جدة له يقال لها زهيمة قالت كان عثمان يصوم الدهر ويقوم الليل إلا هجعة من أوله حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو علقمة الفروي عبدالله بن محمد عن عثمان بن عبدالرحمن التيمي قال قال أبي لأغلبن الليلة على المقام قال فلما صليت العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه قال فبينا
أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كتفي فإذا هو عثمان بن عفان قال فبدأ بأم القرآن فقرأ حتى ختم القرآن فركع وسجد ثم أخذ نعليه فلا أدري أصلى قبل ذلك شيئا أم لا رواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم عن عبدالرحمن بن عوف نحوه حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا سلام بن مسكين عن محمد بن سيرين قال قالت امرأة عثمان بن عفان حين أطافوا به يريدون قتله إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن حدثنا أبو أحمد الغطريفي وسليمان بن أحمد قالا حدثنا أبو خليفة ثنا حفص بن عمر الحوضي ثنا الحسن بن أبي جعفر ثنا مجالد عن الشعبي قال لقي مسروق الأشتر فقال مسروق للأشتر قتلتم عثمان قال نعم قال أما والله لقد قتلتموه صواما قواما حدثنا الحسين بن علي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا محمود بن خداش ثنا أبو معاوية عن عاصم عن أنس بن مالك قال قالت امرأة عثمان بن عفان حين قتلوه لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليلة بالقرآن في ركعة كذا قال أنس بن مالك ورواه الناس فقالوا أنس بن سيرين قال الشيخ رحمه الله كان رضي الله تعالى عنه مبشرا بالمحن والبلوى ومحفوظا فيها من الجزع والشكوى يتحرز من الجزع بالصبر ويتبرر في المحن بالشكر وقد قيل إن التصوف الصبر على مرارة البلوى ليدرك به حلاوة النجوى
 حدثنا محمد بن معمر ثنا محمود بن محمد المروزي ثنا حامد بن آدم ثنا عبدالله بن المبارك عن سفيان بن عثمان بن غياث عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حائط من تلك الحوائط إذ جاء رجل فاستفتح الباب فقال افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا هو عثمان فأخبرته فقال الله المستعان
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا همام عن قتادة عن محمد بن سيرين ومحمد بن عبيد الحنفي عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه  وسلم كان في حش من حيشان المدينة فاستأذن رجل خفيض الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إئذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فأذنت له وبشرته فإذا هو عثمان فقرب يحمد الله حتى جلس
 حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبدالله بن رسته ثنا هربم بن عبدالأعلى ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أبي الحجاج عن أبي موسى قال جاء رجل فاستأذن مرة فقال إئذن له وبشره بالجنة في بلوى فقال عثمان أسأل الله صبرا
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع عن اسماعيل بن أبي خالد قال قال قيس بن أبي حازم حدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار حين حصر إن النبي صلى الله عليه و سلم عهد إلى عهدا فأنا صابر عليه قال قيس فكانوا يرونه ذلك اليوم يعني اليوم الذي قال وددت أن عندي بعض أصحابي فشكوت إليه فقيل له ألا ندعوا لك أبا بكر فقال لا قيل عمر قال لا قيل فعلي قال لا فدعى له عثمان فجعل يناجيه ويشكو إليه ووجه عثمان يتلون حدثنا أحمد بن شداد ثنا عبدالله بن أحمد بن أسيد قال سمعت أحمد بن سنان يقول سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول كان لعثمان شيآن ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما صبره على نفسه حتى قتل مظلوما وجمعه الناس على المصحف وكان بالمال إلى رضاء الله متوصلا وببذله لعباد الله متنفلا ولحظ نفسه منه متقللا وفي لباسه وتطاعمه متعللا وقد قيل إن التصوف ابتغاء الوسيلة إلى منتهى الفضيلة
 حدثنا محمد بن اسحاق ثنا ابراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا عيسى بن المسيب ثنا أبو زرعة عن أبي هريرة قال اشترى عثمان بن عفان من رسول الله صلى الله عليه و سلم الجنة مرتين بيع الخلق حين حفر بئر رومة وحين جهز جيش العسرة
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود وحدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكجي ثنا حجاج بن نصر قالا ثنا سكن بن المغيرة عن الوليد بن أبي هشام عن فرقد بن ابي طلحة عن عبدالرحمن  ابن أبي حباب السلمي قال خطب النبي صلى الله عليه و سلم فحث على جيش العسرة فقال عثمان على مائة بعير بأحلاسها وأقتابها قال ثم حث فقال عثمان على مائة أخرى بأحلاسها قال ثم حث فقال عثمان على مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم يقول بيده يحركها ما على عثمان ما عمل بعد هذا
 حدثنا سليمان بن احمد ثنا الحسين بن اسحاق التستري ثنا رجاء بن مصعب الأذني ثنا محمد بن اسحاق الصنعاني حدثني عامر الشعبي عن مسروق عن عبدالله قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بن عفان يوم جيش العسرة جائيا وذاهبا فقال اللهم اغفر لعثمان ما أقبل وما أدبر وما أخفى وما أعلن وما أسر وما أجهر قال محمد بن اسحاق ما حفظت من الشعبي إلا هذا الحديث الواحد
 حدثنا محمد بن علي بن نصر الوراق ثنا يوسف بن يعقوب الواسطي ثنا زكريا بن يحيى دحمويه ثنا عمر بن هارون البلخي عن عبدالله بن شوذب عن عبدالله بن القاسم عن كثير مولى سمرة عن عبدالرحمن بن سمرة قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جيش العسرة فجاء عثمان بألف دينار فنثرها بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ولى قال فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقلب الدنانير وهو يقول ما يضر عثمان ما فعل بعذ هذا اليوم رواه ضمرة عن ابن شوذب فقال عن كثير بن أبي كثير مولى عبدالرحمن بن سمرة عن عبدالرحمن بن سمرة
 حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن ابراهيم بن زياد ثنا عبدالحميد بن عبدالله الحلواني ثنا حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال لما جهز النبي صلى الله عليه و سلم جيش العسرة جاء عثمان بألف دينار فصبها في حجر النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم لا تنس لعثمان ما على عثمان ما عمل بعد هذا حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا محمد بن الصباح حدثنا سفيان عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال حمل عثمان على ألف فيها خمسون فرسا في غزوة تبوك حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا اسحاق بن  سليمان ثنا أبو جعفر عن يونس عن الحسن قال رأيت عثمان نائما في المسجد في ملحفة ليس حوله أحد وهو أمير المؤمنين حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عبيدالله عن عبدالملك بن شداد بن الهاد قال رأيت عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة دراهم وريطة كوفية ممشقة حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالله بن عيسى أبو خلف الخراز ثنا يونس بن عبيد أن الحسن سئل عن القائلين في المسجد فقال رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة قال ويقوم وأثر الحصى بجنبه قال فيقال هذا أمير المؤمنين هذا أمير المؤمنين حدثنا أحمد بن عبدالله بن أحمد حدثني جعفر بن محمد بن الفضل ثنا محمد بن حمير ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم أن عثمان كان يطعم الناس طعام الإمارة ويدخل بيته فيأكل الخل والزيت ثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا شيبان ثنا محمد بن راشد ثنا سليمان بن موسى أن عثمان بن عفان دعي إلى قوم كانوا على أمر قبيح فخرج إليهم فوجدهم قد تفرقوا ورأى أثرا قبيحا فحمد الله إذ لم يصادفهم وأعتق رقبة حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني أبو سلمة الحراني عن أبي عبدالرحيم عن فرات بن سليمان عن ميمون بن مهران أخبرني الهمداني أنه رأى عثمان بن عفان وهو على بغلة وخلفه عليها غلامه نائل وهو خليفة حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن بكر علي بن مسعدة قال سمعت عبدالله بن الرومي قال بلغني أن عثمان قال لو أني بين الجنة والنار ولا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن عبدالله بن عامر بن ربيعة أنهم كانوا مع عثمان رضي الله تعالى عنه في الدار فقال وأيم الله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام  وما ازددت للاسلام إلا حياء حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن الصلت بن دينار عن عقبة بن صهبان قال سمعت عثمان بن عفان يقول ما أخذته بيميني منذ أسلمت يعني ذكره حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا علي بن عبدالله المديني ثنا هشام بن يوسف ثنا عبدالله بن بجير عن هانئ مولى عثمان قال كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حريث بن السائب حدثني الحسن حدثني حمران بن أبان أن عثمان بن عفان حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل شيء سوى جلف 1 هذا الطعام والماء العذب وبيت يظله فضل ليس لابن آدم فيه فضل حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبدالوهاب بن نجدة ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا سليمان بن عطاء الجزري ثنا مسلمة بن عبدالله الجهني عن عمه أبي مشجعة قال عدنا مع عثمان رضي الله تعالى عنه مريضا فقال له عثمان قل لا إله إلا الله فقالها فقال والذي نفسي بيده لقد رمى بها خطاياه فحطمها حطما فقلت أشيء تقول أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا يا رسول الله هذا هي للمريض فكيف هي للصحيح فقال هي للصحيح أحطم 4
 علي بن أبي طالب
 وسيد القوم محب المشهود ومحبوب المعبود باب مدينة العلم والعلوم ورأس المخاطبات ومستنبط الإشارات راية المهتدين ونور المطيعين وولي المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا وأقومهم قضية وإيقانا وأعظمهم حلما وأوفزهم علما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قدوة المتقين  وزينة العارفين المنبئ عن حقائق التوحيد المشير إلى لوامع علم التفريد صاحب القلب العقول واللسان السؤول والأذن الواعي والعهد الوافي فقاء عيون الفتن ووقي من فنون المحن فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودمغ المارقين الأخيشن في دين الله الممسوس في ذات الله وقد قيل إن التصوف مرامقة المودود ومصارمة المحدود
 حدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبدالرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون 1 ليلتهم أيهم يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يا رسول الله يشتكي عينه قال فأرسلوا إليه قال فأتي به قال فبصق رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع وأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعيم رواه سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة وسلمة بن ألأكوع نحوه في المحبة ولسلمة طرق فمن أغربها
 ما حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود وعمر وثنا المثنى بن زرعة أبو راشد عن محمد بن اسحاق قال ثنا بريدة بن سفيان الأسلمي عن أبيه عن سلمة بن الأكوع قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر الصديق برايته إلى حصون خيبر يقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد ثم بعث عمر الغد فقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار قال سلمة فدعا بعلي عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه فقال هذه الراية امض بها حتى يفتح  الله على يديك قال سلمة فخرج بها والله يهرول هرولة وإنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من الحجارة تحت الحصن فأطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال من أنت فقال علي بن أبي طالب قال يقول اليهودي غلبتم ولما نزل على موسى أو كما قال فما رجع حتى فتح الله على يديه قال الشيخ رحمه الله تعالى هذا حديث غريب من حديث بريدة عن أبيه فيه زيادات ألفاظ لم يتابع عليها وصحيحة من حديث يزيد بن أبي عبيدة عن سلمة بن الأكوع
 حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا ابراهيم بن اسحاق الصيني ثنا قيس بن الربيع عن ليث بن أبي سليم عن ابن أبي ليلى عن الحسن بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أدعوا لي سيد العرب يعني علي بن أبي طالب فقالت عائشة ألست سيد العرب فقال أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا قالوا بلى يا رسول الله قال هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي فان جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز و جل رواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصرا
 حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا ابراهيم بن محمد بن ميمون ثنا علي بن عياش 1 عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أنس اسكب لي وضوءا ثم قام فصلى ركعتين ثم قال يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال أنس قلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته إذ جاء علي فقال من هذا يا أنس فقلت علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه قال علي يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل قال وما يمنعني وأنت  تؤدى عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه
 حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالحميد بن بحر ثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا دار الحكمة وعلي بابها رواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه ومجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
 حدثنا محمد بن عمر بن غالب ثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة قال ثنا عباد بن يعقوب ثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها قال الشيخ رحمه الله تعالى لم نكتبه مرفوعا إلا من حديث ابن أبي خيثمة والناس رووه موقوفا
 حدثنا جعفر بن محمد بن عمر ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا شريك عن أبي اليقظان عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال قالوا يا رسول الله ألا تستخلف عليا قال إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم رواه النعمان بن أبي شيبة الجندي عن الثوري عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة نحوه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن وهيب الغزي ثنا ابن أبي السرى ثنا عبدالرزاق ثنا النعمان بن أبي شيبة الجندي عن سفيان الثوري عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء رواه ابراهيم بن هراسة عن الثوري عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع عن علي رضي الله تعالى عنه
 حدثنا نذير بن جناح القاضي ثنا اسحاق بن محمد بن مهران ثنا أبي ثنا ابراهيم بن هراسة عن ابن اسحاق عن زيد بن يثيع عن علي عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
 حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو الحسن بن أبي مقاتل ثنا محمد بن عبيد بن عتبة ثنا محمد بن علي الوهبي الكوفي ثنا أحمد  ابن عمران بن سلمة وكان ثقة عدلا مرضيا ثنا سفيان الثوري عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فسئل عن علي فقال قسمت الحكم عشرة أجزاء فأعطى علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا عبدالله بن داود الخريبي حدثني هرمز بن حوران عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي رضي الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله أوصني قال قل ربي الله ثم استقم قال قلت الله ربي وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب فقال ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا حدثنا أبو القاسم نذير بن جناح القاضي ثنا اسحاق بن محمد بن مروان ثنا أبي ثنا عباس بن عبيدالله ثنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك عن عبيدة عن شقيق عن عبدالله بن مسعود قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن وإن عليا بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن
 حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ثنا عبيدالله بن موسى ثنا اسماعيل بن أبي خالد عن أبي اسحاق عن هبيرة بن يريم أن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قام وخطب الناس وقال لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون بعلم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعثه فيعطيه الراية فلا يرتد حتى يفتح الله عز و جل عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما
 حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصايغ ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال عمر علي أقضانا وأبي أقرأنا
 حدثنا ابراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا خلف بن خالد العبدي البصري ثنا بشر بن ابراهيم الأنصاري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال النبي صلى الله عليه و سلم يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها  أحد من قريش أنت أولهم إيمانا بالله وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عند الله مزية 1
 حدثنا محمد بن المظفر ثنا عبدالله بن اسحاق ثنا ابراهيم الأنماطي ثنا القاسم بن معاوية الأنصاري حدثني عصمة بن محمد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي وضرب بين كتفيه يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة أنت أول المؤمنين بالله إيمانا وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأرأفهم بالرعية وأقسمهم بالسوية وأعلمهم بالقضية وأعظمهم مزية يوم القيامة
 حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني ثنا علي بن العباس البجلي ثنا أحمد بن يحيى ثنا الحسن بن الحسين ثنا ابراهيم بن يوسف بن أبي اسحاق عن أبيه عن الشعبي قال قال علي قال لي رسول الله عليه الصلاة و السلام مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين فقيل لعلي فأي شيء كان من شكرك قال حمدت الله تعالى على ما آتاني وسألته الشكر على ما أولاني وأن يزيدني مما أعطاني
 حدثنا محمد بن حميد ثنا علي بن سراج المصري ثنا محمد بن فيروز ثنا أبو عمرو لاهز بن عبدالله ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه قال ثنا أنس بن مالك قال بعثني النبي صلى الله عليه و سلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال إنه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي
 حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن علي بن دحيم 2 ثنا عباد بن سعيد بن عباد الجعفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول حدثني صالح بن أبي الأسود عن أبي المطهر الرازي عن الأعشى الثقفي عن سلام الجعفي عن أبي برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى عهد إلى  عهدا في علي فقلت يا رب بينه لي فقال اسمع فقلت سمعت فقال إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة 1 التي ألزمتها المتقين من أحبه أحبني ومن أبغضه أبغضني فبشره بذلك فجاء علي فبشرته فقال يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته فان يعذبني فبذنبي وإن يتم لي الذي بشرتني به فالله أولى بي قال قلت اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان فقال الله قد فعلت به ذلك ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت يا رب أخي وصاحبي فقال إن هذا شيء قد سبق إنه مبتلى ومبتلى به
 حدثنا سعد بن محمد الصيرفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ثنا الحكم بن ظهير عن السدى عن عبد خير عن علي قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا محمد بن يونس السامي ثنا أبو بكر الحنفي ثنا فطر بن خليفة عن اسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه و سلم فانقطع شسع نعله فتناولها علي يصلحها ثم مشى فقال يأيها الناس إن منكم من يقاتل 2 على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله قال أبو سعيد فخرجت فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يكترث به فرحا كأنه قد سمعه
 حدثنا محمد بن عمر بن سلم حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثني أبي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن عبدالله عن أبيه محمد عن أبيه عمر عن أبيه علي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي وأنزلت هذه الآية وتعيها أذن واعية فأنت أذن واعية لعلمي حدثنا الحسن بن علي بن الخطاب ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي قال والله ما نزلت آية إلا وقد علمت  فيم أنزلت وأين أنزلت إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال سئل علي عن نفسه فقال كنت إذا سئلت أعطيت وإذا سكت ابتديت حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل ثنا محمد بن الحسين بن حميد ثنا محمد بن تسنيم ثنا علي بن الحسين بن عيسى بن زيد عن جده عيسى بن زيد عن اسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن قيس عن المنهال بن عمر عن ذر عن علي قال أنا فقأت عين الفتنة ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن علي الخراز ثنا عبدالرحمن بن حفص الطنافسي ثنا زياد بن عبدالله عن أبي اسحاق عن عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر عن سليمان يعني ابن محمد بن كعب بن عجرة عن عمته زينت بنت كعب وكانت عند أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري قال شكى الناس عليا فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم خطيبا فقال يأيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخيشن في ذات الله عز و جل
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا هارون بن سليمان المصري ثنا سعد بن بشر الكوفي ثنا عبدالرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن اسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوا عليا فإنه ممسوس في ذات الله تعالى
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد الحمال ثنا أبو مسعود ثنا سهل بن عبدربه ثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن التميمي عن ابن عباس قال كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه و سلم عهد إلى علي سبعين عهدا لم يعهد إلى غيره كان عليه السلام الاستسلام والانقياد شأنه والتبرأ من الحول والقوة مكانه وقد قيل إن التصوف إسلام الغيوب إلى مقلب القلوب
 حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن عقيل وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا اسماعيل بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبدالرحيم عن زيد بن  أبي أنيسة عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه قال سمعت عليا يقول أتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا نائم وفاطمة وذلك من السحر حتى قام على باب البيت فقال ألا تصلون فقلت مجيبا له يا رسول الله إنما نفوسنا بيد الله فاذا شاء أن يبعثنا بعثنا قال فرجع رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يرجع إلى الكلام قال فسمعته حين ولى يقول وضرب بيده على فخذه وكان الانسان أكثر شيء جدلا رواه حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف وصالح بن كيسان وشعيب بن حمزة والناس عن الزهري أخرجه البخاري ومسلم عن قتيبة بن سعيد وكان رضوان الله عليه وسلامه على الأوراد مواظبا وللازواد مناحبا وقد قيل إن التصوف الرغبة إلى المحبوب في درك المطلوب
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن ابراهيم عن ملحان ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث بن سعد عن يزيد بن عبدالله بن الهاد عن محمد بن كعب القرظي عن شبث بن ربعي عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم بسبي فقال علي لفاطمة إئتي أباك فسليه خادما تقي به العمل فأتت أباها حين أمست فقال لها مالك يا بنية قالت لا شيء جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأل شيئا فلما رجعت قال لها علي ما فعلت قالت لم أسأله شيئا واستحييت منه حتى إذا كانت الليلة القابلة قال لها إئتي أباك فسليه خادما تتقين به العمل فأتت أباها فاستحيت أن تسأله شيئا حتى إذا كانت الليلةالثالثة مساء خرجنا جميعا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما أتى بكما فقال علي يا رسول الله شق علينا العمل فأردنا أن تعطينا خادما نتقي به العمل فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم قال علي يا رسول الله نعم قال تكبيرات وتسبيحات وتحميدات مائة حين تريدا أن تناما فتبيتا على ألف حسنة ومثلها حين تصبحان فتقومان على ألف حسنة فقال علي فما فاتتني منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا ليلة صفين فإني نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل فقلتها
 حدثنا محمد بن  جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن علي قال أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى وضع رجليه بيني وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة قال علي فما تركتها بعد فقال له رجل ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين رواه الحكم ومجاهد عن ابن أبي ليلى نحوه
 حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا العباس بن الوليد ثنا عبدالواحد بن زياد ثنا الجريري عن أبي الورد عن ابن أعبد 1 قال قال لي علي يا ابن أعبد هل تدري ما حق الطعام قال وما حقه يا ابن أبي طالب قال تقول 2 بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ثم قال أتدري ما شكره إذا فرغت قلت وما شكره قال تقول الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ثم قال ألا أخبرك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت أكرم أهله عليه وكانت زوجتي فجرت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها واشقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمت البيت حتى اعبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها فأصابها من ذلك ضر فقدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم سبي أو خدم فقلت لها انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسليه خادما يقيك ضر ما أنت فيه فذكر نحو حديث شبث بن ربعي عن علي وكان عليه السلام إذا لزمه في العيش الضيق والجهد أعرض عن الخلق فأقبل على الكسب والكد وقد قيل إن التصوف الارتقاء في الأسباب إلى المقدرات من الأبواب
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا اسماعيل بن علية وثنا عبدالله بن محمد ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا أبو الربيع ثنا حماد قالا حدثنا أيوب السختياني عن مجاهد قال  خرج علينا علي بن أبي طالب يوما معتجرا فقال جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت 1 يداي ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها وبسط اسماعيل يديه وجمعهما فعدت لي ستة عشر تمرة فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فأكل معي منها وقال حماد بن زيد في حديثه فاستقيت ستة عشر أو سبعة عشر ثم غسلت يدي فذهبت بالتمر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي خيرا ودعا لي ورواه موسى الطحان عن مجاهد نحوه
 حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن حكيم الأودي ثنا شريك عن موسى الطحان عن مجاهد عن علي قال جئت إلى حائط أو بستان فقال لي صاحبه دلوا وتمرة فدلوت دلوا بتمرة فملأت كفي ثم شربت من الماء ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بملء كفي فأكل بعضه وأكلت بعضه وكان مزينا من بين العباد متحققا بزينة 2 الأبرار والزهاد
 حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي ثنا محمد بن جرير ثنا عبدالأعلى بن واصل ثنا مخول 3 بن ابراهيم ثنا علي بن حزور عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت عمار بن ياسر يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها هي زينة الأبرار عند الله عز و جل الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا تزرأ الدنيا منك شيئا ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين القاضي ثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى بن عبدالله العكبري ثنا ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين قال قال علي بن أبي طالب عليه
السلام إذا كان يوم القيامة أتت الدنيا بأحسن زينتها ثم قالت يا رب هبني لبعض أوليائك فيقول الله تعالى اذهبي فأنت لا شيء أنت أهون على أن أهبك لبعض أوليائي فتطوى كما يطوى الثوب الخلق فتلقى في النار وكان زهد في الدنيا فكشف له الغطا وهدى وبصر فأزيل عنه العمى
 حدثنا أبو ذر محمد بن الحسين بن يوسف الوراق ثنا بن الحسين بن حفص ثنا علي بن حفص العبسي ثنا نصير بن حمزة عن أبيه عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من زهد في الدنيا علمه الله تعالى بلا تعلم وهداه بلا هداية وجعله بصيرا وكشف عنه العمى وكان بذات الله عليما وعرفان الله في صدره عظيما وقد قيل إن التصوف البروز من الحجاب إلى رفع الحجاب
 حدثنا أحمد بن ابراهيم بن جعفر ثنا محمد بن يونس السامي ثنا أبو نعيم ثنا حبان بن علي عن مجاهد عن الشعبي عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب أرسله إلى زيد بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين إني ما علمتك لبذات الله عليم وإن الله لفي صدرك عظيم حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث ثنا الفضل بن الحباب الجمحي ثنا مسدد ثنا عبدالوارث بن سعيد عن محمد بن اسحاق عن النعمان بن سعد قال كنت بالكوفة في دار الإمارة دار علي بن أبي طالب إذ دخل علينا نوف بن عبدالله فقال يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجلا من اليهود فقال علي علي بهم فلما وقفوا بين يديه قالوا له يا علي صف لنا ربك هذا الذي في السماء كيف هو وكيف كان ومتى كان وعلى أي شيء هو فاستوى علي جالسا وقال معشر اليهود اسمعوا مني ولا تبالوا أن لا تسألوا أحدا غيري إن ربي عز و جل هو الأول لم يبد مما ولا ممازج معما ولا حال وهما ولا شبح يتقصى ولا محجوب فيحوى ولا كان بعد أن لم يكن فيقال حادث بل جل أن يكيف المكيف للأشياء كيف كان بل لم يزل ولا يزول لاختلاف الأزمان ولا لتقلب شأن بعد شأن وكيف يوصف  بالأشباح وكيف ينعت بالألسن الفصاح من لم يكن في الأشياء فيقال بائن ولم يبن عنها فيقال كائن بل هو بلا كيفية وهو أقرب من حبل الوريد وأبعد في الشبه من كل بعيد لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة ولا كرور لفظة ولا ازدلاف رقوة ولا انبساط خطوة في غسق ليل داج ولا ادلاج لا يتغشى عليه القمر المنير ولا انبساط الشمس ذات النور بضوئهما في الكرور ولا إقبال ليل مقبل ولا إدبار نهار مدبر إلا وهو محيط بما يريد من تكوينه فهو العالم بكل مكان وكل حين وأوان وكل نهاية ومدة والأمد إلى الخلق مضروب والحد إلى غيره منسوب لم يخلق الأشياء من أصول أولية ولا بأوائل كانت قبله بدية بل خلق ما خلق فأقام خلقه وصور ما صور فأحسن صورته توحد في علوه فليس لشيء منه امتناع ولا له بطاعة شيء من خلقه انتفاع إجابته للداعين سريعة والملائكة في السموات والأرضين له مطيعة علمه بالأموات البائدين كعلمه بالأحياء المتقلبين وعلمه بما في السموات العلى كعلمه بما في الأرض السفلى وعلمه بكل شيء لا تحيره الأصوات ولا تشغله اللغات سميع للأصوات المختلفة بلا جوارح له مؤتلفة مدبر بصير عالم بالأمور حي قيوم سبحانه كلم موسى تكليما بلا جوارح ولا أدوات ولا شفة ولا لهوات سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود ومن ذكر أن الأماكن به تحيط لزمته الحيرة والتخليط بل هو المحيط بكل مكان فإن كنت صادقا أيها المتكلف لوصف الرحمن بخلاف التنزيل والبرهان فصف لي جبريل وميكائيل واسرافيل هيهات أتعجز عن صفة مخلوق مثلك وتصف الخالق المعبود وأنت 1 تدرك صفة رب الهيئة والأدوات فكيف من لم تأخذه سنة ولا نوم له ما في الأرضين والسموات وما بينهما وهو رب العرش العظيم هذا حديث غريب من حديث النعمان كذا رواه ابن اسحاق عنه مرسلا حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا ابراهيم  ابن محمد بن الحارث ثنا سلمة بن شبيب ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا الفرج يقول قال علي بن أبي طالب ما يسرني لو مت طفلا وأدخلت الجنة ولم أكبر فأعرف ربي عز و جل
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا ضرار بن صرد ثنا علي بن هاشم بن البريد عن محمد بن عبدالله بن أبي رافع عن عمر بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال أنصح الناس وأعلمهم بالله أشد الناس حبا وتعظيما لحرمة أهل لا إله إلا الله
 حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية القطان ثنا اسماعيل بن عيسى العطار ثنا اسحاق بن بشر أخبرنا مقاتل عن قتادة عن خلاس 1 بن عمرو قال كنا جلوسا عند علي بن أبي طالب إذ أتاه رجل من خزاعة فقال يا أمير المؤمنين هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينعت الإسلام قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بني الإسلام على أربعة أركان على الصبر واليقين والجهاد والعدل وللصبر أربع شعب الشوق والشفقة والزهادة والترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات ولليقين أربع شعب تبصرة الفطنة وتأويل الحكمة ومعرفة العبرة واتباع السنة فمن أبصر الفطنة تأول الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة اتبع السنة ومن اتبع النسة فكأنما كان في الأولين وللجهاد أربع شعب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه وأحرز دينه ومن شنأ الفاسقين فقد غضب لله ومن غضب لله يغضب الله له وللعدل أربع شعب غوص الفهم وزهرة العلم وشرائع الحكم وروضة الحلم فمن غاص الفهم فسر جمل العلم ومن رعى زهرة العلم عرف شرائع الحكم ومن عرف شرائع الحكم ورد روضة الحلم  ومن ورد روضة الحلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس وهم في راحة كذا رواه خلاس بن عمرو مرفوعا وخالف الرواة عن علي فقال الإسلام ورواه الأصبغ بن نباتة عن علي مرفوعا فقال الإيمان ورواه الحارث عن علي مرفوعا مختصرا ورواه قبيصة بن جابر عن علي من قوله ورواه العلاء بن عبدالرحمن عن علي من قوله حدثنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير وغيره قال قيل لعلي ألا نحرسك فقال حرس أمرأ أجله وثيق عباراته ودقيق إشاراته قال أبو نعيم ومما حفظ عنه من وثيق العبارات ودقيق الإشارات حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي وإبراهيم بن إسحاق قالا ثنا أبو بكر بن خزيمة ثنا علي بن حجر ثنا يوسف بن زياد عن يوسف بن أبي المتئد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قال علي عليه السلام كونوا لقبول العلم أشد اهتماما منكم بالعمل فانه لن يقل عمل مع التقوى وكيف يقل عمل يتقبل
 حدثنا عمر بن محمد بن عبدالصمد ثنا الحسن بن محمد بن غفير ثنا الحسن بن علي ثنا خلف بن تميم ثنا عمر بن الرحال عن العلاء بن المسيب عن عبد خير عن علي قال ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك وأن تباهى الناس بعبادة ربك فإن أحسنت حمدت الله وإن أسأت استغفرت الله ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين رجل أذنب ذنبا فهو تدارك ذلك بتوبة أو رجل يسارع في الخيرات ولا يقل عمل في تقوى وكيف يقل ما يتقيل
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن عكرمة بن خالد قال قال علي بن أبي طالب وثنا عبدالله بن محمد قال ثنا عبدالله بن محمد بن سوار ثنا عون بن سلام ثنا عيسى بن مسلم الطهوي عن ثابت بن أبي صفية عن أبي الزغل قال قال علي بن أبي طالب احفظوا عني  خمسا فلو ركبتم الإبل في طلبهن لأنضيتموهن قبل أن تدركوهن لا يرجو عبد إلا ربه ولا يخاف إلا ذنبه ولا يستحي جاهل أن يسأل عما لا يعلم ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له
 حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عون بن سلام ثنا أبو مريم عن زبيد عن مهاجر بن عمير قال قال علي بن أبي طالب إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد علن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل رواه الثوري وجماعة عن زبيد مثله عن علي مرسلا ولم يذكروا مهاجر بن عمير قال أبو نعيم أفادني هذا الحديث الدارقطني عن شيخي لم أكتبه إلا من هذا الوجه
 حدثنا محمد بن جعفر وعلي بن أحمد قالا ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن يزيد أبو هشام ثنا المحاربي عن مالك بن مغول عن رجل من جعفى عن السدى عن أبي أراكة قال صلى علي الغداة ثم لبث في مجلسه حتى ارتفعت الشمس قيد رمح كأن عليه كآبة ثم قال لقد رأيت أثرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فما أرى أحدا يشبههم والله إن كانوا ليصبحون شعثا غبرا صفرا بين أعينهم مثل ركب المعزى قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح فانهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم والله لكأن القوم باتوا غافلين
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد ثنا ابن فضيل عن ليث عن الحسن عن علي قال طوبى لكل عبد نؤمة عرف الناس ولم يعرفه الناس عرفه الله برضوان أولئك مصابيح الهدى يكشف الله عنهم كل فتنة مظلمة سيدخلهم الله في رحمة منه ليس أولئك بالمذاييع  البذر 1 ولا الجفاة المرائين
 حدثنا أبي ثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة عن أبي اسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يرخص لهم في معاصي الله ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ولا خير في عبادة لا علم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها
 حدثنا محمد بن علي بن حش 2 ثنا عمي أحمد بن حش ثنا المخزومي ثنا محمد بن كثير عن عمرو بن قيس عن عمرو بن مرة عن علي قال كونوا ينابيع العلم مصابيح الليل خلق الثياب جدد القلوب تعرفوا به في السماء وتذكروا به في الأرض
 حدثنا أبو محمد بن حبان ثنا عبدالله بن محمد بن زكريا ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا عبدة ثنا إبراهيم بن مجاشع عن عمرو بن عبدالله عن أبي محمد اليماني عن بكر بن خليفة قال قال علي بن أبي طالب أيها الناس إنكم والله لو حننتم حنين الوله العجال ودعوتم دعاء الحمام وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان ثم خرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيئة أحصاها كتبته لكان قليلا فيما أرجو لكم من جزيل ثوابه وأتخوف عليكم من أليم عقابه فبالله بالله بالله لو سالت عيونكم رهبة منه ورغبة إليه ثم عمرتم في الدنيا ما الدنيا باقية ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم لأنعمه العظام عليكم بهدايته إياكم للاسلام ما كنتم تستحقون به الدهر ما الدهر قائم بأعمالكم جنته ولكن برحمته ترحمون وإلى جنته يصير منكم المقسطون جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين
 حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال كتب إلى أحمد بن ابراهيم بن هشام الدمشقي ثنا أبو صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة عن ابن حرث عن ابن عجلان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن عليا شيع جنازة  فلما وضعت في لحدها عج أهلها وبكوا فقال ما تبكون أما والله لو عاينوا ما عاين ميتهم لأذهلتهم معاينتهم عن ميتهم وإن له فيهم لعودة ثم عودة حتى لا يبقى منهم أحدا ثم قام فقال أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الأمثال ووقت لكم الآجال وجعل لكم أسماعا تعي ما عناها وأبصارا لتجلوا عن غشاها وأفئدة تفهم ما دهاها في تركيب صورها وما أعمرها فإن الله لم يخلقكم عبثا ولم يضرب عنكم الذكر صفحا بل أكرمكم بالنعم السوابغ وأرفدكم بأوفر الروافد وأحاط بكم الاحصاء وأرصد لكم الجزاء في السراء والضراء فاتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب وبادروا بالعمل مقطع النهمات وهادم اللذات فإن الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها غرور حائل وشبح فائل وسناد مائل يمضي مستطرفا ويردي مستردفا باتعاب شهواتها وختل تراضعها اتعظوا عباد الله بالعبر واعتبروا بالآيات والأثر وازدجروا بالنذر وانتفعوا بالمواعظ فكأن قد علقتكم مخالب المنية وضمكم بيت التراب ودهمتكم مقطعات الأمور بنفخة الصور وبعثرة القبور وسياقة المحشر وموقف الحساب بإحاطة قدرة الجبار كل نفس معها سائق يسوقها لمحشرها وشاهد يشهد عليها بعملها وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون فارتجب لذلك اليوم البلاد ونادى المناد وكان يوم التلاق وكشف عن ساق وكسفت الشمس وحشرت الوحوش مكان مواطن الحشر وبدت الأسرار وهلكت الأشرار وارتجت الأفئدة فنزلت بأهل النار من الله سطوة مجيحة وعقوبة منيحة وبرزت الجحيم لها كلب ولجب وقصيف رعد وتغيظ ووعيد تأجج جحيمها وغلا حميمها وتوقد سمومها فلا ينفس خالدها ولا تنقطع حسراتها ولا يقصم كبولها معهم ملائكة يبشرونهم بنزل من حميم وتصلية جحيم عن الله محجوبون ولأوليائه مفارقون وإلى النار منطلقون عباد الله اتقوا الله تقية من كنع فخنع ووجل فرحل وحذر  فابصر فازدجر فاحتث طلبا ونجا هربا وقدم للمعاد واستظهر بالزاد وكفى بالله منتقما وبصيرا وكفى بالكتاب خصما وحجيجا وكفى بالجنة ثوابا وكفى بالنار وبالا وعقابا وأستغفر الله لي ولكم
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبدالعزيز بن الخطاب ثنا سهل سهل بن شعيب عن أبي علي الصيقل عن عبدالأعلى عن نوف البكالي قال رأيت علي بن أبي طالب خرج فنظر إلى النجوم فقال يا نوف أراقد أنت أم رامق قلت بل رامق يا أمير المؤمنين فقال يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والقرآن والدعاء دثارا وشعارا قرضوا الدنيا على منهاج المسيح عليه السلام يا نوف إن الله تعالى أوحى إلى عيسى أن مر بني اسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأيد نقية فإني لا أستجيب لأحد منهم ولأحد من خلقي عنده مظلمة يا نوف لا تكن شاعرا ولا عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا عشارا فإن داود عليه السلام قام في ساعة من الليل فقال إنها ساعة لا يدعو عبد إلا أستجيب له فيها إلا أن يكون عريفا أو شرطيا أو جابيا أو عشارا أو صاحب عرطبة وهو الطنبور أو صاحب كوبة وهو الطبل وصيته لكميل بن زياد حدثنا حبيب بن الحسن ثنا موسى بن اسحاق وثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بي أبي شيبة قالا ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد وثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ ثنا محمد بن الحسين الخثعمي ثنا اسماعيل بن موسى الفزاري قالا ثنا عصام بن حميد الخياط ثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي عن عبدالرحمن بن جندب عن كميل بن زياد قال أخذ علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ ما أقول لك الناس  ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة ومحبة العالم دين يدان بها العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته وصنيعة المال تزول بزواله مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة هاه إن ههنا وأشار بيده إلى صدره علما لو أصبت له حملة بلى أصبته لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا يستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على عباده أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في احيائه يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لاذا ولا ذاك أو منهوم باللذات سلس القياد للشهوات أو مغرى بجمع الأموال والادخار وليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة لئلا تبطل حجج الله وبيناته أولئك هم الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمنظر الأعلى أولئك خلفاء الله في بلاده ودعاته إلى دينه هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم زهده وتعبده قال الشيخ رحمه الله ذكر بعض ما نقل عنه من التقلل والتزهد واشتهر به من الترهب والتعبد وقد قيل إن التصوف السلو عن الأعراض بالسمو إلى الأغراض
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا  وهب بن اسماعيل ثنا محمد بن قيس عن علي بن ربيعة الوالبي عن علي بن أبي طالب قال جاءه ابن النباج فقال يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء فقال الله أكبر فقام متوكئا على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال ... هذا جناي وخياره فيه ... وكل جان يده إلى فيه ... يا ابن النباج علي بأشياع الكوفة قال فنودي في الناس فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين وهو يقول يا صفراء ويا بيضاء غري غيري ها وها حتى ما بقي منه دينار ولا درهم ثم أمره بنضحه وصلى فيه ركعتين
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا عبدالله بن عمر ثنا ابن نمير ثنا أبو حيان التيمي عن مجمع التيمي قال كان علي يكنس بيت المال ويصلي فيه يتخذه مسجدا رجاء أن يشهد له يوم القيامة
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا اسحاق بن الحسن الحربي ثنا مسدد وثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة قالا ثنا عبدالوارث بن سعيد عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه أن علي بن أبي طالب خطب الناس فقال والله الذي لا إله إلا هو ما رزأت من فيئكم إلا هذه وأخرج قارورة من كم قميصه فقال أهداها إلي مولاي دهقان
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني سفيان بن وكيع ثنا أبو غسان عن أبي داود المكفوف عن عبدالله بن شريك عن جده عن علي بن أبي طالب أنه أتى بفالوذج فوضع قدامه بين يديه فقال إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره أن أعود نفسي ما لم تعتده
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد ثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن قيس الملائي عن عدي بن ثابت أن عليا أتي بفالوذج فلم يأكل
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا عبدالصمد ثنا عمران وهو القطان عن زياد بن مليح أن عليا أتي بشيء من خبيص فوضعه بين أيديهم فجعلوا يأكلون فقال علي إن الإسلام ليس  ببكر ضال ولكن قريش رأت هذا فتناجزت عليه 1
 حدثنا الحسن بن علي الوراق ثنا محمد بن أحمد بن عيسى ثنا عمرو بن تميم ثنا أبو نعيم ثنا اسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال سمعت عبدالملك بن عمير يقول حدثني رجل من ثقيف أن عليا استعمله على عكبرا قال ولم يكن السواد يسكنه المصلون وقال لي إذا كان عند الظهر فرح إلي فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسني عنه دونه فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بطينة 2 فقلت في نفسي لقد أمنني حتى يخرج إلى جوهرا ولا أدري ما فيها فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم فإذا فيها سويق فأخرج منها فصب في القدح فصب عليه ماء فشرب وسقاني فلم أصبر فقلت يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك قال أما والله ما أختم عليه بخلا عليه ولكني أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره وإنما حفطي لذلك وأكره أن أدخل بطني إلا طيبا
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا أبو أسامة عن سفيان عن الأعمش قال كان علي يغدي ويعشي ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة
 حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن أبي الحسن الصوفي ثنا يحيى بن يوسف الرقي ثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال دخلت على علي بن أبي طالب بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة فقلت يا أمير المؤمنين إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال وأنت تصنع بنفسك ما تصنع فقال والله ما أرزأكم من مالكم شيئا وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي أو قال من المدينة
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن حكيم وثنا محمد بن علي ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد قالا ثنا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن زيد بن وهب قال قدم على علي وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له الجعد  ابن نعجة فعاتب عليا في لبوسه فقال علي مالك وللبوسي إن لبوسي أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عبدالله السلمي ثنا إبراهيم بن عيينة عن سفيان الثوري عن عمرو بن قيس قال قيل لعلي يا أمير المؤمنين لم ترقع قميصك قال يخشع القلب ويقتدي به المؤمن
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا عبدالله بن مطيع ثنا هشيم 1 عن اسماعيل بن سالم عن أبي سعيد الأزدي وكان إماما من أئمة الأزد قال رأيت عليا أتى السوق وقال من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم فقال رجل عندي فجاء به فأعجبه قال لعله خير من ذلك قال لا ذاك ثمنه قال فرأيت عليا يقرض رباط الدراهم من ثوبه فأعطاه فلبسه فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه فأمر به فقطع ما فضل عن أطراف أصابعه
 حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا موسى بن عيسى ثنا أحمد بن محمد القمي ثنا بشر بن إبراهيم ثنا مالك بن مغول وشريك عن علي بن الأرقم عن أبيه قال رأيت عليا وهو يبيع سيفا له في السوق ويقول من يشتري مني هذا السيف فوالذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن حمويه الأهوازي ثنا الحسن بن سنان الحنظلي ثنا سليمان بن الحكم عن شريك بن عبدالله عن علي بن الأرقم عن أبيه قال رأيت عليا فذكر نحوه
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني زكريا بن يحيى الكسائي ثنا ابن فضيل عن الأعمش عن مجمع التيمي عن يزيد بن محجن قال كنت مع علي وهو بالرحبة فدعى بسيف فسله فقال من يشتري سيفي هذا فوالله لو كان عندي ثمن إزار ما بعته
 حدثنا أبو حامد ابن جبلة ثنا محمد بن إسحاق حدثنا عبدالله بن عمر حدثنا عبدالله بن نمير وأبو أسامة قالا ثنا أبو حيان التيمي عن مجمع التيمي عن أبي رجاء قال رأيت علي ابن أبي طالب خرج بسيف يبيعه فقال من يشتري مني هذا لو كان عندي  ثمن إزار لم أبعه فقلت يا أمير المؤمنين أنا أبيعك وأنسئك إلى العطاء زاد أبو أسامة فلما خرج عطاؤه أعطاني
 حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا الحسين بن عبدالله الراقي ثنا محمد بن عوف ثنا محمد بن خالد البصري ثنا الحسن بن زكرياء الثقفي عن عنبسة النحوي قال شهدت الحسن بن أبي الحسن وأتاه رجل من بني ناجية فقال يا أبا سعيد بلغنا أنك تقول لو كان علي يأكل من حشف المدينة لكان خيرا له مما صنع فقال الحسن يا ابن أخي كلمة باطل حقنت بها دما والله لقد فقدوه سهما من مرامز طيب 1 والله ليس بسروقة لمال الله ولا بنؤمة عن أمر الله أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله أحل حلاله وحرم حرامه حتى أورده ذلك على حياض غدقة ورياض مونقة ذلك علي بن أبي طالب يا لكع وصفه في مجلس معاوية حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا العباس عن بكار الضبي ثنا عبدالواحد بن أبي عمرو الأسدي عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح قال دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له صف لي عليا فقال أو تعفيني يا أمير المؤمنين قال لا أعفيك قال أما إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته كان والله غزير العبرة طويل الفكرة يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما جشب كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل الدين  ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه بميل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه الآن وهو يقول يا ربنا يا ربنا يتضرع اليه ثم يقول للدنيا إلي تغررت إلي تشوفت هيهات هيهات غري غيري قد بتتك ثلاثا فعمرك قصير ومجلسك حقير وخطرك يسير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال كذا كان أبو الحسن رحمه الله كيف وجدك عليه يا ضرار قال وجد من ذبح واحدها في حجرها لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها ثم قام فخرج
 حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي ثنا أبي ثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام عن علي قال أشد الأعمال ثلاثة إعطاء الحق من نفسك وذكر الله على كل حال ومواساة الأخ في المال
 حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا علي بن أبي قربة ثنا نصر بن مزاحم ثنا أبي ثنا عمرو 2 يعني ابن شمر عن محمد بن سوقة عن عبدالواحد الدمشقي قال نادى حوشب الخيري عليا يوم صفين فقال انصرف عنا يا ابن أبي طالب فانا ننشدك الله في دمائنا ودمك نخلي بينك وبين عراقك وتخلي بيننا وبين شامنا وتحقن دماء المسلمين فقال علي هيهات يا ابن أم ظليم والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت ولكان أهون علي في المؤونة ولكن الله لم يرض من أهل القرآن بالادهان والسكوت والله يعصى
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا شريك عن عاصم بن كليب عن محمد بن كعب قال سمعت عليا يقول لقد  رأيتني أربط الحجر على بطني من شدة الجوع على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن صدقتي اليوم لأربعون ألف دينار حدثنا أحمد بن علي بن محمد المرهبي ثنا سلمة بن ابراهيم ثنا اسماعيل الحضرمي الكهيلي ثنا أبي علي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل عن مجاهد قال شيعة على الحلماء العلماء الذبل الشفاه الأخيار الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة
 حدثنا محمد بن عمرو بن سلم 1 ثنا علي بن العباس البجلي ثنا بكار بن أحمد عن حسن بن الحسين عن محمد بن عيسى بن زيد عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين قال شيعتنا الذبل الشفاه والإمام منا من دعا إلى طاعة الله
 حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا بشر بن مهران ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتول علي بن أبي طالب من بعدي رواه شريك أيضا عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ورواه السدى عن زيد بن أرقم ورواه ابن عباس وهو غريب
 حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن جعفر بن عبدالرحيم ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ثنا عبدالرحمن بن عمران بن أبي ليلى أخو محمد بن عمران ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن ابن أبي رواد عن اسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي للقاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي قال أبو نعيم فالمحققون بموالاة العترة الطيبة هم الذبل الشفاه المفترشو  الجباه الأذلاء في نفوسهم الفناة المفارقون لمؤثري الدنيا من الطغاة هم الذين خلعوا الراحات وزهدوا في لذيذ الشهوات وأنواع الأطعمة وألوان الأشربة فدرجوا على منهاج المرسلين والأولياء من الصديقين ورفضوا الزائل الفاني ورغبوا في الزائد الباقي في جوار المنعم المفضال ومولى الأيادي والنوال 5
 طلحة بن عبيدالله
 ومن الأعلام الشاهرة صاحب الأحوال الزاهرة الجواد بنفسه الفياض بماله طلحة بن عبيدالله قضى نحبه وأقرض ربه كان في الشدة والقلة لنفسه بذولا وفي الرخاء والسعة بماله وصولا وقد قيل إن التصوف النزوح بالأحوال والتخفف من الأثقال
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا ابن المبارك عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله أخبرني عيسى بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال ذلك كله يوم طلحة قال أبو بكر كنت أول من فاء يوم أحد فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولأبي عبيدة بن الجراح عليكما صاحبكما يريد طلحة وقد نزف فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه و سلم ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار فاذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر بين طعنة وضربة ورمية وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن طلحة بن عبيدالله قال حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيدالله قال لما رجع النبي صلى الله عليه و سلم من أحد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ هذه الآية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه الآية فقام إليه رجل فقال يا رسول الله من هؤلاء فأقبلت وعلي ثوبان أخضران فقال  أيها السائل هذا منهم
 حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا الهيثم بن خالد ثنا عبدالكبير بن المعافا ثنا صالح بن موسى الطلحي ثنا معاوية بن اسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت إني جالسة في بيتي ورسول الله وأصحابه في الفناء إذ أقبل طلحة بن عبيدالله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة
 حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان النحوي ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي ثنا علي بن عبدالله المديني وثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد قالا ثنا سفيان بن عيينة عن طلحة بن يحيى بن طلحة حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرية وكانت محل إزار طلحة قالت دخل علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس وقال قتيبة دخل علي طلحة ورأيته مغموما فقلت مالي أراك كالح الوجه وقلت ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك قال لا ولنعم خليلة المرء المسلم أنت قلت فما شأنك قال المال الذي عندي قد كثر وأكربني قلت وما عليك اقسمه قالت فقسمه حتى ما بقي منه درهم واحد قال طلحة بن يحيى فسألت خازن طلحة كم كان المال قال أربعمائة ألف حدثنا حبيب بن الحسن ثنا خلف بن عمرو الحميدي ثنا سفيان بن عيينة ثنا مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال صحبت طلحة بن عبيدالله فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصياح ثنا سفيان عن عمرو يعني ابن دينار قال كان غلة طلحة كل يوم ألفا وافيا حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن سعدى بنت عوف قالت كانت غلة طلحة كل يوم ألفا وافيا وكان يسمى طلحة الفياض حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا نصر بن علي ثنا الأصمعي ثنا نافع بن أبي نعيم عن محمد بن عمران عن سعدى بنت عوف امرأة طلحة بن عبيدالله قالت لقد تصدق طلحة يوما بمائة ألف درهم ثم حبسه عن الرواح إلى المسجد أن جمعت له بين طرفي ثوبه حدثنا  أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا روح بن عبادة ثنا عوف بن الحسن قال باع طلحة أرضا له بسبعمائة ألف فبات ذلك المال عنده ليلة فبات أرقا من مخافة المال حتى أصبح ففرقه 6
 الزبير بن العوام
 قال الشيخ أبو نعيم وقرينه الزبير بن العوام الثابت القوام صاحب السيف الصارم والرأي الحازم كان لمولاه مستكينا وبه مستعينا قاتل الأبطال وباذل الأموال وقد قيل إن التصوف الوفاء والثبات والتسامح بالمال والجدات
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا عبدالله بن وهب ثنا الليث بن سعد عن أبي الأسود قال أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثماني سنين وهاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة كان عم الزبير يعلق الزبير في حصبر ويدخن عليه النار وهو يقول ارجع إلى الكفر فيقول الزبير لا أكفر أبدا
 حدثنا أبو علي بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حماد بن أسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال إن أول رجل سل سيفه الزبير بن العوام سمع نفحة نفحها الشيطان أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج الزبير يشق الناس بسيفه والنبي صلى الله عليه و سلم بأعلى مكة فلقيه فقال مالك يا زبير قال أخبرت أنك أخذت قال فصلى عليه ودعا له ولسيفه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا أشد بن موسى ثنا سكين بن عبدالعزيز ثنا حفص بن خالد حدثني شيخ قدم علينا من الموصل قال صحبت الزبير بن العوام  في بعض أسفاره فأصابته جنابة بأرض قفر فقال استرني فسترته فحانت مني إليه التفاتة فرأيته مجذعا بالسيوف قلت والله لقد رأيت بك آثار ما رأيتها بأحد قط قال وقد رأيت ذلك قلت نعم قال أما والله ما منها جراحة إلا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي سبيل الله
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عامر العدوي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد أخبرني من رأى الزبير وإن في صدره لأمثال العيون من الطعن والرمي
 حدثنا القاضي عبدالله بن محمد بن عمر ثنا نوح بن منصور ثنا الزبير بن بكار ثنا أبو غزية محمد بن موسى الأنصاري ثنا عبدالله بن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير عن جدتها أسماء ابنة أبي بكر قالت مر الزبير بن العوام بمجلس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وحسان بن ثابت ينشدهم فمدح حسان بن ثابت الزبير فقال في مديحه للزبير ... فكم كربة ذب الزبير بسيفه ... عن المصطفى والله يعطي ويجزل ... فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل ... ثناؤك خير من فعال معاشر 1 ... وفعلك يا ابن الهاشمية أفضل ... حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني من سمع الوليد بن مسلم يقول سمعت سعيد بن عبدالعزيز يقول كان للزبير بن العوام ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فكان يقسمه كل ليلة ثم يقوم إلى منزله وليس معه منه شيء
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا السراج ثنا الحسن بن الصباح ثنا الحارث بن عطية عن الأوزاعي عن نهيك بن مريم عن مغيث بن سمى قال كان للزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج ما يدخل بيته من خراجهم درهما
 حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه قال قلت لأبي أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن الزبير قال لما كان يوم الجمل جعل الزبير يوصي بدينه ويقول  يا بني إن عجزت عن شيء فاستعن عليه بمولاي قال فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبت من مولاك قال الله قال فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه فقتل الزبير ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها بالغابة ودورا وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة فحسبت ما عليه فوجدته ألفي ألف فقضيته وكان ينادي عبدالله بن الزبير بالموسم أربع سنين من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه فلما مضى أربع سنين قسمت بين الورثة الباقي وكان له أربع نسوة فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فقال أبو أسامة نعم
 حدثنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن الوليد التستري ثنا أحمد بن يحيى بن زهير ثنا علي بن حرب ثنا اسحاق بن ابراهيم الكوفي قال وحدثني أبو سهل عن الحسن وزائدة وشريك وجعفر الأحمر عن زيد يعني ابن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال انصرف الزبير يوم الجمل عن علي فلقيه ابنه عبدالله فقال جبنا جبنا قال يا بني قد علم الناس أني لست بجبان ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فحلفت أن لا أقاتله فقال دونك غلامك فلانا فقد أعطيت به عشرين ألفا كفارة عن يمينك قال فولى الزبير وهو يقول ... ترك الأمور التي أخشى عواقبها ... في الله أحسن في الدنيا وفي الدين ... حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سعيد بن عامر ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة قال لما نزلت ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال الزبير يا رسول الله أيردد علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب قال نعم قال والله إني لأرى الأمر شديدا
 حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر ثنا ضرار بن صرد ثنا عبدالعزيز الدراوردى عن محمد بن عمرو عن يحيى بن حاطب عن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال لما نزلت ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قلت  يا رسول الله أيكرر علينا ما كان في الدنيا فذكر نحوه 7
 سعد بن أبي وقاص
 قال أبو نعيم رحمه الله وأما سعد بن أبي وقاص فقديم السبق بدء أمره مقاساة الشدة واحتمال الضيقة وهو مع الرسول صلى الله عليه و سلم بمكة هون عليه تحمل الأثقال ومفارقة العشيرة والمال لما باشر قلبه من حلاوة الإقبال ونصر على الأعداء بالمقاتلة والنضال 1 وخص بالإجابة في المسألة والابتهال ثم ابتلي في حالة الإمارة والسياسة وامتحن بالحجابة والحراسة ففتح الله على يديه السواد والبلدان ومنح عدة من الأناث والذكران ثم رغب عن العمالة والولاية وآثر العزلة والرعاية وتلافى ما بقي من عمره بالعناية فهو قدوة من ابتلي في حاله بالتلوين وحجة من تحصن بالوحدة والعزلة من التفتين إلى أن تتضح له الشبهة بالحجج والبراهين
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا يحيى بن أبي زائدة حدثني هاشم بن هاشم قال سمعت سعيد بن المسيب يقول قال سعد ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت سعدا يقول لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى يضع أحدنا كما تضع الشاة
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد قال رد رسول الله صلى الله عليه و سلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن فيه لاختصينا
 حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ثنا أبو اسماعيل الترمذي ثنا ابراهيم بن يحيى بن هانئ وثنا محمد بن محمد بن  اسحاق ثنا بكر بن أحمد بن مقبل ثنا محمد بن يزيد الاسقاطي ثنا إبراهيم بن يحيى بن هانئ ثنا أبي ثنا موسى بن عقبة عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سعد قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم اللهم سدد رميته وأجب دعوته قال أبو نعيم سقط عن رواية الترمذي موسى بن عقبة
 حدثنا محمد بن عاصم ثنا الحسين بن أبي معشر ثنا سفيان بن وكيع ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن سعد قال كنا قوما يصيبنا ظلف العيش بمكة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وشدته فلما أصابنا البلاء اعترفنا لذلك ومرنا عليه وصبرنا له ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة خرجت من الليل أبول وإذا أنا أسمع بقعقعة شيء تحت بولي فإذا قطعة جلد بعير فأخذتها فغسلتها ثم أحرقتها فوضعتها بين حجرين ثم استفها 1 وشربت عليها من الماء فقويت عليها ثلاثا حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا العباس بن الفضل ثنا مبارك بن فضالة ثنا الحسن قال خطب عتبة بن غزوان فكان أول أمير خطب على منبر البصرة ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا غير أني التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك قال فما بقي من الرهط السبعة إلا أمير على مصر من الأمصار
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة قالا ثنا جرير عن مغيرة الضبي عن رجل من بني عامر قال ثنا مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأنا في فتنة السراء لأخوف 2 عليكم مني في فتنة الضراء إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإن الدنيا حلوة خضرة
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا  عبدالرحمن بن مهدي ثنا سفيان الثوري عن سعد بن ابراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال جاءه النبي صلى الله عليه و سلم يعوده وهو بمكة وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها ولم يكن له يومئذ إلا ابنة واحدة فقال يا رسول الله أوصي بمالي كله قال لا الثلث والثلث كثير ولعل الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويضر بك آخرون
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد عمر الواقدي ثنا بكر بن مسمار 1 عن عامر بن سعد سمعه يخبر عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل يحب العبد التقي الخفي 2 الغني
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو عامر العقدي ثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبدالله عن عمر بن سعد عن أبيه أنه قال لي يا بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا لا والله حتى أعطى سيف إن ضربت به مؤمنا نبا عنه وإن ضربت به كافرا قتله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يجب الغني الخفي التقي حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا عبدالله بن بشر عن أيوب السختياني قال اجتمع سعد بن أبي وقاص وابن مسعود وابن عمر وعمار بن ياسر فذكروا الفتنة فقال سعد أما أنا فأجلس في بيتي ولا أدخل فيها حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم عن عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال قيل لسعد بن أبي وقاص ألا تقاتل فإنك من أهل الشورى وأنت أحق بهدا الأمر من غيرك فقال لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يعرف المؤمن من الكافر فقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن عدي ثنا شعبة أخبرني يحيى بن حصين قال سمعت طارقا يعني ابن شهاب يقول كان بين خالد وسعد كلام فذهب رجل يقع في خالد عند سعد  فقال مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا 8
 سعيد بن زيد
 وأما سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فكان بالحق قوالا ولماله بذالا ولهواه قامعا وقتالا ولم يكن ممن يخاف في الله لومة لائم وكان مجاب الدعوة سبق الإسلام قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما شهد بدرا بسهمه وأجره رغب عن الولاية وتشمر في الرعاية قمع نفسه وأخفى عن المنافسة في الدنيا شخصه اعتزل الفتنة والشرور المؤدية إلى الضيعة والغرور عازما على السبقة والعبور المفضي إلى الرفعة والحبور كان للولايات قاليا وفي مراتب الدنيا وانيا وفي العبودية غانيا وعن مساعدة نفسه فانيا
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن صدقة بن المثنى حدثني رباح بن الحارث أن المغيرة كان في المسجد الأكبر وعنده أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة فسب فقال من يسب هذا يا مغيرة قال سب علي بن أبي طالب عليه السلام فقال يا مغيرة بن شعبة ثلاثا ألا أسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يسبون عندك لا تنكر ولا تغير وأنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم مما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه و سلم فإني لم أكن أروي عنه كذبا يسألني عنه إذا لقيته أنه قال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان فى الجنة وعلى فى الجنة وطلحة فى الجنة والزبير فى الجنة وسعد بن مالك في الجنة وتاسع المؤمنين في الجنة لو شئت أن أسميه لسميته قال فرج أهل المسجد يناشدونه يا صاحب رسول الله من التاسع قال ناشدتموني بالله والله عظيم أنا تاسع المؤمنين ورسول الله العاشر ثم أتبع ذلك يمينا فقال لمشهد شهده رجل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يغبر وجهه مع رسول الله صلى  الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح رواه عبدالواحد بن زياد عن صدقة مثله
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن عاصم أنبأنا حصر 1 عن هلال بن يساف عن عبدالله بن ظالم المازني قال لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة قال فأقام خطباء يقعون في علي وأنا إلى جنب سعيد بن زيد قال فغضب فقام فأخذ بيدي فتبعته فقال ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة فأشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه أن أروى بنت أويس استعدت مروان على سعيد بن زيد وقالت سرق من أرضي فأدخله في أرضه فقال سعيد ما كنت لأسرق منها بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سرق شبرا من الأرض طوق إلى سبع أرضين فقال لا أسألك بعد هذا فقال سعيد اللهم إن كانت كاذبة فاذهب بصرها واقتلها في أرضها فذهب بصرها ووقعت في حفرة في أرضها فماتت
 حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب ثنا ابن عمر يعني عبدالله العمري عن نافع عن عبدالله بن عمر أن مروان أرسل إلى سعيد بن زيد ناسا يكلمونه في شأن أروى بنت أويس وخاصمته في شيء فقال يروني 2 أظلمها وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ظلم شبرا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين اللهم إن كانت كاذبة فلا تمنها حتى يعمى بصرها وتجعل قبرها في بئرها قال فوالله ما ماتت حتى ذهب بصرها وخرجت تمشي في دارها وهي حذرة فوقعت في بئرها وكانت قبرها رواه عبدالله بن عبدالمجيد عن عبيدالله بن عمر مثله حدثناه أبو محمد بن حبان ثنا محمد بن سليمان ثنا بشر بن آدم ثنا عبيدالله بن عبدالمجيد ثنا عبدالله بن عمر العمري مثله
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان  ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن عيسى ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أروى استعدت على سعيد بن زيد إلى مروان بن الحكم فقال سعيد اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها فإن كنت كاذبة فاعم بصرها وألقها في بئرها وأظهر من حقي نورا يبين للمسلمين أني لم أظلمها قال فبينا هم على ذلك إذ سال العقيق بسيل لم يسل مثله قط فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه فإذا سعيد قد كان في ذلك صادقا ولم تلبث إلا شهرا 1 حتى عميت فبينا هي تطوف في أرضها تلك إذ سقطت في بئرها قال فكنا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للانسان أعماك الله كما أعمى الأروى فلا نظن إلا أنه يريد الأروى التي من الوحش فإذا هو إنما كان ذلك لما أصاب أروى من دعوة سعيد بن زيد وما يتحدث الناس به مما استجاب الله له سؤله
 حدثنا 8أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن رمح بن مهاجر حدثنا ابن لهيعة عن محمد بن زيد بن مهاجر أنه سمع أبا غطفان المري يخبر أن أروى بنت أويس أتت مروان بن الحكم مستغيثة وفيها تستغيثه من سعيد بن زيد وقالت ظلمني أرضي وغلبني حقي وكان جارها بالعقيق فركب إليه عاصم بن عمر فقال أنا أظلم أروى حقها فوالله لقد ألقيت لها ستمائة ذراع من أرضي من أجل حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أخذ من حق امرئ من المسلمين شيئا بغير حق طوقه يوم القيامة حتى سبع أرضين قومي يا أروى فخذي الذي تزعمين أنه حقك فقامت فتسحبت في حقه فقال اللهم إن كانت ظالمة فأعم بصرها واقتلها في بئرها فعميت ووقعت في بئرها فماتت  عبدالرحمن بن عوف
 وأما عبدالرحمن بن عوف فكان حاله فيما بسط له حال الأمناء والخزان يفرقه في سبيل المنعم المنان يستخير بالله من التفتين فيه والطغيان وتتصل منه المناحة والأحزان خوف الانقطاع عن إخوته والأخدان أدرك الودق وسبق الرنق كثير الأموال مبين الحال تجود يده بالعطيات وعينه وقلبه بالعبرات وهو قدوة ذي الثروة والجدات في الإنفاق على المتقشفين من ذوي الفاقات
 حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبدالرحمن ثنا يزيد بن هارون أخبرنا أبو المعلى الجريري عن ميمون بن مهران عن ابن عمر أن عبدالرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى هل لكم أن أختاره لكم وأتفضى منها فقال علي أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أنت أمين في أهل الأرض وأمين في أهل السماء
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتا رجت منه المدينة فقالت ما هذا قالوا عير قدمت لعبدالرحمن بن عوف من الشام وكانت سبعمائة راحلة فقالت عائشة أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رأيت عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا فبلغ ذلك عبدالرحمن فأتاها فسألها عما بلغه فحدثته قال فإني أشهدك أنها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله عز و جل
 حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا عبدالله بن جعفر المخزومي حدثتني عمتي أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها المسور بن مخرمة قال باع عبدالرحمن بن عوف أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار فقسم ذلك المال في بني زهرة وفقراء المسلمين وأمهات المؤمنين وبعث إلى عائشة معي بمال من ذلك المال فقالت عائشة أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه  وسلم يقول لن يحنو عليكم بعدي إلا الصالحون سقا الله ابن عوف من سلسبيل الجنة
 حدثنا حبيب بن الحسين ثنا أبو معشر الدارمي ثنا أحمد بن بديل ثنا المحاربي عن عمار بن سيف عن اسماعيل بن أبي خالد عن عبدالله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعبدالرحمن بن عوف ما بطأ بك عني فقال ما زلت بعدك أحاسب وإنما ذلك لكثرة مالي فقال هذه مائة راحلة جاءتني من مصر فهي صدقة على أرامل أهل المدينة
 حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له يا ابن عوف إنك من الأغنياء ولن تدخل الجنة إلا زحفا فأقرض الله عز و جل يطلق لك قدميك قال ابن عوف وما الذي أقرض الله قال تتبرأ مما أمسيت فيه قال من كله أجمع يا رسول الله قال نعم فخرج ابن عوف وهو يهم بذلك فأتاه جبريل فقال مر ابن عوف فليضف الضيف وليطعم المسكين وليعط السائل فإذا فعل ذلك كانت كفارة لما هو فيه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا عبدالله بن المبارك عن معمر عن الزهري قال تصدق عبدالرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم بشطر ماله أربعة آلاف ثم تصدق بأربعين ألف ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله وكان عامة ماله من التجارة
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أبو همام السكوني ثنا حسين بن علي عن جعفر بن برقان قال بلغني أن عبدالرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف بنت 1
 حدثنا أبو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا دحيم بن أبي فديك حدثني ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن نوفل بن إياس الهذلي قال كان عبدالرحمن لنا جليسا وكان نعم الجليس وأنه انقلب  بنا يوما حتى دخلنا بيته ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا وأتينا بصفحة فيها خبز ولحم فلما وضعت بكى عبدالرحمن بن عوف فقلنا له يا أبا محمد ما يبكيك قال هلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ولا أرانا أخرنا لها لما هو خير منها
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عبدالرحمن بن عوف أنه أتى بطعام قال شعبة أحسبه كان صائما فقال عبدالرحمن قتل حمزة فلم نجد ما نكفنه فيه وهو خير مني وقتل مصعب بن عمير وهو خير مني فلم نجد ما نكفنه وقد أصبنا منها ما قد أصبنا قال شعبة أو قال أعطينا ما أعطينا ثم قال عبدالرحمن إني لأخشى أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في الدنيا قال شعبة وأظنه قال ولم يأكل قال أبو نعيم أخبرت عن محمد بن أيوب الرازي ثنا مسدد ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن الحضرمي قال قرأ رجل عند النبي صلى الله عليه و سلم وكان لين الصوت أو لين القراءة فما بقي أحد من القوم إلا فاضت عينه غير عبدالرحمن بن عوف فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لم يكن عبدالرحمن بن عوف فاضت عينه فقد فاض قلبه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالرحمن بن جابر الطائي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف قال قال عبدالرحمن بن عوف بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده قال سمعت عليا يقول يوم مات عبدالرحمن بن عوف اذهب ابن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها 10
 أبو عبيدة بن الجراح
 ومنهم الأمين الرشيد والعامل الزهيد أمين الأمة أبو عبيدة كان للأجانب من المؤمنين وديدا وعلى الأقارب من المشركين شديدا فيه نزلت  لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية صبر على الاقتصار على القليل إلى أن حان منه النقلة والرحيل
 حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا أبو عمارة محمد بن أحمد بن المهندس ثنا أبو عقيل الحمال وحميد بن الربيع قالا ثنا أبو أسامة ثنا عمر بن حمزة العمري عن سالم عن أبيه عن ابن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ورواه الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر وكوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر عن عمر وعبدالرحمن بن غنم عن عبدالله بن أرقم عن عمر وممن روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في أمانة أبي عبيدة أبو بكر الصديق وابن مسعود وحذيفة وخالد بن الوليد وأنس وعائشة
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لابنه أبي عبيدة يوم بدر فجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية حين قتل أباه لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان الآية
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا أبو هلال ثنا قتادة أن أبا عبيدة بن الجراح قال ما من الناس من أحمر ولا أسود حر ولا عبد عجمي ولا فصيح اعلم أنه أفضل مني بتقوى إلا أحببت أن أكون في مسلاخه
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا أبو خالد الأحمر ثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرازق ثنا معمر قالا عن هشام بن عروة عن أبيه قال دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح فإذا هو مضطجع على طنفسة رحله متوسدا الحقيبة فقال له عمر ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك فقال يا أمير المؤمنين هذا يبلغني المقيل وقال معمر في حديثه لما قدم عمر الشام تلقاه الناس وعظماء  أهل الأرض فقال عمر أين أخي قالوا من قال أبو عبيدة قالوا الآن يأتيك فلما أتاه نزل فاعتنقه ثم دخل عليه بيته فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله 1 ثم ذكر نحوه حدثنا محمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ ثنا حيوة أخبرني أبو صخر أن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه قال لأصحابه تمنوا فقال رجل أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله ثم قال تمنوا فقال رجل أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا أنفقه في سبيل الله وأتصدق ثم قال تمنوا فقالوا ما ندري يا أمير المؤمنين فقال عمر أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشام بن الوليد وثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون قالا ثنا جرير بن عثمان عن نمران بن مخمر 2 أبي الحسن عن أبي عبيدة بن الجراح أنه كان يسير في العسكر فيقول ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين ادرؤا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات فلو أن أحدكم عمل من السيئات ما بينه وبين السماء ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا وكيع عن سفيان عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي عبيدة بن الجراح قال مثل قلب المؤمن مثل العصفور يتقلب كل يوم كذا وكذا مرة 11
 عثمان بن مظعون
 ومنهم المتقشف المحزون الممتحن في عينه المطعون ذو الهجرتين عثمان بن مظعون كان إلى الاستجابة لله سابقا وبمعالي الأحوال لاحقا وفي العبادة ناسكا  وفي المحاربة فاتكا لم تنقصه الدنيا ولم تحطه عن العليا تعجل إلى المحبوب فتسلى عن المكروب وقد قيل إن التصوف تشوف الصادي الراغب عن الكدر إلى صفاء الود من غير صدر
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق عن صالح بن ابراهيم بن عبدالرحمن بن عوف عن من حدثه عن عثمان قال لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من البلاء وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة قال والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل ديني يلقون من الأذى والبلاء ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له يا أبا عبد شمس وفت ذمتك وقد رددت إليك جوارك قال لم يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي قال لا ولكني أرضى بجوار الله عز و جل ولا أريد أن أستجير بغيره قال فانطلق إلى المسجد فاردد على جواري علانية كما أجرتك علانية قال فانطلقا ثم خرجا حتى أتيا المسجد فقال لهم الوليد هذا عثمان قد جاء يرد على جواري قال لهم قد صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار ولكني قد أحببت أن لا أستجبر بغير الله فقد رددت عليه جواره ثم انصرف عثمان ولبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب القيسي في المجلس من قريش ينشدهم فجلس معهم عثمان فقال لبيد وهو ينشدهم ... ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... فقال عثمان صدقت فقال ... وكل نعيم لا محالة زائل ... فقال عثمان كذبت نعيم أهل الجنة لا يزول قال لبيد بن ربيعة يا معشر قريش والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث فيكم هذا فقال رجل من القوم إن هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله  فرد عليه عثمان حتى سرى أي عظم أمرهما فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان فقال أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية فقد كنت في ذمة منيعة فقال عثمان بلى والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها في الله وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس فقال عثمان بن مظعون فيما أصيب من عينه ... فإن تك عيني في رضا الرب نالها ... يدا ملحد في الدين ليس بمهتد ... فقد عوض الرحمن منها ثوابه ... ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد ... فإني وإن قلتم غوي مضلل ... سفيه على دين الرسول محمد ... أريد بذاك الله والحق ديننا ... على رغم من يبغي علينا ويعتدي ... وقال علي بن أبي طالب عليه السلام فيما أصيب من عين عثمان بن مظعون رضي الله عنهما ... أمن تذكر دهر غير مأمون ... أصحبت مكتئبا تبكي كمحزون ... أمن تذكر أقوام ذوي سفه ... يغشون بالظلم من يدعو إلى الدين ... لا ينتهون عن الفحشاء ما سلموا ... والغدر فيهم سبيل غير مأمون ... ألا ترون أقل الله خيرهم ... أنا غضبنا لعثمان بن مظعون ... إذ يلطمون ولا يخشون مقلته ... طعنا دراكا وضربا غير مأفون ... فسوف يجزيهم إن لم يمت عجلا ... كيلا بكيل جزاء غير مغبون
 حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أم العلاء قالت توفي عثمان بن مظعون في دارنا فلما نمت رأيت عينا تجري لعثمان بن مظعون فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ذاك عمله
 حدثنا فاروق الخطابي ثنا زياد بن الخليل ثنا ابراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري قال كانت الحبشة متجرا لقريش يجدون فيها رفقا من الرزق وأمانا فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بها أصحابه فانطلق إليها عامتهم حين قهروا وتخوفوا الفتنة فخرجوا  وأميرهم عثمان بن مظعون فمكث هو وأصحابه بأرض الحبشة حتى أنزلت سورة والنجم وكان عثمان بن مظعون وأصحابه ممن رجع فلا يستطيعوا أن يدخلوا مكة حين بلغهم شدة المشركين على المسلمين إلا بجوار فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال لما توفي عثمان بن مظعون قالت امرأته يا رسول الله فارسك وصاحبك وكان يعد من خيارهم فلما توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رسول الله الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد عن ابن عباس أن النبي صلى الله صلى الله عليه و سلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات فانكب عليه فرفع رأسه ثم حنى الثانية ثم رفع رأسه ثم حنى الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق فعرفوا أنه يبكي فبكى القوم فقال أستغفر الله أستغفر الله اذهب عنها أبا السائب فقد خرجت منها ولم تلبس منها بشيء
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر يعني ابن سليمان ثنا أيوب عن عبدربه بن سعيد المدني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على عثمان بن مظعون وهو في الموت فأكب عليه يقبله فقال رحمك الله يا عثمان ما أصبت من الدنيا ولا أصابت منك
 حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسين ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن عثمان بن مظعون دخل يوما المسجد وعليه نمرة قد تخللت فرقعها بقطعة من فروة فرق رسول الله صلى الله عليه و سلم عليه ورق أصحابه لرقته فقال كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى وتوضع بين يديه قصعة وترفع أخرى وسترتم البيوت كما تستر الكعبة قالوا وددنا أن ذلك قد كان يا رسول الله فأصبنا الرخاء والعيش قال فان ذلك لكائن وأنتم اليوم خير من أولئك
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب  ثنا أبو داود ثنا قيس يعني ابن الربيع عن عاصم بن عبيدالله عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت
 حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبدالله بن محمد بن عبيد ثنا هارون الفروي ثنا أبو علقمة عن زيد بن أسلم قال هلك عثمان مظعون فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بجهازه فلما وضع في قبره قالت امرأته هنيئا لك أبا السائب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وما علمك بذلك قالت كان يا رسول الله يصوم النهار ويصلي الليل قال بحسبك لو قلت كان يحب الله ورسوله
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمر بن محمد بن الحسن حدثني أبي ثنا شريك عن أبي إسحاق السبيعي قال دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه و سلم سيئة الهيئة في أخلاق لها فقلن لها مالك فقالت أما الليل فقائم وأما النهار فصائم فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم بقولها فلقي عثمان بن مظعون فلامه فقال أما لك بي أسوة قال بلى جعلني الله فداك فجاءت بعد حسنة الهيئة طيبة الريح وقالت حين قبض ... يا عين جودي بدمع غير ممنون ... على رزية عثمان بن مظعون ... على امرئ بات في رضوان خالقه ... طوبى له من فقيد الشخص مدفون ... طاب البقيع له سكنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تفتين ... وأورث القلب حزنا لا انقطاع له ... حتى الممات فما ترقى له شونى ... 12
 مصعب بن عمير الداري
 ومنهم مصعب بن عمير الداري المحب القارى المستشهد بأحد كان أول الدعاة وسيد التقاة سبق الركب وقضى النحب ورغب عن التتريف والتسويف وغلب عليه الحنين والتخويف وقد قيل إن التصوف طلب التأنيس في رياض التقديس
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن  أبي الأسود عن عروة بن الزبير أن الأنصار لما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه و سلم قوله وأيقنوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته فصدقوه وآمنوا به كانوا من أسباب الخير وواعدوه الموسم من العام القابل فرجعوا إلى قومهم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فيدعو الناس إلى كتاب الله فإنه أدنى أن يتبع فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار فنزل بني غنم على أسعد بن زرارة يحدثهم ويقص عليهم القرآن فلم يزل مصعب عند سعد بن معاذ يدعو ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يدعى المقرئ
 حدثنا فاروق الخطابي ثنا زياد بن الخليل ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال لما بايع أهل العقبة رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله صلى الله عليه و سلم والذي بعثه الله به وتلوا عليهم القرآن بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذ بن عفراء ورافع بن مالك أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فليدع الناس بكتاب الله فإنه قمن أي حقيق أن يتبع فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير أخا بني عبدالدار فلم يزل عندهم يدعو آمنا ويهديهم الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد أسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم وكان المسلمون أعز أهل المدينة ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يدعى المقرئ قال ابن شهاب وكان أول من جمع الجمعة بالمدينة بالمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه و سلم
 حدثنا إبراهيم بن عبدالله وأحمد بن الحسن قالا ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم بن اسماعيل عن عبدالأعلى بن عبدالله بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم  يوم أحد مر على مصعب بن عمير مقتولا على طريقه فقرأ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا يحيى بن العلاء عن عبدالأعلى بن عبدالله بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف عليه وعلى أصحابه فقال أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم الحوراني ثنا عبدالعزيز بن عمير ثنا زيد بن أبي الزرقاء ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم عن عمر بن الخطاب قال نظر نظر النبي صلى الله عليه و سلم إلى مصعب بن عمير مقبلا وعليه إهاب كبش قد تنطق به فقال انظروا إلى هذا الرجل الذي قد نور الله قلبه لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون 13
 عبدالله بن جحش
 ومنهم المقسم على ربه المشمر 1 لحبه أول من عقدت له الراية في الإسلام عبدالله بن جحش أمه عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم أميمة بنت عبدالمطلب كان من مهاجرة الحبشة وممن شهد بدرا صاهر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأخته زينب بنت جحش وقد قيل إن التصوف التماس الذريعة إلى الدرجة الرفيعة حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن الشعبي قال أول لواء عقد في الإسلام لواء عبدالله بن جحش وأول مغنم قسم في الإسلام مغنم عبدالله بن جحش
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طاهر بن عيسى المصري ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ابن وهب حدثني  أبو صخر عن يزيد عبدالله بن قسيط عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص حدثني أبي أن عبدالله بن جحش قال له يوم أحد ألا تدعو الله فخلوا في ناحية فدعا عبدالله بن جحش فقال يا رب إذ لقيت العدو غدا فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فاذا لقيتك غدا قلت يا عبدالله من جدع أنفك وأذنك فأقول فيك وفي رسولك فتقول صدقت قال سعد فلقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط
 حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا الحسن بن الصباح ثنا سفيان عن ابن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال عبدالله بن جحش اللهم أقسم عليك أن ألقى العدو غدا فيقتلوني ثم يبقروا بطني ويجدعوا أنفي أو أذني أو جميعا ثم تسألني فيم ذلك فأقول فيك قال سعيد بن المسيب فاني لأرجو أن يبر الله آخر قسمه كما أبر أوله 14
 عامر بن فهيرة
 ومنهم المشروع رشده المنزوع حسده والمرفوع جسده عامر بن فهيرة سبق إلى الدعوة وخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم وصحبه في الهجرة وقد قيل إن التصوف استطابة الهلك فيما يخطب من الملك
 حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبدالله بن نمير ثنا يونس بن بكير ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة ورجل من بني الديل دليلهم
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو بن الخلال ثنا يعقوب بن حميد ثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه فمكثا في الغار ثلاث ليال وكان يروح عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يرعى غنما لأبي بكر ويدلج من عندهما فيصبح مع الرعاة في مراعيها ويروح معهم ويتباطأ في المشي حتى إذا أظلم انصرف بغنمه  إليهما فيظن الرعاة أنه معهم
 حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن الحسن ثنا خلف بن سالم ثنا أبو اسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعامر بن فهيرة حتى قدموا المدينة فقتل عامر يوم بئر معونة وأسر عمرو بن أمية فقال له عامر بن الطفيل من هذا وأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة فقال لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم ثنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني أبي بن كعب بن مالك قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بني سليم نفرا فيهم عامر بن فهيرة فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم قال الزهري فبلغني أنهم التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه قال فيرون أن الملائكة دفنته حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني هشام بن عروة عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول عن رجل منهم لما قتل رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه قالوا هو عامر بن فهيرة 15
 عاصم بن ثابت
 ومنهم الطاهر الزكي العاهد الوفي عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري وفي لله تعالى في حياته فحماه الله تعالى من المشركين بعد وفاته وقد قيل إن التصوف المفر من البينونة إلى مقر الكينونة
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة الحراني ثنا محمد بن إسحاق حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم نفرا ستة من اصحابه وأمر عليهم مرثد بن أبي مرثد فيهم عاصم بن ثابت وخالد بن البكير فلما كانوا بالرجيع استصرخ عليهم هذيل فأما مرثد وعاصم فقالوا والله لا تقبل لمشرك عهدا  ولا عضدا أبدا فقاتلوهم حتى قتلوهم وكانت هذيل حين قتل عاصم بن ثابت أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد وكانت نذرت حين أصيب ابناها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر فمنعه الدبر فلما حالوا بينهم وبينه قالوا دعوه حتى يمسي فيذهب عنه ثم نأخذه فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما فانطلق به وكان عاصم قد أعطى الله عهدا لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك تنجسا منهم فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعه حفظ الله العبد المؤمن كان عاصم قد وفى لله في حياته فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا ابراهيم بن عبدالله بن معدان ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث أن عبدالرحمن بن عبدالله الزهري أخبره عن بريدة بن سفيان الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث عاصما بن ثابت وزيد بن الدثنة وحبيبا بن عدي ومرثدا بن أبي مرثد إلى بني لحيان بالرجيع فقاتلوهم حتى أخذوا لأنفسهم أمانا إلا عاصم فإنه أبى وقال لا أقبل اليوم عهدا من مشرك ودعا عند ذلك فقال اللم إني أحمي لك اليوم دينك فاحم لحمي فجعل يقاتل وهو يقول ... ما علتي وأنا جلد نابل ... والقوس فيها وتر عنابل ... إن لم أقاتلكم فأمي هابل ... الموت حق والحياة باطل ... وكل ما حم الاله نازل ... بالمرء والمرء اليه آيل ... فلما قتلوه وكان في قليب لهم فقال بعضهم لبعض هذا الذي آلت فيه الكية وهي سلافة وكان عاصم قتل لها يوم أحد ثلاثة نفر من بني عبدالدار كلهم صاحب لواء قريش فجعل يرمي وكان راميا ويقول خذها وأنا ابن الأقلح فحلفت لئن قدرت على رأسه لتشربن في قحفه الخمر فأرادوا أن يحتزوا رأسه ليذهبوا به إليها فبعث الله عز و جل رجلا من دبر فلم يستطيعوا أن يحتزوا رأسه  خبيب بن عدي
 قال أبو نعيم ومنهم خبيب بن عدي المصلوب الثابت الصابر في ذات الله المحبوب وقد قيل إن التصوف إقامة الدنف المعذب على حفاظ الكلف المهذب
 حدثنا حبيب بن الحسن حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أحمد بن محمد حدثنا ابراهيم بن سعد عن ابن شهاب الزهري عن عمر بن أسيد بن حارثة الثقفي حليف بني زهرة أن أبا هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة رهط عينا وأمر عليهم عاصما بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه قالوا نوى يثرب فاتبعوا آثارهم فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد فأحاط بهم القوم وقالوا لهم انزلوا واعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم بن ثابت أمير القوم أما أنا والله لا أنزل في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب الأنصاري وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فقتلوه وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيبا وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته إياها فدرج بنى لها حتى أتاه قالت وأنا غافلة فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك قالت  والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمرة وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبا فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب دعوني أركع ركعتين فتركوه ثم قال ولله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم قال ... فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي ... وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ... ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله وكان خبيب أول من سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني عبدالله بن أبي نجيح عن مارية مولاة حجير بن أبي اهاب وكانت قد أسلمت قالت كان خبيب قد حبس في بيتي ولقد اطلعت إليه يوما وإن في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه وما أعلم أن في الأرض حبة عنب تؤكل قال ابن اسحاق وقال عاصم بن عمر بن قتادة فخرجوا بخبيب إلى التنعيم ليقتلوه فقال لهم إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا قالوا دونك فاركع فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما ثم أقبل على القوم فقال والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة ثم رفعوه على خشبة فلما أوثقوه قال اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يفعل بنا قال ابن اسحاق ومما قيل فيه من الشعر قول خبيب بن عدي 1 حين بلغه أن القوم قد أجمعوا لصلبه فقال ... لقد جمع الأحزاب حولي وألبو ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع ... وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جزع طويل ممنع ... إلى الله أشكو كربتي بعد غربتي ... وما جمع الأحزاب لي حول مصرعي  فذا العرش صبرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا لحمي رقد ياس مطمعي ... وقد خيروني الكفر والموت دونه ... وقد ذرفت عيناي من غير مجزع ... وما بي حذار الموت أني ميت ... ولكن حذارى جحم نار ملفع ... وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ... فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي ... 17
 جعفر بن أبي طالب
 قال أبو نعيم ومنهم الخطيب المقدام السخي المطعام خطيب العارفين ومضيف المساكين ومهاجر الهجرتين ومصلي القبلتين البطل الشجاع الجواد الشعشاع جعفر بن ابي طالب عليه السلام فارق الخلق ورامق الحق وقد قيل إن التصوف الانفراد بالحق عن ملابسة الخلق
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبدالله بن رجاء ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن بردة عن أبيه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي فبلغ ذلك قريشا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد فجمعوا للنجاشي هدية فقدمنا وقدما على النجاشي فأتياه بالهدية فقبلها وسجدا له ثم قال له عمرو بن العاص إن أناسا من أرضنا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك قال لهم النجاشي في أرضي قالوا نعم فبعث إلينا فقال لنا جعفر لا يتكلم منكم أحد أنا خطيبكم اليوم فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلس وعمرو بن العاص عن يمينه وعمارة عن يساره والقسيسون والرهبان جلوس سماطين سماطين وقد قال لهم عمرو وعمارة إنهم لا يسجدون لك فلما انتهينا بدرنا من عنده من القسيسين والرهبان اسجدوا للملك فقال جعفر لا نسجد إلا لله عز و جل قال له النجاشي وما ذاك قال إن الله تعالى بعث فينا رسولا وهو الرسول الذي بشر به عيسى عليه السلام قال من بعدي اسمه أحمد فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة وأمرنا بالمعروف
ونهانا عن المنكر فأعجب النجاشي قوله فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال أصلح الله الملك إنهم يخالفونك في ابن مريم فقال النجاشي لجعفر ما يقول صاحبكم في ابن مريم قال يقول فيه قول الله عز و جل هو روح الله وكلمته أخرجه من البتول العذراء التي لم يقربها بشر ولم يفترضها ولد فتناول النجاشي عودا من الأرض فرفعه فقال يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده وأنا أشهد أنه رسول الله وأنه الذي بشر به عيسى عليه السلام ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أقبل نعله امكثوا في أرضي ما شئتم وأمر لنا بطعام وكسوة وقال ردوا على هذين هديتهما رواه اسماعيل بن جعفر ويحيى بن أبي زائدة في آخربن عن إسرائيل
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق عن ابن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة قالت لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي آمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه فلما بعثت قريش عبدالله بن ابي ربيعة وعمرو بن العاص بهداياهم إلى النجاشي وإلى بطارقته أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل إذا جئتموه قالوا نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله ثم سألهم فقال لهم ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم قال فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف وكنا على ذلك حتى بعث الله تعالى إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله تعالى لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة  والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قال فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله عز و جل فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله عز و جل وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك فاخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء فقال له جعفر نعم فقال له اقرأ علي فقرأ عليه صدرا من كهيعص فبكى النجاشي والله حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلي عليهم ثم قال النجاشي إن هذا هو والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما ولا أكاد ثم قال اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي والسيوم الآمنون من مسكم غرم من مسكم غرم من مسكم غرم 1 ما أحب أن لي دبر ذهب وأني آذيت رجلا منكم والدبر بلسان الحبشة الجبل ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بها فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه 2 فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار
 حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن مودود الحراني ثنا محمد بن يسار ثنا معاذ بن معاذ ثنا ابن عون عن عمير بن اسحاق حدثني عمرو بن العاص قال انطلقنا فلما أتينا الباب يعني باب النجاشي ناديت إئذن لعمرو بن العاص فنادى جعفر من خلفي إئذن لحزب الله فسمع صوته فأذن له قبلي ودخلت فإذا النجاشي قاعد على سرير  وجعفر قاعد بين يديه وحوله أصحابه على الوسائد فلما رأيت مقعده حسدته فقعدت بينه وبين السرير فجعلته خلف ظهري وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو بكر بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد ثنا عبدالرحمن بن عبدالعزيز ثنا الزهري ثنا أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال دعا النجاشي جعفر بن أبي طالب وجمع له النصاري ثم قال لجعفر اقرأ عليهم ما معك من القرآن فقرأ عليهم كهيعص ففاضت أعينهم فنزلت ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي ثنا ابراهيم بن حمزة الزهري ثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال كنت لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير والصق بطني من الجوع واستقري الرجل الآية من كتاب الله هي معي كي ينقلب بي فيطعمني وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب وكان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته إن كان ليخرج إلينا العكة فنشقها فنلعق ما فيها
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عبدالله بن سعيد الكندي ثنا اسماعيل بن ابراهيم التيمي ثنا ابراهيم أبو اسحاق المخزومي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال كان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسميه أبا المساكين
 حدثنا محمد بن المظفر ثنا عبدالله بن صالح البخاري ثنا يعقوب بن حميد ثنا المغيرة بن عبدالرحمن بن عبدالله بن سعيد بن أبي هند عن نافع عن ابن عمر قال كنت مع جعفر في غزوة مؤتة فالتمسنا جعفرا 1 فوجدنا في جسده بضعا وسبعين ما بين طعنة ورمية
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا أبو شيبة الكوفي ثنا اسماعيل بن أبان ثنا أبو أويس عن عبدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال فقدنا جعفر يوم مؤتة فطلبناه في القتلى فوجدنا به بين  طعنة ورمية بضعا وتسعين ووجدنا ذلك فيما أقبل من جسده
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد ثنا إبراهيم بن سعد ثنا محمد بن اسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عباد حدثني أبي الذي أرضعني وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل وقال غير ابراهيم بن سعد عن ابن اسحاق قال فأنشأ جعفر يقول ... يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وبارد شرابها ... والروم روم قد دنا عذابها ... على إن لاقيتها ضرابها ... 18
 عبدالله بن رواحة الأنصاري
 ومنهم المتفكر عند نزول الآيات والمتصبر عند تناول الرايات عبدالله بن رواحة الأنصاري استشهد بالبلقاء زاهدا في البقاء راغبا في اللقاء وقد قيل إن التصوف الوطء على جمر الغضا إلى منازل الأنس والرضا
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا الحسن بن سهل ثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن اسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشام أتاه المسلمون يودعونه فبكى فقالوا له ما يبكيك قال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة لكم ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا فقد علمت أني وارد النار ولا أدري كيف الصدر بعد الورود
 حدثنا فاروق بن عبدالكبير ثنا زياد بن الخليل ثنا ابراهيم ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري قال زعموا أن ابن رواحة بكى حين أراد الخروج إلى مؤتة فبكى أهله حين رأوه يبكي فقال والله ما بكيت جزءا من الموت ولا صبابة لكم ولكني بكيت من قول الله عز و جل وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا فأيقنت أني واردها ولم أدر أأنجو منها  أم لا
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال لما تجهز الناس وتهيئوا للخروج إلى مؤتة قال للمسلمين صحبكم الله ودفع عنكم قال عبدالله بن رواحة ... لكنني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربة ذات فرع تقذف الزبدا ... أو طعنة بيدي حران مجهزة ... بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا ... حتى يقولوا إذا مروا على جدثي ... أرشدك الله من غاز وقد رشدا ... قال ثم مضوا حتى نزلوا أرض الشام فبلغهم أن هرقل قد نزل من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وانضمت إليه المستعربة من لخم وجذام وبلقين وبهرا وبلى في مائة ألف فأقاموا ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا نكتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم فنخبره بعدد عدونا قال فشجع عبدالله بن رواحة الناس ثم قال والله يا قوم إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة وما نقاتل العدو بعدة ولا قوة ولا كثرة ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة قال فقال الناس قد والله صدق ابن رواحة فمضى الناس
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق حدثني عبدالله بن أبي بكر أنه حدثه عن زيد بن أرقم قال كنت يتيما لعبدالله بن رواحة في حجره فخرج في سفرته تلك مردفي على حقيبة راحلته فوالله إنا لنسير ليلة إذ سمعته يتمثل بأبياته هذه ... إذا أدنيتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء ... فشأنك فانعمي وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي ... وآب المسلمون وغادروني ... بأرض الشام مشتهى الثواء ... وردك كل ذي نسب قريب ... إلى الرحمن منقطع الإخاء ... هنا لك لا أبالي طلع بعل ... ولا نخل أسافلها رواء  فلما سمعتهن بكيت قال فخفقني بالدرة وقال ما عليك يالكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل قال محمد بن اسحاق وحدثني ابن عباد بن عبدالله بن الزبير حدثني أبي الذي أرضعني وكان في تلك الغزاة قال لما قتل زيد وجعفر أخذ ابن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويردد بعض التردد ثم قال ... أقسمت يا نفس لتنزلنه ... لتنزلنه أو لتكرهنه ... إذ جلب الناس وشدوا الرنه ... مالي أراك تكرهين الجنه ... لطالما قد كنت مطمئنه ... هل أنت إلا نطفة في شنه ... وقال عبدالله بن رواحة أيضا ... يا نفس إلا تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت ... وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديت ... يعني صاحبيه زيدا وجعفرا ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عمي بعظم من لحم فقال شد بهذا صلبك فإنك قد لاقيت من أيامك هذه ما قد لقيت فأخذه من يده ثم انتهش منه نهشة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال وأنت في الدنيا ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله تعالى عنه قال ولما أصيب القوم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلغني أخذ زيد الراية فقاتل حتى قتل شهيدا ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم صمت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تغيرت وجوه الأنصار وظنوا أنه قد كان في عبد الله بعض ما يكرهون ثم قال ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم قال لقد رفعوا لي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبدالله ازورارا عن سرير صاحبيه فقلت عم هذا فقيل لي مضيا وتردد عبدالله بن رواحة بعض التردد
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن ابن عيينة عن ابن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال النبي صلى الله عليه و سلم مثلوا لي في الجنة في خيمة من درة كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا وابن  رواحة في أعناقهما صدودا وأما جعفر فهو مستقيم ليس فيه صدود قال فسألت أو قال قيل لي إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما وأما جعفر فانه لم يفعل قال ابن عيينة فذلك حين يقول ابن رواحة ... أقسمت يا نفس لتنزلنه ... بطاعة منك أو لتكرهنه ... فطالما قد كنت مطمئنه ... جعفر ما أطيب ريح الجنة ... 19
 أنس بن النضر
 ومنهم أنس بن النضر المؤيد بالثبات والنصر المستشهد بأحد بعد تغيبه عن بدر تنسم بالروائح فجاد بالجوارح وفاز بالمنائح وقد قيل إن التصوف استنشاق النسيم والاشتياق إلى التسنيم
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالله بن بكر السهمي ثنا حميد عن أنس بن مالك قال غاب أنس بن النضر عم أنس بن مالك عن قتال بدر فلما قدم قال غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه و سلم المشركين لئن أشهدني الله عز و جل قتالا ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف الناس قال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال أي سعد والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد واها لريح الجنة قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم قد مثلوا به قال فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه 1 قال أنس فكنا نقول لما أنزلت هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إنها فيه وفي أصحابه 20
 عبدالله ذو البجادين
 ومنهم الأواه التالي المتجرد من العروض الخالي عبدالله ذو البجادين  المواخي للعمرين وضعه رسول الله صلى الله عليه و سلم في حفرته وسفح عليه من عبرته
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ومحمد بن النضر الأزدي ثنا ابن الأصبهاني ثنا يحيى بن يمان عن المنهال بن خليفة عن الحجاج بن أرطاة عن عطاء عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم قبره ليلا وأسرج فيه سراجا وأخذه من قبل القبلة وكبر عليه أربعا وقال رحمك الله إن كنت لأوابا تلاء للقرآن
 حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر ثنا محمد بن حفص ثنا اسحاق بن إبراهيم ثنا سعد بن الصلت ثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله قال والله لكأني أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك وهو في قبر عبدالله ذي البجادين وأبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهم يقول أدليا مني أخاكما وأخذه من قبل القبلة حتى أسنده في لحده ثم خرج النبي الله صلى الله عليه و سلم وولاهما العمل فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعا يديه يقول اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه وكان ذلك ليلا فوالله لقد رأيتني ولوددت أني مكانه ولقد أسلمت قبله بخمسة عشر سنة
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن عبدالله بن مسعود كان يحدث قال قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك قال فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر قال فاتبعتها أنظر إليها فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر وإذا عبدالله ذو البجادين المزني قد مات فإذا هم قد حفروا له و رسول الله صلى الله عليه و سلم في حفرته وأبو بكر وعمر يدليانه وهو يقول أدليا لي أخاكما فدلوه إليه فلما هيأه لشقه قال اللهم إني قد أمسيت عنه راضيا فارض عنه قال يقول عبدالله بن مسعود ليتني كنت صاحب الحفرة قال أبو نعيم قد طوينا ذكر كثير من هذه الطبقة من النساك والعارفين  والعباد الذين انقرضوا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم تكلمهم الدنيا منهم من هو مسمى مذكور كزيد بن الدثنة المقتول بالرجيع مع أصحابه وكالمنذر بن عمرو بن عمرو وحرام بن ملحان المقتولين ببئر معونة ذكرنا بعض أحوالهم في كتاب المعرفة وهم لا يحصون كثرة عبروا الدنيا راضين عن الله مرضيا عنهم لم يتدنسوا بما فتح عليهم من زهرة الدنيا افتتانا ولحقوا بمولاهم الذي أولاهم السلامة امتنانا والناجي من نحا نحوهم واستن بسنتهم استنانا
 فقد حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن رعلا وذكوان وعصية أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فاستمدوه على قومهم فأمدهم بسبعين رجلا من الأنصار كانوا يدعون القراء يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل فلما بلغوا بئر معونة غدروا بهم فقتلوهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقنت شهرا في صلاة الصبح يدعو الله على رعل وذكوان وعصية فقرأنا بهم قرآنا ثم إن ذلك رفع ونسي بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ورواه ثابت البناني عن أنس بن مالك حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب ثنا علي بن الصقر ثنا عفان بن مسلم ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال ذكر أنس بن مالك سبعين رجلا من الأنصار كانوا إذا جنهم الليل آووا إلى معلم لهم بالمدينة يبيتون يدرسون القرآن فإذا أصبحوا فمن كانت عنده قوة أصاب من الحطب واستعذب من الماء ومن كانت عنده سعة أصابوا الشاة فأصلحوها فكانت تصبح معلقة بحجر رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أصيب خبيب بعثهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان فيهم خالي حرام بن ملحان فأتوا على حي من بني سليم فقال حرام لأميرهم ألا أخبر هؤلاء إنا لسنا إياهم نريد فيخلوا وجوهنا قالوا نعم فأتاهم فقال لهم ذلك فاستقبله رجل برمح فأنفذه به فلما وجد حرام مس الرمح في جوفه قال الله أكبر فزت ورب الكعبة فانطووا عليهم فما بقي منهم مخبر فما  رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وجد على سرية وجده عليهم لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم 21
 عبدالله بن مسعود
 ومن طبقة السابقين المهاجرين المعروفين بالنسك من المعمرين القارئ الملقن والغلام المعلم والفقيه المفهم صاحب السواد والسرار والسباق والبدار أقربهم وسيلة وأرجحهم فضيلة كان من الرفقاء والنجباء والوزراء والرقباء عبدالله بن مسعود الكلف بالمعبود والشاهد للمشهود والحافظ للعهود والسائل الذي ليس بمردود وقد قيل إن التصوف مشاهدة المشهود ومراعاة العهود ومحاماة الصدود
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو نعيم ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال إني جئتك من عند رجل يمل المصحف عن ظهر قلب ففزع عمر وغضب وقال ويحك انظر ما تقول قال ما جئتك إلا بالحق قال من هو قال عبدالله بن مسعود قال ما أعلم أحدا أحق بذلك منه وسأحدثك عن عبدالله أنا سمرنا ليلة في بيت عند أبي بكر في بعض ما يكون من حاجة النبي صلى الله عليه و سلم ثم خرجنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي بيني وبين أبي بكر فلما انتهينا إلى المسجد إذا رجل يقرأ فقام النبي صلى الله عليه و سلم يستمع إليه فقلت يا رسول الله اعتمت فغمزني بيده اسكت قال فقرأ وركع وسجد وجلس يدعو ويستغفر فقال النبي صلى الله عليه و سلم سل تعطه ثم قال من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد فعلمت أنا وصاحبي أنه عبدالله فلما أصبحت غدوت إليه لأبشره فقال سبقك بها أبو بكر وما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه رواه الثوري وزائدة عن الأعمش نحوه ورواه حبيب بن حسان عن زيد بن وهب عن  عمر مثله ورواه شعبة وزهير وخديج عن أبي اسحاق عن أبي عبيدة عن عبدالله ورواه عاصم عن ذر عن عبدالله
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عمرو بن ثابت عن أبي اسحاق عن أبي خمير 1 بن مالك قال سمعت عبدالله بن مسعود يقول أخذت من في رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لصبي من الصبيان وأنا أدع ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه الثوري واسرائيل عن أبي اسحاق مثله
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا الحسن بن مدرك ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس عن أبي سعد الأزدي أنه سمع عبدالله بن مسعود يقول لقد تلقيت 2 من في رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين سورة أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت وله ذؤابة يلعب مع الغلمان
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن ذر عن عبدالله قال كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط بمكة فأتى علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر فقال يا غلام عندك لبن تسقينا فقلت إني مؤتمن ولست بساقيكما فقال هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل بعد فأتيتهما بها فاعتقلها أبو بكر وأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الضرع فدعا فحفل الضرع فحلب وشرب هو وأبو بكر ثم قال للضرع أقلص فقلص فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت علمني من هذا القول الطيب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنك غلام معلم فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعني فيها أحد رواه أبو أيوب الأفريقي وأبو عوانة عن عاصم نحوه
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا سعيد بن الأشعث ثنا الهيضم بن شراخ 3 قال سمعت الأعمش يحدث عن يحيى بن وثاب عن علقمة عن عبدالله قال عجبا للناس وتركهم قراءتي وأخذهم قراءة زيد وقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين سورة وزيد بن ثابت صاحب  ذؤابة غلام يجيء ويذهب بالمدينة
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا الحسن بن عبيدالله عن إبراهيم بن سويد عن عبدالرحمن بن يزيد أن عبدالله بن مسعود حدثهم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له آذنك على أن ترفع الحجاب وأن تسمع سراري 1 حتى أنهاك رواه الثوري وحفص وابن ادريس وعبدالواحد بن زياد عن الحسن نحوه
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود شعبة عن المغيرة عن إبراهيم سمع علقمة قال قدمت الشام فجلست إلى أبي الدرداء فقال لي ممن أنت فقلت من أهل الكوفة فقال أليس فيكم صاحب الوساد والسواك رواه أبو عوانة واسرائيل عن مغيرة
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا المسعودي عن عباس العامري عن عبدالله بن شداد بن الهاد أن عبدالله كان صاحب الوساد والسواد والسواك والنعلين
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبيه قال قال عبدالله بن مسعود لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر الأرض من مسلم غيرنا 2
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالعزيز بن أبان ثنا قطر بن خليفة ثنا أبو وائل قال سمعت حذيفة يقول وابن مسعود قائم لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه من أقربهم وسيلة يوم القيامة
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي اسحاق وحدثنا شعبة عن أبي اسحاق عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أن ابن أم عبد أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة رواه عن أبي وائل واصل الأحدب وجامع بن أبي راشد وأبو عبيدة وأبو سناد الشيباني وحكيم بن جبير ورواه عبدالرحمن بن يزيد عن حذيفة
 حدثنا  عبدالله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي اسحاق قال سمعت عبدالرحمن بن يزيد يقول قلنا لحذيفة أخبرنا برجل قريب الهدى والسمت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نلزمه فقال ما أعلم أحدا قريب هديا وسمتا من رسول الله صلى الله عليه و سلم حي يوازيه جدا ربيته 1 من ابن أم عبد ولقد علم المحفوظون من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة رواه اسرائيل وشريك عن أبي اسحاق نحوه
 حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن منهال وثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن المثنى قال أخبرنا عفان قالا ثنا حماد ثنا عاصم عن ذر عن عبدالله قال كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه و سلم سواكا من الأراك فكانت الريح تكفوه وكان في ساقه دقة فضحك القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما يضحككم قالوا من دقة ساقيه قال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد رواه جرير وعلي بن عاصم عن مغيرة عن أم موسى عن علي بن أبي طالب عليه السلام
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي اسحاق قال سمعت أبا عبيدة يحدث عن أبيه 2 قال بينما أنا أصلي ذات ليلة إذ مر بي النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر فقال النبي صلى الله عليه و سلم سل تعطه قال عمر ثم انطلقت إليه فقال عبدالله إن لي دعاء ما أكاد أن أدعه اللهم إني أسألك إيمانا لا يبيد ونعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع أو قال لا تبيد ومرافقة النبي صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد رواه الأعمش عن أبي اسحاق نحوه وعاصم عن ذر عن عبدالله
 حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبدالعزيز بن محمد عن شريك بن أبي نمر عن عون بن عبدالله بن عتبة قال بينما عبدالله يدعو بدعاء إذ مر به رسول  الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو بكر وعمر فلما جاز به رسول الله سمع دعاءه ورسول الله لا يعرفه فقال من هذا سل تعطه فرجع أبو بكر إلى عبدالله فقال الدعاء الذي كنت تدعو به آنفا أعده علي فقال حمدت الله ومجدته ثم قلت لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق الجنة حق والنار حق ورسلك حق وكتابك حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه و سلم حق رواه سعيد بن أبي الحسام عن شريك وأدخل سعيد بن المسيب بين عون وعبدالله
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا سعيد بن أبي ربيع السمان ثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ثنا شريك بن أبي نمر عن عون بن عبدالله عن سعيد بن المسيب عن ابن مسعود أنه بينما هو في المسجد جالس مر به النبي صلى الله عليه و سلم وهو يدعو فذكر مثله
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا ابراهيم بن شريك ثنا ابراهيم بن اسماعيل حدثني أبي عن أبيه يحيى بن سلمة بن كهيل عن سلمة عن أبي الزهراء عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تمسكوا بعهد عبدالله بن مسعود
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا قطر بن خليفة عن كثير بياع النوى قال سمعت عبدالله بن مليل يقول سمعت عليا يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه لم يكن نبي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء وإني قد أعطيت أربعة عشر حمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين وأبو بكر وعمر وعبدالله بن مسعود وأبو ذر والمقداد وحذيفة وعمار وسلمان وبلال رواه المسيب بن نجبة عن علي مثله وقال رفقاء أو قال رقباء
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي اسحاق قال سمعت أبا الأحوص قال شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود وأحدهما يقول لصاحبه أتراه ترك بعده مثله فقال إن قلت ذاك إن كان ليؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا
 حدثنا سليمان بن احمد ثنا محمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن زيد بن وهب قال  كنت جالسا مع حذيفة وأبي موسى الأشعري فقال أحدهما لصاحبه هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حديث كذا وكذا فقال لا فقال له الآخر فأنت سمعته فقال لا وإن صاحب هذه الدار يزعم أنه سمعه فقال أبو موسى لئن فعل إن كان ليدخل إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا قال الأعمش يعني عبدالله بن مسعود
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا يوسف بن موسى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن زيد بن وهب قال أقبل عبدالله ذات يوم وعمر جالس فقال كنيف ملئ فقها
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم 1 بن علي ثنا المسعودي عن أبي حصين عن أبي عطية أن أبا موسى الأشعري قال لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهرنا من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم يعني ابن مسعود
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أبو همام السكوني ثنا يحيى بن زكريا عن مجالد عن عامر قال قال أبو موسى لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الخبر فيكم يعني ابن مسعود
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال قالوا لعلي حدثنا عن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال عن أنهم قالوا أخبرنا عن عبدالله بن مسعود قال علم القرآن والسنة ثم انتهى وكفى بذلك علما
 حدثنا محمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا مسعود عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال سئل علي بن أبي طالب عن ابن مسعود فقال قرأ القرآن ثم وقف عنده وكفى به ومن أقواله الدالة على أحواله تحفظه من الآفات وتزوده من الساعات وقد قيل إن التصوف تصحيح المعاملة لتصحيح المنازلة حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي ثنا ملك بن مغول ثنا أبو يعفور عن المسيب  ابن رافع عن عبدالله بن مسعود قال ينبغي لحامل القرآن أن يعرف ليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس يفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخلطون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكيتا وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا ولا حديدا
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي الصايغ ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن يحيى بن وثاب قال قال ابن مسعود إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع قال قال عبدالله بن مسعود إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة
 حدثنا سليمان بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو وثنا زائدة عن الأعمش عن خيثمة قال قال عبدالله لا ألفين أحدكم جيفة ليل قطرب نهار وسمعت أبا بكر بن مالك يقول قال عبدالله بن أحمد بن حنبل حكى لي عن ابن عيينة أنه قال القطرب الذي يجلس ههنا ساعة وههنا ساعة
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر 1 عن زبيد عن مرة عن عبدالله قال ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له
 حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع عن مسعر عن معن قال قال عبدالله بن مسعود إن استطعت أن تكون أنت المحدث وإذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فارعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الدرى 2 حدثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن معمر عن أبي اسحاق عن أبي الأحوص قال قال ابن مسعود إن هذا القرآن مأدبة الله فمن استطاع أن يتعلم منه شيئا فليفعل فإن أصفر البيوت من الخير الذي  ليس فيه من كتاب الله شيء وأن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء كخراب البيت الذي لا عامر له وأن الشيطان يخرج من البيت الذي تسمع فيه سورة البقرة حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي ثنا هارون بن عنترة عن عبدالرحمن بن الأسود عن أبيه قال قال عبدالله إنما هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره
 حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو خليفة ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا قرة بن خالد عن عون بن عبدالله قال قال لي عبدالله ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل ثنا يزيد يعني ابن أبي زياد عن ابراهيم عن علقمة قال قال عبدالله تعلموا العلم فإذا علمتم فاعملوا حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن ثنا معاوية بن صالح عن عدي بن عدي قال قال ابن مسعود ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه وويل لمن يعلم ثم لا يعمل سبع مرات
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا يحيى بن إسحاق حدثني أبو عوانة عن هلال الوزان عن عبدالله بن عكيم قال سمعت ابن مسعود في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام فقال ما منكم من أحد إلا أن ربه تعالى سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول يا ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ابن آدم ماذا عملت فيما علمت
 حدثنا محمد بن اسحاق ثنا ابراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا المسعودي عن القاسم قال قال ابن مسعود إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان تعلمه للخطيئة يعملها قال أبو نعيم وكان لفضول الدنيا من أهل وولد شانيا وعلى نفسه وأحواله وأوراده زاريا ولما منحه الله عز و جل من توحيده راجيا وقد قيل إن التصوف حث النفس على النجا للاعتلاء على الخوف والرجاء حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا هشيم عن يزيد بن أبي زياد عن أبي جحيفة قال قال عبدالله ذهب صفو الدنيا  وبقي كدرها فالموت اليوم تحفة 1 كل مسلم
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدالله بن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن أبي جحيفة قال قال عبدالله إنما الدنيا كالثغب 2 ذهب صوفه وبقي كدره
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي قال ثنا المسعودي ثنا علي بن بذيمة عن قيس بن حبتر عن عبدالله قال ألا حبذا المكروهان الموت والفقر وأيم الله إن هو إلا الغنى أو الفقر وما أبالي بأيهما ابتليت إن كان الغنى إن فيه للعطف وإن كان الفقر إن فيه للصبر
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد ثنا المسعودي عن عون بن عبدالله قال قال عبدالله لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحل بذروته ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى والتواضع أحب إليه من الشرف وحتى يكون حامده وذامه عنده سواء قال ففسرها أصحاب عبدالله قالوا حتى يكون الفقر في الحلال أحب إليه من الغنى في الحرام والتواضع في طاعة الله أحب إليه من الشرف في معصية الله وحتى يكون حامده وذامه عنده في الحق سواء
 حدثنا أبو محمد بن حبان ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شمر بن عطية عن مغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه قال قال عبدالله والله الذي لا إله غيره ما يضر عبدا يصبح على الإسلام ويمسي عليه ما أصابه في الدنيا
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال قال عبدالله والذي لا إله إله غيره ما أصبح عند آل عبدالله ما يرجون أن يعطيهم الله به خيرا أو يدفع عنهم به سوءا إلا أن الله قد علم أن عبدالله لا يشرك به شيئا
 حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن مجالد أخبرني عامر بن  مسروق قال قال رجل عند عبدالله ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين أكون من القربين أحب إلي قال فقال عبدالله لكن هناك رجل ودلو أنه إذا مات لم يبعث يعني نفسه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي الصايغ ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا السرى بن يحيى عن الحسن قال قال عبدالله بن مسعود لو وقفت بين الجنة والنار فقيل لي إختر نخيرك من أيهما تكون أحب إليك أو تكون رمادا لأحببت أن أكون رمادا أخبرنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أسد ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي أن الحارث بن سويد قال قال ابن مسعود لو تعلمون علمي لحثوتم التراب على رأسي
 حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا أبو الوليد ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن قال ثنا أبو الأحوص قال دخلنا على ابن مسعود وعنده بنون ثلاثة كأمثال الدنانير فجعلنا ننظر إليهم ففطن بنا فقال كأنكم تغبطوني بهم قلنا وهل يغبط الرجل إلا بمثل هؤلاء فرفع رأسه إلى سقف بيت له قصير قد عشش فيه خطاف فقال لأن أكون نفضت يدي من تراب قبورهم أحب إلي من أن يقع بيض هذا الخطاف فينكسر
 حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم الحربي ثنا مسدد ثنا اسماعيل عن الجريري عن أبي عثمان عن أبي مسعود أنه كان يجالسه بالكوفة فبينما هو يوم في صفة له وتحته فلانة وفلانة امرأتان ذواتا منصب وجمال وله منهما ولد كأحسن الولد إذ شقشق على رأسه عصفور ثم قذف أذى بطنه فنكته بيده وقال لأن يموت آل عبدالله ثم أتبعهم أحب إلي من أن يموت هذا العصفور ومن وصاياه ومواعظه حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني عبدالله بن الوليد قال سمعت عبدالرحمن بن حجيرة 1 يحدث عن أبيه عن عبدالله بن مسعود أنه كان يقول إذا  قعد 1 إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن يزرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة ومن يزرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له فمن أعطى خيرا فالله تعالى أعطاه ومن وقي شرا فالله تعالى وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة
 حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد وسليمان بن أحمد قالا ثنا أبو خليفة ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا قرة بن خالد عن الضحاك بن مزاحم قال قال عبدالله ما منكم إلا ضيف وماله عارية والضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها
 حدثنا محمد بن علي في جماعة قالوا ثنا عبدالله بن محمد البغوي ثنا علي بن الجعد 2 ثنا شريك عن عبدالملك بن عمير عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه قال أتاه رجل فقال يا أبا عبدالرحمن علمني كلمات جوامع نوافع فقال أعبد الله ولا تشرك به شيئا وزل مع القرآن حيث زال ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدا بغيضا ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا ابن نمير عن موسى بن عبيدة عن أبي عمرو قال قال عبدالله الحق ثقيل مري والباطل خفيف وبي ورب شهوة تورث حزنا طويلا
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز وبشر بن موسى قالا ثنا أبو نعيم ثنا الأعمش عن يزيد بن حيان عن عيسى بن عقبة قال قال عبدالله بن مسعود والله الذي لا إله إلا هو ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر عن معن قال قال عبدالله بن مسعود إن للقلوب شهوة وإقبالا وإن للقلوب فترة وادبارا فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني  أبي ثنا جرير عن منصور عن محمد بن عبدالرحمن بن يزيد عن أبيه قال قال عبدالله إياكم وحزائز القلوب وما حز في قلبك من شيء فدعه
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن منذر قال جاء ناس من الدهاقين إلى عبدالله بن مسعود فتعجب الناس من غلظ رقابهم وصحتهم قال فقال عبدالله إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما وأمرضهم قلبا وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا وأمرضهم جسما وأيم الله لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الجعلان
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا وكيع عن اسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي عبيدة قال قال عبدالله من استطاع منكم أن يجعل كنزه حيث لا يأكله السوس ولا تناله السراق فليفعل فإن قلب الرجل مع كنزه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال جاء عتريس بن عرقوب الشيباني إلى عبدالله فقال هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر قال بل هلك من لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه المنكر
 حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد وسليمان بن أحمد قالا ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن أبي اسحاق عن أبي الأسود عن عبدالله قال يذهب الصالحون أسلافا ويبقى أهل الريب من لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن القاسم قال قال رجل لعبدالله أوصني يا أبا عبدالرحمن قال ليسعك بيتك واكفف لسانك وابك على ذكر خطيئتك
 حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن الأعمش عن أبي وائل قال سمع عبدالله رجلا يقول أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة فقال عبدالله أولئك أصحاب الجابية اشترط خمسمائة من المسلمين أن لا يرجعوا حتى يقتلوا فحلقوا رؤسهم ولقوا العدو فقتلوا إلا مخبر عنهم  حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله قال أنتم أكثر صياما وأكثر صلاة وأكثر اجتهادا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وهم كانوا خيرا منكم قالوا لم يا أبا عبدالرحمن قال هم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة
 حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا محمد بن مقاتل ثنا ابن المبارك ثنا سفيان عن العلاء بن المسيب عن إبراهيم قال قال ابن مسعود ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله فمن كانت راحته في لقاء الله فكأن قد
 حدثنا محمد بن حميد ثنا أحمد بن الحسن ثنا أبو ياسر عمار بن نصر حدثني محمد بن نبهان حدثني يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف أنتم إذا التبستكم فتنة فتتخذ سنة يربوا منها الصغير ويهرم فيها الكبير وإذا ترك منها شيء قيل تركت سنة قالوا متى ذلك يا رسول الله قال إذا كثر قراؤكم وقلت علماؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الله قال عبدالله فأصبحتم فيها كذا رواه محمد بن نبهان مرفوعا والمشهور من قول عبدالله موقوف
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن جعفر الوركاني أخبرنا شريك عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبدالله قال إذا أصبح أحدكم صائما أو قال إذا كان أحدكم صائما فليترحل وإذا تصدق بصدقة بيمينه فليخفها عن شماله وإذا صلى صلاة أو صلى تطوعا فليصلها في داخله
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبدالله قال لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر فإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي المسعودي عن سلمة بن كهيل عن عبدالرحمن بن  يزيد قال قال عبدالله لا يكونن أحدكم إمعة قالوا وما الإمعة يا أبا عبدالرحمن قال يقول أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت ألا ليوطنن أحدكم نفسه على أن كفر الناس أن لا يكفر
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن معمر عن أبي اسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال ثلاث أحلف عليهن والرابعة لو حلفت عليها لبررت لا يجعل الله عز و جل من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له ولا يتولى الله عبد في الدنيا إلا فولاه غيره يوم القيامة ولا يحب رجل قوما إلا جاء معهم والرابعة التي لو حلفت عليها لبررت لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة
 حدثني عبدالله بن محمد ثنا أبو عبدالله محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن أبي الحكم أو الحكم عن أبي وائل عن عبدالله قال ما أحد من الناس يوم القيامة ألا يتمنى أنه كان يأكل في الدنيا قوتا وما يضر أحدكم على ما أصبح وأمسى من الدنيا إلا أن تكون في النفس حزازة ولأن يعض أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمر قضاه الله ليت هذا لم يكن
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا يحيى بن اسحاق السيلحيني ثنا حماد بن سلمة عن عبدالله أو عبيدالله بن مكرز قال قال عبدالله بن مسعود إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات والأرض من نور وجهه وإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده اثنتا عشر ساعة فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار فينظر فيها ثلاث ساعات ويسبحه حملة العرش وسرادقات العرش والملائكة المقربون وسائر الملائكة ثم ينفخ جبريل بالقرن فلا يبقى شيء إلا سمع صوته فيسبحون الرحمن ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة فتلك ست ساعات ثم يؤتى بالأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات وهو قوله في كتابه يصوركم في الأرحام كيف يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويثب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما الآية فتلك التسع ساعات ثم يؤتى بالأرزاق  فينظر فيها ثلاث ساعات وهو قوله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر كل يوم هو في شأن قال هذا من شأنكم وشأن ربكم عز و جل
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي قيس الأودي عن هذيل بن شرحبيل قال قال عبدالله من أراد الدنيا أضر بالآخرة ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا يا قوم فأضروا بالفاني للباقي حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا حبيب بن حبان ثنا المسيب بن رافع قال أخبرني إياس البجلي قال سمعت ابن مسعود يقول من راءى في الدنيا راء الله به يوم القيامة ومن يسمع في الدنيا يسمع الله به يوم القيامة ومن يتطاول تعظما يضعه الله ومن يتواضع تخشعا يرفعه الله
 حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا عمرو بن ثابت ثنا عبدالرحمن بن عباس قال قال عبدالله بن مسعود إن أصدق الحديث كتاب الله عز و جل وأوثق العرى كلمة التقوى وخير الملل ملة إبراهيم وأحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه و سلم وخير الهدى هدى الأنبياء وأشرف الحديث ذكر الله وخير القصص القرآن وخير الأمور عواقبها وشر الأمور محدثاتها وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ونفس تنجيها خير من أمارة لا تحصيها وشر العذيلة حين يحضر الموت وشر الندامة ندامة القيامة وشر الضلالة الضلالة بعد الهدى وخير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى وخير ما ألقى في القلب اليقين والريب من الكفر وشر العمى عمى القلب والخمر جماع كل إثم والنساء حبالة الشيطان والشباب شعبة من الجنون والنوح من عمل الجاهلية ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا ولا يذكر الله إلا هجرا وأعظم الخطايا الكذب وسباب المؤمن فسوق وقتاله كفر وحرمة ماله كحرمة دمه ومن يعف يعف الله عنه ومن يكظم الغيظ يأجره الله ومن يغفر يغفر الله له ومن يصبر على الرزية يعقبه الله وشر المكاسب كسب الربا وشر المأكل مال اليتيم والسعيد من وعظ بغيره والشقي من شقي في بطن أمه وإنما  يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه وإنما يصير إلى أربعة أذرع والأمر إلى آخرة وملاك العمل خواتمه وشر الروايا روايا الكذب وأشرف الموت قتل الشهداء ومن يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكر ومن يستكبر يضعه ومن يتولى الدنيا تعجز عنه ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعذبه 22
 عمار بن ياسر
 ومنهم عمار بن ياسر أبو اليقظان الممتلئ من الإيمان والمطمئن بالإيقان والمتثبت حين المحنة والافتتان والصابر على المذلة والهوان من السابقين الأولين سبق إلى قتال الطغاة زمن النبي صلى الله عليه و سلم وبقي إلى طعان البغاة مع الوصي كان له من النبي صلى الله عليه و سلم إذا استأذن البشاشة والترحيب والبشارة بالتطييب كان لزينة الدنيا واضعا ولنخوة النفس قامعا ولأنصار الدين رافعا ولإمام الهدى تابعا كان من أهل بدر وبعثه عمر على الكوفة أميرا وكتب إليهم إنه من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كان أحد الأربعة الذين تشتاق إليهم الجنة لم يزل يدأب لها ويحن إليها إلى أن لقي الأحبة محمدا وحزبه وقد قيل إن التصوف تسور السور إلى التحلل بالحور
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا الحسن بن حماد الوراق وأحمد بن المقدام قالا ثنا عئام بن علي عن الأعمش عن أبي اسحاق عن هانئ بن هانئ قال كنا عند علي فدخل عليه عمار فقال مرحبا بالطيب المطيب سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عمار مليء إيمانا إلى مشاشه
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل عن ابن اسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن عمارا ملئ إيمانا  من قرنه إلى قدمه يعني مشاشه 1 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالعزيز بن أبان ثنا القاسم بن الفضل عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان بن عفان قال لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبطحاء فأخذ بيدي فانطلقت معه فمر بعمار وأم عمار وهم يعذبون فقال صبرا آل ياسر فإن مصيركم إلى الجنة رواه عبدالملك الجدي عن القاسم بن الفضل مثله
 حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال أول من أظهر الإسلام سبعة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وخباب وصهيب وبلال وعمار وسمية أم عمار فأما رسول الله صلى الله عليه و سلم فمنعه أبو طالب وأما أبو بكر فمنعه قومه وأما الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس فبلغ منهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ من حر الحديد والشمس فلما كان من العشي أتاهم أبو جهل لعنه الله ومعه حربة فجعل يشتمهم ويوبخهم
 حدثنا محمد بن علي اليقطيني ثنا الحسين بن عبدالله الرقي ثنا حكيم بن سيف ثنا عبيدالله بن عمرو عن عبدالكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار قال أخذ المشركون عمارا فلم يتركوه حتى سب رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكر آلهتهم بخير فلما أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما وراءك قال شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فكيف تجد قلبك قال أجد قلبي مطمئنا بالإيمان قال فإن عادوا فعد حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن يوسف بن الطباع ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي اسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال استأذن عمار على النبي صلى الله عليه و سلم فقال إئذنوا له مرحبا بالطيب المطيب رواه زهير وشريك وغيرهما عن أبي اسحاق
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالله بن عامر بن زرارة ثنا يحيى بن زكريا عن أبيه عن أبي  اسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي عليه السلام قال كان عمار يأخذ من هذه السورة ومن هذه السورة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال لعمار لم تأخذ من هذه السورة ومن هذه السورة قال تسمعني أخلط به ما ليس منه قال لا قال فكله طيب
 حدثنا سليمان بن احمد ثنا العباس بن حمدان ثنا محمد بن سعيد بن سويد الكوفي حدثني أبي عن عبدالرحمن بن القاسم عن القاسم عن أبي أمامة عن عمار بن ياسر قال ثلاث خلال من جمعهن فقد جمع خلال الإيمان فقال له بعض أصحابه يا أبا اليقظان وما هذه الخلال التي زعمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من جمعهن فقد جمع خلال الإيمان فقال عمار عند ذلك سمعته يقول الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق قال حدثني محمد بن يزيد بن خيثم عن محمد بن كعب القرظي حدثني أبو بديل بن خيثم أن عمار بن ياسر قال كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة فعمدنا إلى صور من النخل فنمنا تحته في دقعاء من التراب فما أيقظنا إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى عليا فغمزه برجله وقد تتربنا في ذلك التراب
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم عن عبدالرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبدالله بن سلمة قال لقي علي رجلين قد خرجا من الحمام متدهنين فقال علي من أنتما قالا من المهاجرين قال كذبتما إنما المهاجر عمار بن ياسر
 حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن الحماني ثنا خالد بن عبدالله عن عطاء بن السائب عن أبي البختري وميسرة أن عمارا يوم صفين أتى بلبن فشربه ثم قال إن النبي صلى الله عليه و سلم قال هذه آخر شربة أشربها من الدنيا فقام فقاتل حتى قتل
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن علي العمري ثنا محمد بن سليمان بن أبي الرجاء ثنا أبو معشر ثنا جعفر بن عمرو الضمري عن أبي سنان الدؤلي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رأيت عمار بن ياسر دعا  بشراب فأتي بقدح من لبن فشرب منه ثم قال صدق الله ورسوله واليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن آخر شيء تزوده من الدنيا ضيحة لبن ثم قال والله لو هزمونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وهم على باطل
 حدثنا أبو أحمد محمد بن اسحاق العسكري ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا سهيل بن عثمان ثنا عبدالله بن نمير عن موسى بن محمد الأنصاري عن أبي المليح الأنصاري عن علي قال ذكرت للنبي صلى الله عليه و سلم عمارا فقال أما أنه سيشهد معك مشاهدا أجرها عظيم وذكرها كثير وثناؤها حسن
 حدثنا محمد بن المظفر ثنا احمد بن سعيد بن عروة ثنا احمد بن عثمان بن حكيم ثنا قبيصة ثنا سفيان عن السدى عن عبدالله البهي عن ابن عمر قال ما أعرف أحدا خرج يبتغي وجه الله والدار الآخرة إلا عمارا
 حدثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا علي بن بحر ثنا سلمة بن الأبرش ثنا عمران الطائي قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الجنة تشتاق إلى أربعة إلى عمار وعلي وسلمان والمقداد
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن الأعمش عن ابراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال وشى رجل بعمار إلى عمر بن الخطاب فقال عمار لما بلغه اللهم إن كان كاذبا فاجعله موطأ العقبين وأبسط له من الدنيا
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن نمير قال كان عمار بن ياسر طويل الصمت طويل الحزن والكآبة وكان عامة كلامه عائذا بالله من فتنته
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا جرير عن أبي سنان عن عبدالله بن أبي الهذيل قال لما بنى عبدالله بن مسعود داره قال لعمار هلم انظر إلى ما بنيت فانطلق عمار فنظر إليه فقال بنيت شديدا وأملت بعيدا أو تأمل بعيدا وتموت قريبا
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا داود بن عمرو  والأزرق بن علي قالا ثنا حسان بن ابراهيم ثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن سلمة عن ذر عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن عبدالرحمن بن ابزى عن عمار أنه قال وهو يسير على شط الفرات اللهم لو أعلم أن أرضى لك عني أن أتردى فأسقط فعلت ولو علمت أن أرضى لك عني أن ألقى نفسي في هذا الماء فأغرق فيه فعلت 23
 خباب بن الأرت
 ومنهم السابق المفتتن المعذب الممتحن خباب بن الأرت أبو عبدالله مولى بني زهرة أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وثبت في إسلامه شاكرا كان من النواحين البكائين وكانت نياحته على اكتوائه لما ابتلي في جسمه وبكاؤه لافتتانه لما اجتمع له من سهمه كان من فقراء المهاجرين والسابقين وكان أحد الجلاس للنبي صلى الله عليه و سلم والأناس فيه وفي أصحابه نزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي كان بذكر الله مستأنسا وللنبي صلى الله عليه و سلم ملازما ومجالسا
 حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا عبدالله بن عمر ثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن كردوس الغطفاني أنه سمعه قال إن خباب بن الأرت أسلم سادس ستة له سدس الإسلام
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا يحيى بن آدم ثنا وكيع عن أبيه عن أبي اسحاق عن معدي كرب قال أتينا عبدالله بن مسعود نسأله عن طسم الشعراء قال ليست معي ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله صلى الله عليه و سلم عليكم بأبي عبدالله خباب بن الأرت
 حدثنا سعد بن محمد الصيرفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال كان خباب بن الأرت من المهاجرين الأولين وكان ممن يعذب في الله تعالى
 حدثنا أحمد بن محمد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي  أخبرنا جرير عن بيان بن بشر عن الشعبي قال سأل عمر بلالا عما لقي من المشركين فقال خباب يا أمير المؤمنين انظر إلى ظهري فقال عمر ما رأيت كاليوم قال أوقدوا لي نارا فما أطفأها إلا ودك ظهري
 حدثنا عبدالله بن جعفر بن اسحاق الموصلي ثنا محمد بن أحمد بن المثنى ثنا جعفر بن عون ثنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن خباب قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مضطجع في بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تدعو الله لنا ألا تستنصر الله لنا فجلس محمرا وجهه ثم قال والله إن من كان قبلكم ليؤخذ الرجل فيشق باثنين ما يصرفه عن دينه شيء أو يمشط بأمشاط الحديد ما بين عصب ولحم ما يصرفه عن دينه شيء وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تعجلون
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن يحيى بن مندة ثنا خالد بن يوسف السمتي ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن الشعبي عن خباب بن الأرت قال لم يكن أحد إلا أعطي ما سألوه يوم عذبهم المشركون إلا خبابا كانوا يضجعونه على الرضف فلم يسعوا 1 منه شيئا
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ثنا أبو اسحاق قال سمعت حارثة بن مضرب قال دخلنا على خباب وقد اكتوى فقال ما أعلم أحد لقي من البلاء ما لقيت لقد مكثت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أجد درهما وإن في ناحية بيتي هذا أربعين ألفا يعني دراهم لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أو نهى أن يتمنى أحد الموت لتمنيته
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا موسى بن اسحاق الأنصاري ثنا عبدالحميد بن صالح ثنا أبو شهاب عن الأعمش عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب قال دخلنا على خباب وقد اكتوى في بطنه سبع كيات فقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يتمنين أحدكم الموت لتمنيته فقال بعضهم أذكر صحبة النبي صلى الله عليه و سلم والقدوم عليه فقال قد خشيت  أن يبقى 1 ما عندي القدوم عليه هذه أربعون ألفا دراهم في البيت
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم قالا ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب قال دخلنا على خباب وقد اكتوى سبعا فقال لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يتمنين أحدكم الموت لتمنيته زاد يحيى بن آدم ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أملك درهما وإن في جانب بيتي لأربعين ألف درهم قال ثم أني بكفنه فلما رآه بكى فقال لكن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه حتى مدت على رأسه وجعل على قدميه الأذخر
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد ثنا ابن ادريس حدثني أبي عن المنهال بن عمر عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال دخلنا على خباب بن الأرت في مرضه فقال إن في هذا التابوت ثمانين ألف درهم والله ما شددت لها من خيط ولا منعتها من سائل ثم بكى فقلنا ما يبكيك قال أبكي أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئا وأنا بقينا بعدهم حتى لم نجد لها موضعا إلا التراب رواه أبو أسامة عن إدريس قال ولوددت أنها كذا وكذا كما قال بعرا أو غيره
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان وحدثنا أبو حاتم عبدالصمد بن محمد الخطيب الاستراباذي ثنا أبو نعيم عبدالملك بن محمد بن عدي ثنا اسحاق بن ابراهيم الطلقي ثنا عفان بن سيار قالا عن مسعر بن كدام عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال عاد خبابا نفر 2 من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا أبشر يا أبا عبدالله إخوانك تقدم عليهم غدا قال فبكى وقال أما إنه ليس بي جزع ولكنكم ذكرتموني أقواما  وسميتم لي إخوانا وإن أولئك قد مضوا بأجورهم كلهم وإني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الاعمال ما أوتينا بعدهم لفظ عفان
 حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي ثنا أبو نعيم ثنا عيسى بن المسيب عن قيس بن أبي حازم قال دخلت على خباب وقد اكتوى سبعا فقال يا قيس لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن ندعوا بالموت لدعوت به
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا اسماعيل بن أبي خالد ثنا قيس قال عدنا خبابا وقد اكتوى في بطنه سبعا وقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أن ندعوا بالموت لدعوت به ثم قال إنه قد مضى قبلنا أقوام لم ينالوا من الدنيا شيئا وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا مالا يدري أحدنا في أي شئ يضعه ألا في التراب وأن المسلم يؤجر في كل شئ أنفقه إلا فيما أنفق في التراب
 حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط بن نصر عن السدى عن أبي سعيد الازدي عن أبي الكنود عن خباب بن الارت قال جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فوجدوا النبي صلى الله عليه و سلم قاعدا مع عمار وصهيب وبلال وخباب بن الارت في أناس من ضعفاء المؤمنين فلما رأوهم حقروهم فخلوا به فقالوا إن وفود العرب تأتيك فنستحي أن يرانا العرب قعودا مع هذه الأعبد فاذا جئناك فأقمهم عنا قال نعم قالوا فاكتب لنا عليك كتابا فدعى بالصحيفة ودعا عليا ليكتب ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل فقال ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك علبهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا الآية فرمى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصحيفة ودعانا فأتيناه وهو يقول سلام عليكم فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته فكان  رسول الله صلى الله عليه و سلم يجلس معنا فاذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم قال فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي فاذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه وإلا صبر أبدا حتى نقوم
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا محمد بن عبدالملك الواسطي ثنا معلى بن عبدالرحمن ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن زيد بن وهب قال سرنا معه يعني عليا حين رجع من صفين حتى إذا كان عند باب الكوفة إذا نحن بقبور سبعة فقال علي ما هذه القبور قالوا يا أمير المؤمنين إن خبابا توفي بعد مخرجك إلى صفين وأوصى أن يدفن في ظهر الكوفة فقال علي عليه السلام رحم الله خبابا لقد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي في جسمه أحوالا ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا ثم قال طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله عز و جل 24
 بلال بن رباح
 ومنهم السيد المتعبد المتجرد بلال بن رباح عتيق الصديق ذي الفضل والسماح علم الممتحنين في الدين والمعذبين خازن الرسول الأمين محمد سيد المرسلين السابق الوامق والمتوكل الواثق وقد قيل إن التصوف قطع العلائق والأخذ بالوثائق
 حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر ثنا أحمد بن يونس ثنا عبدالعزيز الماجشون ثنا ابن المنكدر عن جابر قال كان عمر ابن الخطاب يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا رضي الله عنه
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا سهل ابن أبي سهل ثنا محمد بن عبدالله ثنا يزيد بن هارون ثنا حسام بن مصك ثنا قتادة عن قاسم بن ربيعة عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم المرء بلال وهو سيد المؤذنين
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن  سعد عن محمد بن اسحاق قال حدثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه قال كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب وهو يقول أحد أحد فيقول أحد أحد الله يا بلال ثم يقبل ورقة بن نوفل على أمية بن خلف وهو يصنع ذلك ببلال فيقول أحلف بالله عز و جل لئن قتلتموه على هذا لأتخذته حنانا حتى مر به أبو بكر الصديق يوما وهم يصنعون ذلك فقال لأمية ألاتتقي الله في هذا المسكين حتى متى قال أنت أفسدته 1 فأنقذه مما ترى فقال أبوبكر أفعل عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به قال قد قبلت قال هو لك فأعطاه أبوبكر غلامه ذلك وأخذ بلالا فأعتقه ثم أعتق معه على الاسلام قبل أن يهاجر من مكة ست رقاب بلال سابعهم قال محمد بن اسحاق وكان بلال مولى أبي بكر لبعض بني جمح مولدا من مولديهم وهو بلال بن رباح كان اسم أمه وكان صادق الاسلام طاهر القلب فكان أمية يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له لاتزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى فيقول وهو في ذلك البلاء أحد أحد قال عمار بن ياسر وهو يذكر بلالا وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء وإعتاق أبي بكر إياه وكان إسم أبي بكر عتيقا رضي الله عنه ... جزى الله خيرا عن بلال وصحبه ... عتيقا وأخزى فاكها وأبا جهل ... عشية هما في بلال بسوءة ... ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو العقل ... بتوحيده رب الأنام وقوله ... شهدت بأن الله ربي على مهل ... فإن يقتلوني يقتلوني فلم أكن ... لأشرك بالرحمن من خيفة القتل ... فيا رب ابراهيم والعبد يونس ... وموسى وعيسى نجني ثم لا تبل ... لمن ظل يهوى الغي من آل غالب ... على غير بر كان منه ولا عدل  حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا ابن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله قال أول من أظهر الإسلام سبعة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه و سلم فمنعه الله تعالى بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس فما منهم أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو حذيفة ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بلال سابق الحبشة
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن خليد ثنا أبو توبة ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن أسلم أنه سمع أبا سلام يقول حدثني عبدالله الهوزني قال لقيت بلالا فقلت يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما كان له شيء كنت أنا الذي ألى له ذاك منذ بعثه الله عز و جل حتى توفي وكان إذا أتاه الرجل المسلم فرآه عاريا يأمرني به فأنطلق فأستقرض واشتري البردة فأكسوه وأطعمه
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عاصم بن علي ثنا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن يحيى بو وثاب عن مسروق عن عبدالله قال دخل النبي صلى الله عليه و سلم على بلال وعنده صبر عن تمر فقال ما هذا يا بلال قال يا رسول الله ادخرته لك ولضيفانك قال أما تخشى أن تكون له سجار 1 في النار أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي الصايغ ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عمران بن بنان ثنا طلحة عن يزيد بن سنان عن أبي المبارك عن أبي سعيد الخدري عن بلال قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بلال مت فقيرا ولا تمت غنيا قلت  فكيف لي بذلك يا رسول الله قال ما رزقت فلا تخبأ وما سئلت فلا تمنع فقلت يا رسول الله كيف لي بذلك قال هو ذلك أو النار
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد أخذت في الله تعالى وما يخاف احد ولقد أوذيت في الله وما ؤذي أحد ولقد أتت علي ثلاثون من يوم وليلة مالي ولا لبلال طعام تأكله أحد إلا شيء يواريه إبط بلال
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة ثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيتني دخلت الجنة وسمعت خشفا أمامي فقلت من هذا يا جبريل فقال هذا بلال
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا زيد بن الحباب ثنا حسين بن واقد حدثني عبدالله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت في الجنة خشخشة أمامي فقلت من هذا قالوا بلال فأخبره وقال بم سبقتني إلى الجنة قال يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت ولا توضأت إلا رأيت أن لله تعالى علي ركعتين فأصليهما رواه أبو حيان عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير عن أبي هريرة مثله حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أبو كريب ثنا أبو معاوية عن اسماعيل عن قيس قال اشترى أبو بكر بلالا رضي الله عنهما بخمسة أوق فأعتقه فقال يا أبا بكر إن كنت أعتقتني لله فدعني حتى أعمل لله وإن كنت إنما أعتقتني لتتخذني خادما فاتخذني فبكى أبو بكر وقال إنما أعتقتك لله فاذهب فاعمل لله تعالى
 حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عيسى ثنا ابن المبارك ثنا معمر حدثني عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب قال لما كانت خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه تجهز بلال ليخرج إلى الشام فقال له أبو بكر ما كنت أراك يا بلال تدعنا على هذا الحال لو أقمت معنا فأعنتنا قال إن كنت إنما أعتقتني لله تعالى فدعني أذهب إليه وإن كنت إنما أعتقتني لنفسك فاحبسني  عندك فأذن له فخرج إلى الشام فمات بها 25
 صهيب بن سنان بن مالك
 ومنهم السابق المهاجر المطعم المتاجر لماله بذول ولنفسه قتول ولديته عقول وبربه تعالى يجول ويصول صهيب بن سنان بن مالك أسرع الإجابة لله تعالى وللرسول وقد قيل إن التصوف الأخذ بالأصول والترك للفضول والتشمير للوصول
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالله بن الزبير الحميدي وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن إبراهيم بن نصر ثنا هارون بن عبدالله الحمال ثنا محمد بن الحسن المخزومي قالا ثنا علي بن عبدالحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب قال لم يشهد رسول الله مشهدا قط إلا كنت حاضره ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضره ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها ولا غزا غزاة قط أول الزمان وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله وما خافوا أمامهم قط إلا وكنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه و سلم بيني وبين العدو قط حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم السياق لمحمد بن الحسن وهو أتم
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال لما أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه و سلم فاتبعه نفر من قريش نزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته ثم قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما يقي في يدي منه شيء افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي وثيابي بمكة وخليتم سبيلي قالوا نعم فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة قال ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى  قال ونزلت ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله الآية
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد المعيني الأصبهاني ثنا زيد بن الحريش ثنا يعقوب بن محمد ثنا حصين بن حذيفة قال أخبرني أبي وعمومتي عن سعيد بن المسيب عن صهيب قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وخرج معه أبو بكر وكنت قد هممت بالخروج معه وصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد وقالوا قد شغله الله عز و جل عنكم ببطنه ولم أكن شاكيا فقاموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعد ما سرت يريدون ردي فقلت لهم هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهب وحلتين لي بمكة وتخلون سبيلي وتوثقون لي فقعلوا فتبعتهم إلى مكة فقلت احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواقي واذهبوا إلى فلانة بآية كذا وكذا فخذوا الحلتين فخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم قباء قبل أن يتحول منها فلما رآني قال يا أبا يحيى ربح البيع ثلاثا فقلت يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن ابراهيم بن شبيب الغسال الأصبهاني ثنا هارون بن عبدالله ثنا محمد بن الحسن بن زبالة حدثني علي بن عبدالحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب رضي الله تعالى عنه أن المشركين لما أطافوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبلوا على الغار وأدبروا قال واصهيباه ولا صهيب لي فلما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم الخروج بعث أبا بكر مرتين أو ثلاثا إلى صهيب فوجده يصلي فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه و سلم وجدته يصلي وكرهت أن أقطع عليه صلاته فقال أصبت وخرجا من ليلتهما فلما أصبح خرج حتى أتى أم رومان زوجة أبي بكر فقالت ألا أراك ههنا وقد خرج أخواك ووضعا لك شيئا من زادهما قال صهيب فخرجت حتى دخلت على زوجتي فأخذت سيفي وجعبتي وقوسي حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فأجده وأبا بكر جالسين فلما رآني أبو بكر قام إلي فبشرني بالآية التي نزلت في وأخذ بيدي فلمته بعض اللائمة فاعتذر  وربحني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ربح البيع أبا يحيى
 حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن عبدالرحمن بن مرزوق ثنا صالح بن حرب ثنا اسماعيل بن يحيى ثنا عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن صهيب رضي الله تعالى عنهم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يدخل الجنة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا يمنة ويسرة
 حدثنا محمد بن علي بن حبيس ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو جعفر النفيلي وحدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا الحسين بن عبدالله الرقي ثنا حكيم بن سيف قالا ثنا عبيدالله بن عمرو عن عبيدالله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قال له يا صهيب اكتنيت وليس لك ولد وانتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم فقال يا أمير المؤمنين أما قولك اكتنيت وليس لك ولد فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كناني بأبي يحيى وأما قولك انتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم فإني رجل من النمر بن قاسط سبيت من الموصل بعد أن كنت غلاما قد عرفت أهل ونسبى ورواه زهير بن محمد عن عبدالله بن محمد بن عقيل فزاد فيه ما حدثناه أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن مهدي عن زهير عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب أن صهيبا رضي الله تعالى عنه كان يطعم الطعام الكثير فقال له عمر يا صهيب إنك تطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال فقال صهيب إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول خياركم من أطعم الطعام ورد السلام فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام رواه يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن صهيب نحوه
 حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا محمد بن بشر أخبرني محمد بن عمرو بن علقمة ثنا يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب قال قال عمر لصهيب رضي الله تعالى عنهما ما وجدت في الإسلام إلا ثلاثا تكنيت أبا يحيى وقال الله تعالى لم نجعل له من قبل سميا وإنك لم تمسك شيئا إلا أنفقته وتدعى إلى النمر بن قاسط وأنت  من المهاجرين الأولين وممن انعم الله عليه قال أما قولك إني تكنيت أبا يحيى فان رسول الله صلى الله عليه و سلم كناني أبا يحيى وأما قولك إني لا أمسك شيئا إلا أنفقته فإن الله تعالى قال وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وأما قولك إني أدعى إلى النمر فإن العرب كانت يسبي بعضهم بعضا فسبتني طائفة من العرب فباعوني بسواد الكوفة فأخذت بلسانهم ولو كنت من روثة ما ادعيت إلا اليها
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الحسين بن مكرم ثنا أحمد بن عبيدالله بن كردي ثنا سالم بن نوح عن الجريري عن أبي السليل عن صيب قال صنعت لرسول الله صلى الله عليه و سلم طعاما فأتيته وهو في نفر جالس فقمت حياله فأومأت إليه وأومأ إلي وهؤلاء فقلت لا فسكت فقمت مكاني فلما نظر إلي أومأت إليه فقال وهؤلاء فقلت لا مرتين فعل ذلك أو ثلاثا فقلت نعم وهؤلاء وإنما كان شيئا يسيرا صنعته له فجاء وجاؤا معه فأكلوا قال وفضل منه
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا سعيد بن منصور وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا هشيم ثنا عبدالحميد بن جعفر عن الحسن بن محمد الأنصاري عن رجل من النمر بن قاسط قال سمعت صهيب بن سنان يحدث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما رجل تزوج امرأة على مهر وهو لا يريد أداءه اليها فغرها بالله واستحل فرجها بالباطل لقي الله تعالى يوم القيامة وهو زان وأيما رجل إدان بدين وهو لا يريد أداءه اليه فغره بالله واستحل ماله بالباطل لقي الله تعالى يوم يلقاه وهو سارق
 حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة حدثني محمد بن يحيى الطلحي ثنا عمار بن خالد ثنا عبدالحكيم بن منصور عن يونس بن عبيد عن ثابت قال سمعت عبدالرحمن بن أبي ليلى يحدث عن صهيب الخير قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إحدى صلاتي العشي فلما انصرف أقبل إلينا بوجهه ضاحكا فقال ألا تسألوني مم ضحكت قالوا الله وسوله أعلم قال عجبت من قضاء الله للعبد المسلم إن كل ما قضى الله تعالى له خير وليس كل أحد كل  قضاه لله له خير إلا العبد المسلم رواه سليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة عن ثابت مثله
 حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عمر الضرير ثنا حماد بن سلمة أن ثابتا البناني أخبرهم عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحرك شفتيه بشيء في أيام حنين إذا صلى الغداة فقلنا يا رسول الله لا تزال تحرك شفتيك بشيء بعد صلاة الغداة وكنت لا تفعله قال إن نبيا كان قبلنا أعجبته كثرة أمته فقال لا يروم هؤلاء أحسبه قال شيء فأوحى الله تعالى اليه أن خير أمتك بين ثلاث إما أن أسلط عليهم الموت أو العدو أو الجوع فعرض عليهم ذلك فقالوا أما الجوع فلا طاقة لنا به ولا طاقة لنا بالعدو ولكن الموت فمات منهم في ثلاثة أيام سبعون ألفا فأنا اليوم أقول اللهم بك أحاول وبك أصاول وبك أقاتل
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي الله تعالى عنه قال تلى رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناديا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا فيقولون ما هو أليس قد بيض وجوهنا وثقل موازيننا وأدخلنا الجنة فيقال لهم ذلك ثلاثا قال فيتجلى لهم فينظرون اليه فيكون ذلك عندهم أعظم مما أعطوا
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا ابراهيم بن هاشم ثنا عمر بن الحصين وحدثنا أبو محمد بن حبان ثنا ابن رسته ثنا عمرو بن مالك الراسبي قالا ثنا الفضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان الأسلمي عن أبيه عن عبدالرحمن بن مغيث عن كعب الأحبار حدثني صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو يقول اللهم لست بإله استحدثناه ولا برب ابتدعناه ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ اليه ونذرك ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك تباركت وتعاليت قال كعب وهكذا كان نبي الله داود عليه السلام يدعو به لفظ عمرو بن الحصين وقال عمرو بن مالك  الراسبي ولا برب يبيد ذكره ولا كان معك إله فندعوه ونتضرع إليه ولا أعانك على خلقنا أحد فتشك فيك ولم يذكر عبدالرحمن بن مغيث في حديثه
 حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا جعفر بن أبي الحسن الخوارزمي ثنا عبدالله بن عبيد الله بن اسحاق بن محمد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيدالله حدثني أبي عبيدالله بن اسحاق عن الحصين بن حذيفة عن أبيه حذيفة عن أبي صيفي عن أبيه صهيب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المهاجرون هم السابقون الشافعون المدلون على ربهم عز و جل والذي نفسي بيده انهم ليأتون يوم القيامة وعلى عواتقهم السلاح فيقرعون باب الجنة فيقول لهم الخزنة من أنتم فيقولون نحن المهاجرون فتقول لهم الخزنة هل حوسبتم فيجثون على ركبهم وينثرون ما في جعابهم ويرفعون أيديهم فيقولون أي رب أبهذه نحاسب لقد خرجنا وتركنا المال والأهل والولد فيجعل الله تعالى لهم أجنحة من ذهب مخوصة بالزبرجد والياقوت فيطيرون حتى يدخلوا الجنة فذلك قوله الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب قال صهيب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فلهم بمنازلهم في الجنة أعرف منهم بمنازلهم في الدنيا 26
 أبو ذر الغفاري
 ومنهم العابد الزهيد القانت الوحيد رابع الإسلام ورافض الأزلام قبل نزول الشرع والأحكام تعبد قبل الدعوة بالشهور والأعوام وأول من حيا الرسول بتحية الإسلام لم يكن تأخذه في الحق لائمة اللوام ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام أول من تكلم في علم البقاء وثبت على المشقة والعناء وحفظ العهود والوصايا وصبر على المحن والرزايا واعتزل مخالطة البرايا إلى أن حل بساحة المنايا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه خدم  الرسول وتعلم الأصول ونبذ الفضول وقد قيل إن التصوف التأله والتدله عن غلبات التوله
 حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا أو هلال محمد بن سليم ثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت قال قال لي أبو ذر رضي الله تعالى عنه يا ابن أخي صليت قبل الإسلام بأربع سنين قال له من كنت تعبد قال إله السماء قلت فأين كانت قبلتك قال حيث وجهني الله عز و جل
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر أنه قال يا ابن أخي قد صليت قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث سنين قلت لمن قال لله عز و جل قلت أين توجه قال حيث وجهني الله عز و جل أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر السحر ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالله بن الرومي ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة بن عمار ثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال كنت رابع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو عبدالملك أحمد بن ابراهيم القرشي ثنا محمد بن عائذ ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو طرفة عباد بن الريان اللخمي قال سمعت عروة بن رويم يقول حدثني عامر بن لدين قال سمعت أبا ليلى الأشعري يقول حدثني أبو ذر قال إن أول ما دعاني إلى الإسلام أنا أصابتنا السنة فحملت أمي أخي أنيسا إلى أصهار لنا بأعلا نجد فلما حللنا بهم أكرمونا فمشى رجل من الحي إلى خالي فقال إن أنيسا يخالفك إلى أهلك فحز في قلبه فانصرفت من رعية إبلي فوجدته كئيبا يبكي فقلت ما بكاؤك يا خال فأعلمني الخبر فقلت حجز الله من ذلك إنا نعاف الفاحشة وإن كان الزمان قد أخل بنا فاحتملت بأخي وأمي حتى نزلنا بحضرة مكة فأتيت مكة وقد بلغني أن بها صابئا أو مجنونا أو ساحرا فقلت أين هذا الذي تزعمونه قالوا ها هو ذاك حيث  ترى فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيد حجر حتى أكبوا علي بكل عظم وحجر ومدر فضرجوني بدمي فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وسومت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب إلا من ماء زمزم قال فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيدي أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال يا أبا ذر فقلت لبيك يا أبا بكر فقال هل كنت تأله في جاهليتك قال قلت نعم لقد رأيتني أقوم عند الشمس فلا أزال مصليا حتى يؤذيني حرها فأخر كأني خفاء فقال لي فأين كنت توجه فقلت لا أدري إلا حيث يوجهني الله عز و جل حتى أدخل الله علي الإسلام
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا قطن بن نسير ثنا جعفر بن سليم ثنا أبو طاهر عن أبي يزيد المدني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال أقمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة فعلمني الإسلام وقرأت من القرآن شيئا فقلت يا رسول الله إني أريد أن أظهر ديني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني أخاف عليك أن تقتل قلت لا بد منه وإن قتلت قال فسكت عني فجئت وقريش حلقا يتحدثون في المسجد فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فانتقضت الخلق فقاموا فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر وكانوا يرون أنهم قد قتلوني فأفقت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى ما بي من الحال فقال لي ألم أنهك فقلت يا رسول الله كانت حاجة في نفسي فقضيتها فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إلحق بقومك فاذا بلغك ظهوري فأتني
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عمرو بن حكام ثنا المثنى بن سعيد ثنا أبو جمرة أن ابن عباس أخبرهم عن بدو إسلام أبي ذر قال دخل أبو ذر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله مرني بما شئت فقال ارجع إلى أهلك حتى يأتيك خبري فقلت والله ما كنت لأرجع حتى أصرخ بالإسلام فخرج إلى المسجد فصاح بأعلا صوته فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقال المشركون  صبأ الرجل صبأ الرجل فقاموا إليه فضربوه حتى سقط فمر به العباس فقال يا معشر قريش أنتم تجار وطريقكم على غفار أتريدون أن يقطع الطريق فأكب عليه العباس فتفرقوا فلما كان الغد عاد إلى مثل قوله فقاموا إليه فضربوه فمر به العباس فقال لهم مثل ما قال ثم أكب عليه
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا المقرئ ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال أتيت مكة فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم فخررت مغشيا علي فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر
 حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا أبو هلال الراسبي ثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت قال قال لي أبو ذر رضي الله تعالى عنه قدمت مكة فقلت أين هذا الصابئ فقالوا الصابئ الصابئ فأقبلوا يرمونني بكل عظم وحجر حتى تركوني مثل النصب الأحمر فلما ضربني برد السحر أفقت وتحملت حتى أتيت زمزم فاغتسلت من مائها وشربت منه وكنت بين الكعبة وأستارها ثلاثين ليلة بايامها مالي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم حتى تكسر عكن بطني وما وجدت على كبدي من سخفة جوع حتى إذا كان ذات ليلة جاء نبي الله صلى الله عليه و سلم فطاف بالبيت وصلى خلف المقام فكنت أول من حياه بالإسلام أو قال بالسلام فقلت السلام عليك فقال وعليك ورحمة الله
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سليمان بن المغيرة ثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم حين قضى صلاته فقلت السلام عليك فقال وعليك السلام فكنت أول من حياه بتحية الإسلام
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا الحسين بن علي بن الهذيل الواسطي والطوسي قالا ثنا محمد بن حرب ثنا يحيى بن أبي زكريا الغساني عن اسماعيل بن أبي خالد عن بديل بن ميسرة عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم  بست حب المساكين وأن انظر إلى من هو تحتي ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أقول الحق وإن كان مرا وأن لا تأخذني في الله لومة لائم كذا في الأصلين ولم يأت بتمام الستة
 حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي حدثني مرثد أبو كبير عن أبيه عن أبي ذر أن رجلا أتاه فقال إن مصدقي عثمان ازدادوا علينا أنغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال لا قف مالك وقل ما كان لكم من حق فخذوه وما كان باطلا فذروه فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة وعلى رأسه فتى من قريش فقال أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا فقال أرقيب أنت علي فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصامة ههنا ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها
 حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا عبدالله بن محمد بن عبدالكريم ثنا الحسن بن اسماعيل بن راشد الرملي ثنا ضمرة بن سعد 2 ثنا ابن شوذب عن مطرف عن حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت بن أخي أبي ذر قال دخلت مع عمي على عثمان فقال لعثمان إئذن لي في الربذة فقال نعم ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدو عليك وتروح قال لا حاجة لي في ذلك تكفي أبا ذر صرمته ثم قام فقال اعزموا دنياكم ودعونا وربنا وديننا وكانوا يقتسمون مال عبدالرحمن بن عوف وكان عنده كعب فقال عثمان لكعب ما تقول فيمن جمع هذا المال فكان يتصدق منه ويعطي في السبل ويفعل ويفعل قال إني لأرجو له خيرا فغضب أبو ذر ورفع العصا على كعب وقال وما يدريك يا ابن اليهودية ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة لو كانت عقارب تلسع السويداء من قلبه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا أحمد بن أسد ثنا أبو معاوية عن موسى بن عبيدة عن عبدالله بن خراش قال رأيت أبا ذر رضي الله تعالى عنه بالربذة في ظلة له سوداء وتحته امرأة له سحماء وهو جالس على قطعة جوالق  فقيل له إنك امرؤ ما يبقى لك ولد فقال الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء ويدخرهم في دار البقاء قالوا يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه قال لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني فقالوا له لو اتخذت بساطا ألين من هذا قال اللهم غفرا خذ مما خولت ما بدا لك
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل على أبي ذر رضي الله تعالى عنه وهو بالربذة وعنده امرأة له سوداء شعثة ليس عليها أثر المجاسد والخلوق قال فقال ألا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السوداء تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم وإن خليلي عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة وأنا إن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار أحرى أن ننجوا من أن نأتي عليه ونحن مواقير
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد ثنا محمد بن عمرو عن أبي بكر بن المنكدر قال بعث حبيب بن مسلمة وهو أمير الشام إلى أبي ذر بثلاثمائة دينار وقال استعن بها على حاجتك فقال أبو ذر ارجع بها إليه أما وجد أحدا أغر بالله منا مالنا إلا ظل نتوارى به وثلة من غنم تروح علينا ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ثم إني لأتخوف الفضل
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا أبو حصين عبدالله بن أحمد بن يونس ثنا أبي ثنا بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال بلغ الحارث رجلا كان بالشام من قريش إن أبا ذر به عوز فبعث إليه بثلاثمائة دينار فقال ما وجد عبدا لله تعالى هو أهون عليه مني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سأل وله أربعون فقد ألحف ولآل أبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وما هنان
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا يزيد بن هارون ثنا محمد بن عمرو قال سمعت عراك بن مالك يقول قال أبي ذر رضي الله عنه إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم القيامة وذلك أني سمعت رسول الله  صلى الله عليه و سلم يقول إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث بشيء منها غيري
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال قيل له ألا تتخذ ضيعة كما اتخذ فلان وفلان قال وما أصنع بأن أكون أميرا وإنما يكفيني كل يوم شربة ماء أو لبن وفي الجمعة قفيز من قمح
 حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا يوسف بن موسى بن عبدالله المروروزي ثنا عبدالله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط ثنا سفيان الثوري أراه عن حبيب بن حسان عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كان قوتي على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم صاعا فلا أزيد عليه حتى ألقى الله عز و جل
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الفضل السقطي ثنا إبراهيم بن المستمر العروقي ثنا اسحاق بن إدريس ثنا بكار بن عبدالله بن عبيدة حدثني عمي موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال بينا أنا واقف مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي يا أبا ذر أنت رجل صالح وسيصيبك بلاء بعدي قلت في الله قال في الله قلت مرحبا بأمر الله
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان بن وكيع ثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن من سمع أبا ذر رضي الله عنه يقول إن بني أمية تهددني بالفقر والقتل ولبطن الأرض أحب إلي من ظهرها وللفقر أحب إلي من الغنى فقال له رجل يا أبا ذر مالك إذا جلست إلى قوم قاموا وتركوك قال إني أنهاهم عن الكنوز
 حدثنا سليمان بن أحمد ومحمد بن علي بن حبيش قالا ثنا أبو شعيب الحراني ثنا عفان بن مسلم ثنا همام ثنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال إن خليلي صلى الله عليه و سلم عهد إلي أنه أيما ذهب أو فضة أوكئ عليه فهو جمر على صاحبه حتى ينفقه في سبيل الله عز و جل
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله  ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالصمد ثنا عبدالله بن بجير ثنا ثابت أن أبا ذر مر بأبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما وهو يبني بيتا له فقال لقد حملت الصخر على عواتق الرجال فقال إنما هو بيت أبنيه فقال له أبو ذر رضي الله تعالى عنه مثل ذلك فقال يا أخي لعلك وجدت علي في نفسك من ذلك قال لو مررت بك وأنت في عذرة أهلك كان أحب إلي مما رأيتك فيه
 حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن عبيدالله بن زحر أن أبا ذر رضي الله تعالى عنه قال يولدون للموت ويعمرون للخراب ويحرصون على ما يفنى ويتركون ما يبقى ألا حبذا المكروهان الموت والفقر 1
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا عبوة بن سليمان عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن رجل من بني سليم يقال له عبدالله بن سيدان عن أبي ذر أنه قال في المال ثلاثة شركاء القدر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها أو شرها من هلاك أو موت والوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقها وأنت ذميم فإن استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة فلا تكونن 2 فان الله عز و جل يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ألا وإن هذا الجمل مما كنت أحب من مالي فأحببت أن أقدمه لنفسي
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عمار الدهني عن أبي شعبة قال جاء رجل إلى أبي ذر رضي الله عنه فعرض عليه نفقة فقال أبو ذر عندنا أعنز نحلبها وحمر تنقل ومحررة تخدمنا وفضل عباءة عن كسوتنا إني أخاف أن أحاسب على الفضل
 حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن ابن الأبرق الغفاري عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال ليأتين عليكم زمان يغبط الرجل فيه بخفة الحاذ كما يغبط اليوم فيكم  أبو عشرة
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا الجريري عن أبي السليل قال جاءت ابنة أبي ذر وعليها مجنبتا صوف سفعاء الخدين ومعها قفة لها فمثلت بين يديه وعنده أصحابه فقالت يا أبتاه زعم الحراثون والزراعون أن أفلسك هذه بهرجة فقال يا بنية ضعيها فإن أباك أصبح بحمد الله ما يملك من صفراء ولا بيضاء إلا أفلسه هذه
 حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني سليمان عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال ذو الدرهمين أشد حسابا من ذي الدرهم
 حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال والله تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نسائكم ولا تقاررتم على فرشكم والله لوددت أن الله عز و جل خلقني يوم خلقني شجرة تعضد ويوكل ثمرها
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا حازم العبدي حدثني شيخ من أهل الشام قال سمعت أبا ذر رضي الله تعالى عنه يقول من أراد الجنة فليصمد صمدها
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا عبدالرحمن بن فضالة عن بكر بن عبدالله عن أبي ذر رضي الله عنه قال يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الملح من الطعام
 حدثنا أبي ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى ثنا يعقوب الدورقي ثنا عبدالرحمن ثنا قرة بن خالد عن عون بن عبدالله قال قال أبو ذر هل ترى الناس ما أكثرهم ما فهيم خير إلا تقي أو تائب
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالله بن محمد بن عمران ثنا حسين المروزي ثنا الهيثم بن جميل ثنا صالح المري عن محمد بن واسع أن رجلا من البصرة ركب إلى أم ذر بعد وفاة أبي ذر يسألها عن عبادة أبي ذر فأتاها فقال جئتك لتخبريني عن عبادة أبي ذر رضي الله تعالى عنه قالت كان النهار أجمع خاليا يتفكر
 حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا  أبو خليفة ثنا أبو ظفر ثنا جعفر بن سليمان عن عثمان قال بلغنا أن رجلا رأى أبا ذر رضي الله تعالى عنه وهو يتبوء مكانا فقال له ما تريد يا أبا ذر فقال أطلب موضعا أنام فيه نفسي هذه مطيتي إن لم أرفق بها لم تبلغني مواعظه حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو بكر الأهوازي ثنا الحسن بن عثمان ثنا محمد بن إدريس ثنا محمد بن روح ثنا عمران بن عمر عن سفيان الثوري قال قام أبو ذر الغفاري عند الكعبة فقال يا أيها الناس أنا جندب الغفاري هلموا إلى الأخ الناصح الشفيق فاكتنفه الناس فقال أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفرا أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلغه قالوا بلى قال فسفر 1 طريق القيامة أبعد ما تريدون فخذوا منه ما يصلحكم قالوا ما يصلحنا قال حجوا حجة لعظام الأمور صوموا يوما شديدا حره لطول النشور صلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور كلمة خير تقولها أو كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم تصدق بمالك لعلك تنجو من عسيرها اجعل الدنيا مجلسين مجلسا في طلب الآخرة ومجلسا في طلب الحلال والثالث يضرك ولا ينفعك لا تريده اجعل المال درهمين درهما تنفقه على عيالك من حله ودرهما تقدمه لآخرتك والثالث يضرك ولا ينفعك لا تريده ثم نادى بأعلى صوته يا أيها الناس قد قتلكم حرص لا تدركونه أبدا
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبدالله بن محمد قال سمعت شيخا يقول بلغنا أن أبا ذر كان يقول يا أيها الناس إني لكم ناصح إني عليكم شفيق صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور صوموا في الدنيا لحر يوم النشور تصدقوا مخافة يوم عسير يا أيها الناس إني لكم ناصح إني عليكم شفيق
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبدالرحمن بن حماد الشعيثي ثنا كهمس عن أبي السليل عن أبي ذر رضي الله  تعالى عنه قال كان نبي الله صلى الله عليه و سلم يتلو علي هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فما زال يقولها ويعيدها علي
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا معتمر بن سليمان ثنا كهمس عن أبي السليل عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فما زال يقولها ويعيدها علي
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا جعفر الفريابي وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن أنس بن مالك قالا ثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى 1 بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر رضي الله عنه قال دخلت المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس وحده فجلست إليه فقال أيا ذر إن للمسجد تحية وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما قال فقمت فركعتهما ثم عدت فجلست إليه فقلت يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة قال خير موضوع استكثر أو استقل قلت يا رسول الله فأي الأعمال أفضل قال إيمان بالله عز و جل وجهاد في سبيله قال قلت يا رسول الله فأي المؤمنين أكملهم إيمانا قال أحسنهم خلقا قال قلت يا رسول الله فأي المؤمنين أسلم قال من سلم الناس من لسانه ويده قال قلت رسول الله فأي الهجرة أفضل قال من هجر السيئات قال قلت يا رسول الله فأي الصلاة أفضل قال طول القنوت قال قلت يا رسول الله فما الصيام قال فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة قال قلت يا رسول الله فأي الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه قال قلت يا رسول الله فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند ربها قال قلت يا رسول الله فأي الصدقة أفضل قال جهد من مقل يسر إلى فقير قلت يا رسول الله فأي آية مما أنزل الله عز و جل  عليك أعظم قال آية الكرسي ثم قال يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة قلت يا رسول الله كم الأنبياء قال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا قلت يا رسول الله كم الرسل قال ثلثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا قلت كثير طيب قلت يا رسول الله من كان أولهم قال آدم قلت يا رسول الله أنبي مرسل قال نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم سواه قبلا وقال أحمد بن أنس ثم كلمه قبلا ثم قال يا أبا ذر أربعة سريانيون آدم وشيث وخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم ونوح وأربعة من العرب هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر قال قلت يا رسول الله كم كتاب أنزله الله تعالى قال مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسون صحيفة وأنزل على خنوخ ثلاثون صحيفة 1 وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قال قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم قال كانت أمثالا كلها أيها الملك المسلط المبتلى المغرور فإني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وكان فيها أمثال على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربه عز و جل وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يفكر فيها في صنع الله عز و جل وساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه قلت يا رسول الله فما كان صحف موسى عليه السلام قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح عجبت لمن أيقن بالنار وهو يضحك عجبت لمن أيقن للقدر ثم هو  ينصب عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك بتوقى الله فابه رأس الأمر كله قلت يا رسول الله زدني قال عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء قلت يا رسول الله زدني قال إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالجهاد فانه رهبانية أمتي قلت يا رسول الله زدني قال حب المساكين وجالسهم قلت يا رسول الله زدني قال انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك قلت زدني يا رسول الله قال صل قرابتك وإن قطعوك قلت يا رسول الله زدني قال لا تخف في الله تعالى لومة لائم قلت يا رسول الله زدني قال قل الحق وإن كان مرا قلت يا رسول الله زدني قال يردك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي وكفي به عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تأتي ثم ضرب بيده على صدري فقال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق السياق للحسن بن سفيان ورواه المختار بن غسان عن اسماعيل بن سلمة عن أبي إدريس ورواه علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي ذر ورواه عبيد بن الحسحاس 1 عن أبي ذر ورواه معاوية بن صالح عن أبي عبدالملك محمد بن أيوب عن ابن عائذ عن أبي بطوله ورواه ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر بطوله تفرد به عنه يحيى بن سعيد العبشمي حدثناه عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا محمد بن مرزوق ثنا يحيى بن سعيد العبشمي من بني سعد بن تيم ثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال  دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد جالس فاغتنمت خلوته ثم ذكر مثله وزاد قلت يا رسول الله هل في الدنيا شيء مما أنزل الله عليك مما كان في صحف إبراهيم وموسى قال يا أبا ذر اقرأ قد أفلح من تزكى إلى آخر السورة قال الشيخ رحمه الله تعالى وكان أبو ذر رضي الله تعالى عنه للرسول صلى الله عليه و سلم ملازما وجليسا وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا وللقيام على ما استفاد منه أنيسا سأله عن الأصول والفروع وسأله عن الإيمان والإحسان وسأله عن رؤية ربه تعالى وسأله عن أحب الكلام إلى الله تعالى وسأله عن ليلة القدر أترفع مع الأنبياء أم تبقى وسأله عن كل شيء حتى عن مس الحصا في الصلاة
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن خالد بن عبدالله ثنا أبي عن ابن أبي ليلى 1 عن الحكم عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كل شيء حتى سألته عن مس الحصا فقال مسه مرة أو دع قال الشيخ رحمه الله تخلى من الدنيا وتشمر للعقبى وعانق البلوى إلى أن لحق بالمولى
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا وهب بن جرير حدثني أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني بريدة بن سفيان عن القرظي قال خرج أبو ذر إلى الربذة فأصابه قدره فأوصاهم أن اغسلوني وكفنوني ثم ضعوني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعينونا على غسله ودفنه فأقبل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في ركب من أهل العراق
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عباس بن الوليد وحدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا الحسن بن الصباح قالا حدثنا يحيى بن سليم ثنا عبدالله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم  ابن الأشتر عن أبيه الأشتر عن أم ذر قالت لما حضرت أبا ذر رضي الله عنه الوفاة بكيت فقال ما يبكيك قالت أبكي أنه لا يدلي بتكفينك وليس لي ثوب من ثيابي يسعك كفنا وليس لك ثوب يسعك كفنا قال فلا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض فتشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد مات في قرية وجماعة من المسلمين وأنا الذي أموت بفلاة والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق فقالت أني وقد انقطع الحاج فكانت تشتد إلى كثيب تقوم عليه تنظر ثم ترجع إليه فتمرضه ثم ترجع إلى الكثيب فبينما هي كذلك إذا بنفر تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم فألاحت بثوبها فأقبلوا حتى وقفوا عليها قالوا مالك قالت امرؤ من المسلمين تكفنونه يموت قالوا من هو قالت أبو ذر فغدوه بإبلهم ووضعوا 1 السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاؤه وقال ابشروا فحدثهم وقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض فتشهده عصابة من المؤمنين وليس منهم أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة وأنا الذي أموت بالفلاة أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها أنتم تسمعون إني أنشدكم الله والإسلام أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو نقيبا أو بريدا فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار قال يا عم أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئا أكفنك في ردائي هذا الذي علي وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي قال أنت فكفني فكفنه الأنصاري في النفر الذي شهدوه منهم حجر بن الادبر ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان  عتبة بن غزوان
 ومنهم الزاهد في الامرة والسلطان والتارك لولاية المدن والبلدان سابع الإسلام والإيمان أبو عبدالله عتبة بن غزوان استعفى عن إمرة البصرة بعد أن بنى مسجدها ونصب منبرها توفي بالربذة له الخطبة المشهورة في تولي الدنيا وتصرمها وفي تغير الأيام وتلونها
 حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا افضيل بن محمد الملطي ثنا أبو نعيم قالا ثنا قرة بن خالد ثنا حميد بن هلال قال قال خالد بن عمير خطبنا عتبة بن غزوان قال أيها الناس إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء 1 ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ألا وإنكم في دار أنتم متحولون منها فانتقلوا بصالح ما بحضرتكم وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا وإنكم والله لتبلون الأمراء من بعدي وإنه والله ما كانت نبوة قط إلا تناسخت حتى تكون ملكا وجبرية وإني رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سابع سبعة ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا فوجدت بردة فشققتها بنصفين فأعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها فليس من أولئك السبعة اليوم رجل حي إلا وهو أمير مصر من الأمصار فيا للعجب للحجر يلقى من رأس جهنم فيهوي سبعين خريفا حتى يتقرر في أسفلها والذي نفسي بيده لتملأن جهنم أفعجبتم وإن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليه يوم وما فيها باب إلا وهو كظيظ 2
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل ثنا أبو عبيدة عن فضيل بن عياض 3 ثنا أبو سعد مولى بني هاشم ثنا شعبة عن أبي اسحاق عن قيس بن أبي حازم عن عتبة بن غزوان قال لقد رأيتنا مع  رسول الله صلى الله عليه و سلم سابع سبعة مالنا طعام إلا ورق الحبلة حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما يخالطه شيء 28
 المقداد بن الأسود
 قال الشيخ رحمه الله ومنهم المقداد بن الأسود وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة مولى الأسود بن عبد يغوث السابق إلى الإسلام والفارس يوم الحرب والإقدام ظهرت له الدلائل والإعلام حين عزم على إسقاء الرسول عليه السلام والإطعام أعرض عن العمالات وآثر الجهاد والعبادات معتصما بالله تعالى من الفتن والبليات
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قال ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه و سلم فمنعه الله تعالى بعمه وأما أبو بكر فمنعه الله تعالى بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا ابراهيم بن عبدالله بن أيوب ثنا علي بن شبرمة الكوفي ثنا شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم وإنك يا علي منهم والمقداد وأبو ذر وسلمان رضي الله تعالى عنهم
 حدثنا مخلد بن جعفر ثنا محمد بن جرير حدثني محمد بن عبيد المحاربي ثنا اسماعيل بن إبراهيم ثنا المخارق عن طارق عن عبدالله بن مسعود قال لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما في الأرض من شيء وكان رجلا فارسا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غضب احمرت وجنتاه فأتاه المقداد على تلك الحال فقال ابشر يا رسول الله فوالله لا نقول لك كما قالت  بنو إسرائيل لموسى عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن والذي بعثك بالحق لنكونن من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك أو يفتح الله عز و جل لك
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق قال لما خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى بدر استشار الناس فقام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله امض لما أمرك الله به فنحن معك والله ما نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون والله الذي بعثك بالحق نبيا لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم خيرا ودعا له
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت البناني عن عبدالرحمن بن أبي ليلى حدثني المقداد بن الأسود قال جئت أنا وصاحبان لي قد كادت تذهب أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجلعنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فما يقبلنا أحد حتى انطلق بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رحله ولآل محمد ثلاث أعنز يحتلبونها فكان النبي صلى الله عليه و سلم يوزع اللبن بيننا وكنا نرفع لرسول الله صلى الله عليه و سلم نصيبه فيجيء فيسلم تسليما يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم فقال لي الشيطان لو شربت هذه الجرعة فان النبي صلى الله عليه و سلم يأتي الأنصار فيتحفونه فما زال بي حتى شربتها فلما شربتها ندمني وقال ما صنعت يجيء محمد صلى الله عليه و سلم فلا يجد شرابه فيدعو عليك فتهلك وأما صاحباي فشربا شرابهما وناما وأما أنا فلم يأخذني النوم وعلي شملة لي إذا وضعتها على رأسي بدت منها قدماي وإذا وضعتها على قدمي بدا رأسي وجاء النبي صلى الله عليه و سلم كما كان يجيء فصلى ما شاء الله أن يصلي ثم نظر إلى شرابه فلم ير شيئا فرفع يده فقلت تدعو علي الآن فأهلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم  أطعم من أطعمني واسق من سقاني فأخذت الشفرة وأخذت الشملة وانطلقت إلى الأعنز أجسهن أيتهن أسمن كي أذبحه لرسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا حفل كلهن فأخذت إناء لآل محمد صلى الله عليه و سلم كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه فحلبته حتى علته الرغوة ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فشرب ثم ناولني فشربت ثم ناولته فشرب ثم ناولني فشربت ثم ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض فقال لي إحدى سوآتك يا مقداد فأنشأت أحدثه بما صنعت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كانت إلا رحمة من الله عز و جل لو كنت أيقظت صاحبيك فأصابا منها قلت والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها أنت وأصبت فضلتك من أخطأت من الناس رواه حماد بن سلمة عن ثابت نحوه ورواه طارق بن شهاب عن المقداد نحوه
 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الأسود بن عامر ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن المقداد بن الأسود قال لما نزلنا المدينة عشرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة عشرة يعني في كل بيت قال فكنت في العشرة الذين كان النبي صلى الله عليه و سلم فيهم قال ولم يكن لنا إلا شاة نتجزأ لبنها رواه حفص بن غياث عن الأعمش فقال عن قيس بن مسلم عن طارق
 حدثنا أبو بكر بن أحمد بن السدى ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا عباس بن الوليد ثنا بشر بن المفضل ثنا أبو عون عن عمير بن اسحاق عن المقداد بن الأسود رضي الله تعالى عنه قال استعملني رسول الله صلى الله عليه و سلم على عمل فلما رجعت قال كيف وجدت الأمارة قلت يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول لي والله لا ألي على عمل ما دمت حيا
 حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن موسى بن اسحاق الخطمي ثنا أحمد بن محمد بن الأصفر ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سوادة بن أبي الأسود عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال بعث النبي صلى الله عليه و سلم المقداد بن الأسود رضي الله تعالى عنه على سرية فلما قدم قال له أيا معبد  كيف وجدت الإمارة قال كنت أحمل وأوضع حتى رأيت بأن لي على القوم فضلا قال هو ذاك فخذ أو دع قال والذي بعثك بالحق لا أتأمر على اثنين أبدا
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبدالله بن صالح ثنا معاوية بن صالح أن عبدالرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه أن المقداد بن الأسود جاءنا لحاجة لنا فقلنا اجلس عافاك الله حتى نطلب حاجتك فجلس فقال العجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنون الفتنة يزعمون ليبتلينهم الله فيها بما ابتلى به رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن السعيد لمن جنب الفتن يرددها ثلاثا وإن ابتلي فصبر وأيم الله لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم بما يموت عليه بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى الحماني ثنا عبدالله بن المبارك عن صفوان بن عمرو حدثني عبدالرحمن بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه و سلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستمعت فجعلت أعجب ما قال إلا خيرا ثم أقبل عليه فقال ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرا غيبه الله عز و جل عنه لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم أقوام كبهم الله عز و جل على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أو لا تحمدون الله إذ أخرجكم الله عز و جل لا تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم عليه السلام وقد كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث النبي صلى الله عليه و سلم على أشد حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله تعالى قفل قلبه  للايمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار وأنها للتي قال الله عز و جل ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين
 حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد بن حميد أخبرنا جرير عن الأعمش عن ابراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال كان المقداد بن الأسود في سرية فحصرهم العدو فعزم الأمير أن لا يجشر أحد دابته فجشر رجل دابته لم تبلغه العزيمة فضربه فرجع الرجل وهو يقول ما رأيت كما لقيت اليوم قط فمر المقداد فقال ما شأنك فذكر له قصته فتقلد السيف وانطلق معه حتى انتهى إلى الأمير فقال أقده من نفسك فأقاده فعفا الرجل فرجع المقداد وهو يقول لأموتن والإسلام عزيز
 حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحوطي ثنا بقية ثنا حريز بن عثمان حدثني عبدالرحمن بن ميسرة الحضرمي ثنا أبو راشد الحبراني قال وافيت المقداد بن الأسود فارس رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا على تابوت من تابوت الصيارفة بحمص قد أفضل عنها من عظمه يريد الغزو فقلت له لقد أعذر الله إليك فقال أتت علينا سورة البعوث انفروا خفافا وثقالا 29
 سالم مولى أبي حذيفة
 ومنهم الحافظ القاري والإمام الجاري سالم مولى أبي حذيفة كان صبا وامقا وبمودع الكتاب ناطقا وفي العبادة مخلصا واثقا
 حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن قالا ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة قال سمعت ابراهيم يحدث عن مسروق عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول استقرئوا القرآن من أربعة فذكر ابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهم
 حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن مثنى ثنا عفان ثنا حفص بن غياث ثنا ابن جريج عن نافع عن ابن عمر وثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا  الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا أنس بن عياض عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة 1 قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة كان أكثرهم قرآنا فيهم أبو بكر وعمر
 حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا زكريا بن يحيى بن أبان ثنا أبو صالح كاتب الليث حدثني ابن لهيعة عن عبادة بن نسي عن عبدالرحمن بن غنم قال سمعت عبدالله بن الأرقم يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكر سالما مولى أبي حذيفة فقال إن سالما شديد الحب لله عز و جل ورواه حبيب بن نجيح عن عبدالرحمن بن غنم
 حدثت عن سعيد بن سليمان ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن الجراح بن المنهال عن حبيب بن نجيح عن عبدالرحمن بن غنم قال قدمت المدينة في زمان عثمان فأتيت عبدالله بن الأرقم فقال حضرت عمر رضي الله عنه عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن سالما شديد الحب لله عز و جل لو كان لا يخاف الله عز و جل ما عصاه فلقيت ابن عباس فذكرت ذلك له فقال صدق انطلق بنا إلى المسور بن مخرمة حتى يحدثك به فجئنا المسور فقلت إن عبدالله بن الأرقم حدثني بهذا الحديث قال حسبك لا تسل عنه بعد عبدالله بن الأرقم
 حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي السراج ثنا محمود بن خداش ثنا مروان بن معاوية ثنا سعيد قال سمعت شهر بن حوشب يقول قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لواستخلفت سالما مولى أبي حذيفة فسألني عنه ربي ما حملك على ذلك لقلت رب سمعت نبيك صلى الله عليه و سلم وهو يقول إنه يحب الله تعالى حقا من قلبه
 حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا أحمد بن الهيثم ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا بشر بن مطر بن حكيم بن دينار القطعي 2كذا بالأصلين ولعله القطيعي قال سمعت عمرو بن دينار وكيل آل الزبير يحدث عن مالك بن دينار قال حدثني  شيخ من الأنصار يحدث عن سالم مولى أبي حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليجاءن بأقوام يوم القيامة معهم من الحسنات مثل جبال تهامة حتى إذا جيء بهم جعل الله أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار فقال سالم يا رسول الله بأبي أنت وأمي حل لنا هؤلاء القوم حتى نعرفهم فوالذي بعثك بالحق إني أتخوف أن أكون منهم فقال يا سالم إنهم كانوا يصومون ويصلون ولكنهم إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه فأدحض الله تعالى أعمالهم فقال مالك بن دينار هذا والله النفاق فأخذ المعلى بن زياد بلحتيه فقال صدقت والله أبا يحيى 30
 عامر بن ربيعة
 ومنهم أبو عبدالله عامر بن ربيعة الزاهد في العطايا والقطيعة شهد بدرا والمشاهد وعمر بالذكر البقاع والمساجد تحرز بما أيد به من الفطنة عن الوقوع فيما امتحن به غيره من الفتنة عاش كريما ومضى سليما
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن حماد بن زغبة ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد قال سمعت عبدالله بن عامر بن ربيعة يصلي من الليل حين نشب الناس في الفتنة ثم نام فأرى في المنام فقيل له قم فسل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام يصلي ثم اشتكى فما خرج إلا جنازة
 حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا سوار بن عبدالله ثنا يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبدالله بن عامر بن ربيعة قال لما نشب الناس في الطعن على عثمان رضي الله تعالى عنه قام أبي يصلي من الليل وقال اللهم قني من الفتنة بما وقيت به الصالحين من عبادك قال فما خرج إلا جنازة
 حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ثنا عبدالرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال لما وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله أوثقوني بالحديد فإني مجنون فلما قتل عثمان قال خلوا عني الحمد لله الذي  شفاني من الجنون وعافاني من قتل عثمان رواه غيره عن ابن طاوس وسمى الرجل عامر بن ربيعة
 حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن موسى الخطمي ثنا القاسم بن نصر المخرمي ثنا أحمد بن القاسم الليثي ثنا أبو همام محمد بن الزبرقان ثنا موسى بن عبيدة عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب فأكرم عامر مثواه وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءه الرجل فقال إني استقطعت رسول الله صلى الله عليه و سلم واديا ما في العرب واد أفضل منه وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك قال عامر لا حاجة لي في قطيعتك نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون قال الشيخ رحمه الله والذي حداه على الزهد والفقر ودعاه إلى إدمان الذكر ما أخبره به النبي صلى الله عليه و سلم وما كان يعانيه في بدنه من الشدة في البعوث والسريا
 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أخبرنا المسعودي عن أبي بكر بن حفص عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليبعثنا في السرية ما لنا زاد إلا السلف يعني الجراب من التمر فيقسمه صاحبه بيننا قبضة قبضة حتى يصير إلى تمرة قال فقلت وما كان يبلغ من التمرة قال لا تقل ذلك يا بني ولبعد أن فقدناها فاختلطنا إليها 1
 حدثنا علي بن أحمد المصيصي ثنا أحمد بن خليد الحلبي ثنا أبو نعيم ثنا أبو الربيع السمان عن عاصم بن عبيدالله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في ليلة سوداء مظلمة فنزلنا منزلا فجعل الرجل يحمل الحجارة فيجعله مسجدا فيصلي إليه فلما أصبحنا إذا نحن على غير القبلة فقلنا يا رسول الله صلينا ليلتنا هذه لغير القبلة فأنزل الله عز و جل ولله  المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله
 حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا محمد بن الحسين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا شريك عن عاصم بن عبيدالله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أن رجلا عطس خلف النبي صلى الله عليه و سلم في الصلاة فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يرضى ربنا عز و جل وبعد الرضى والحمد لله على كل حال فلما سلم النبي صلى الله عليه و سلم قال من صاحب الكلمات قال أنا يا رسول الله وما أردت بها إلا خيرا قال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن عبدالله بن عمر عن عبدالرحمن بن القاسم عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا فأكثروا أو أقلوا رواه شعبة عن عاصم بن عبيدالله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب وهو يقول ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي فليقل العبد أو فليكثر حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة به 31
 ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
 ومنهم القنع العفيف الوفي الظريف أبو عبدالله ثوبان مولى رسول الرحمن المضمون له بالكفالة والضمان حلول ساحة الجنان إذا ترك السؤال وإتيان السلطان
 حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبدالله بن عبدالوهاب الحجبي ثنا خالد بن الحارث ثنا ظريف بن عيسى العنبري حدثني يوسف بن عبدالحميد قال لقيت ثوبان فرأى علي ثيابا وخاتما فقال ما تصنع بهذه الثياب وبهذا الخاتم إنما الخواتيم للملوك قال فما اتخذت بعده خاتما قال فحدثنا ثوبان أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا لأهله فذكر عليا وفاطمة وغيرهما  قال قلت يا نبي الله أمن أهل البيت أنا قال نعم مالم تقم على باب سدة أو تأتي أميرا تسأله
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا أو مسلم الكشي ثنا عاصم قالا حدثنا ابن أبي ذئب ثنا محمد بن قيس عن عبدالرحمن بن يزيد بن معاوية عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تقبل لي واحدة تقبلت له بالجنة قال ثوبان أنا يا رسول الله قال لا تسأل أحدا شيئا قال فلربما سقط السوط لثوبان وهو على بعير فلا يسأل أحدا أن يناوله حتى ينزل إليه فيأخذه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عبيدالله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي العالية عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يتكفل لي أن لا يسأل الناس وأتكفل له بالجنة فقال ثوبان أنا فكان ثوبان لا يسأل أحدا شيئا
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أمية بن بسطام وعباس بن الوليد قالا ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينا في وجهه يوم القيامة حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة عن سالم عن معدان عن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك بعده كنزا مثل له شجاعا أقرع يوم القيامة له زبيبتان يتبعه ويقول من أنت ويلك فيقول أنا كنزك الذي تركت بعدك فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها 1 ثم يتبعه سائر جسده
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالوهاب بن الضحاك ثنا أبو عبدالرحمن عن عيسى بن يزيد الأعرج ثنا أرطأة بن المنذر عن أبي عامر عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أحد يترك ذهبا ولا فضة إلا جعل الله له صفائح 2  ثم كوى به من قدميه إلى ذقنه قال أبو عامر فقال لي ثوبان أبا عامر إن كان لك شاة فكان في لبنها فضل فاجرز 1 فضل لبنها
 حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله بن مسعود ثنا سعيد بن سليمان ثنا مبارك بن فضالة عن مرزوق أبي عبد الله الحمصي عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قالوا من قلة بنا يومئذ قال أنتم ذلك اليوم كثير ولكن غثاء كغثاءالسيل تنتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت
 حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسير نسير ونحن معه إذ قال المهاجرون لو نعلم أي المال خيرا إذ أنزل في الذهب والفضة ما نزل فقال عمر رضي الله تعالى عنه إن شئتم سألت لكم رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقالوا أجل فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وتبعته أوضع على قعود لي فقال يا رسول الله إن المهاجرين لما نزل في الذهب والفضة ما نزل قالوا لو علمنا الآن أي المال خير إذ أنزل في الذهب والفضة ما أنزل فقال ليتخذ أحدكم لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على إيمانه رواه أبو الأحوص واسرائيل عن منصور مثله ورواه عمرو بن مرة عن سالم
 حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا عبدالله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال لما نزل في الذهب والفضة ما نزل قالوا فأي المال نتخذ قال عمر رضي الله تعالى عنه أنا أعلم لكم فأوضع على بعيره فأدركه وأنا في أثره فقال يا رسول الله أي المال نتخذ قال ليتخذن أحدكم قلبا  شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة تعينه على الآخرة رواه الأعمش عن سالم نحوه 32
 رافع مولى النبي صلى الله عليه و سلم
 ومنهم الشانئ للزائل الدني والمحب للباقي السني رافع أبو البهي مولى النبي المنتخب الصفي صلى الله عليه و سلم
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن عمرو بن سعيد أن عبدا كان بين بني سعيد يعني ابن العاص فأعتقوه إلا واحدا منهم فأتى النبي صلى الله عليه و سلم يستشفع به على الرجل وكلمه فيه فوهب الرجل نصيبه للنبي صلى الله عليه و سلم فأعتقه النبي صلى الله عليه و سلم فكان يقول أنا مولى النبي صلى الله عليه و سلم وكان اسمه رافعا أبا البهي
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طالب بن قرة ثنا محمد بن عيسى الطباع ثنا القاسم بن موسى عن زيد بن واقد عن مغيث بن سمي وكان قاضيا لعبدالله بن الزبير عن عبدالله بن عمرو قال قيل للنبي صلى الله عليه و سلم أي الناس أفضل قال مؤمن مخموم القلب صدوق اللسان قيل له وما المخموم القلب قال التقي الله عز و جل النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد قالوا فمن يليه يا رسول الله قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة قالوا ما يعرف هذا فينا إلا رافعا مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا فمن يليه قال مؤمن في خلق حسن 33
 أسلم أبو رافع
 ومنهم أسلم أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أسلم قبل بدر وكان يكتم إسلامه مع العباس ثم قدم بكتاب قريش إلى المدينة على رسول الله  صلى الله عليه و سلم وأظهر إسلامه ليقيم بها فرده رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال إنا لا نحبس البرد ولا نخيس العهد كان ممن أخبره النبي صلى الله عليه و سلم أنه يصيبه بعده فقر ونهاه أن يكنز فضول المال وأعلمه عقوبة من يحوز المال ويكنزه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا حاتم بن اسماعيل عن كثير بن زيد عن المطلب عن أبي رافع قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبقيع فقال اف اف اف وليس معه أحد غيري فقلت بأبي أنت وأمي قال صاحب هذه الحفرة استعملته على بني فلان فخان في ببردة فأريتها عليه تلتهب
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا صالح بن زياد وحدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا المغيرة بن عبدالرحمن قالا ثنا عثمان بن عبدالرحمن وحدثت عن أبي جعفر محمد بن اسماعيل ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا يزيد بن هارون واللفظ له قالوا ثنا الجراح بن منهال عن الزهري عن سليم مولى أبي رافع عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه و سلم قال قال النبي صلى الله عليه و سلم كيف بك يا أبا رافع إذا افتقرت قلت أفلا أتقدم في ذلك قال بلى قال ما مالك قلت أربعون ألفا وهي لله عز و جل قال لا أعط بعضا وأمسك بعضا وأصلح إلى ولدك قال قلت أو لهم علينا يا رسول الله حق كما لنا عليهم قال نعم حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتاب وقال عثمان بن عبدالرحمن كتاب الله عز و جل والرمي والسباحة زاد يزيد وأن يورثه طيبا قال ومتى يكون فقري قال بعدي قال أبو سليم فلقد رأيته افتقر بعده حتى كان يقعد فيقعد فيقول من يتصدق على الشيخ الكبير الأعمى من يتصدق على رجل أعلمه رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سيفتقر بعده من يتصدق فان يد الله هي العليا ويد المعطي الوسطى ويد السائل السفلى ومن سأل عن ظهر غنى كان له شية يعرف بها يوم القيامة ولا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي قال فلقد رأيت رجلا أعطاه  أربعة دراهم فرد عليه منها درهما فقال يا عبدالله لا ترد علي صدقتي فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهاني أن أكنز فضول المال قال أبو سليم فلقد رأيته بعد استغنى حتى أتى له عاشر عشرة وكان يقول ليت أبا رافع مات في فقره أو وهو فقير قال ولم يكن يكاتب مملوكه إلا بثمنه الذي اشتراه به 34
 سلمان الفارسي
 ومنهم سابق الفرس ورائق العرس الكادح الذي لا يبرح والزاخر الذي لا ينزح الحكيم والعابد العليم أبو عبدالله سلمان ابن الإسلام رافع الألوية والأعلام أحد الرفقاء والنجباء ومن إليه تشتاق الجنة من الغرباء ثبت على القلة والشدائد لما نال من الصلة والزوائد وقد قيل إن التصوف مقاساة القلق في مراعاة العلق
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو حذيفة ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السباق أربع أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة
 حدثنا أبو سعيد أحمد بن ابتاه 1 بن شيبان العباداني بالبصرة ثنا الحسن بن إدريس السجستاني ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الوسيم بن جميل حدثني محمد بن مزاحم عن صدقة عن أبي عبدالرحمن السلمي عن سلمان أنه تزوج امرأة من كندة فبنى بها في بيتها فلما كان ليلة البناء مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأته فلما بلغ البيت قال ارجعوا آجركم الله ولم يدخلهم عليها كما فعل السفهاء فلما نظر إلى البيت والبيت منجد قال أمحموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة قالوا ما بيتنا بمحموم ولا تحولت الكعبة في كندة فلم يدخل البيت حتى نزع كل ستر في البيت غير ستر الباب فلما دخل رأى متاعا كثيرا فقال لمن  هذا المتاع قالوا متاعك ومتاع امرأتك قال ما بهذا أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم أوصاني خليلي أن لا يكون متاعي من الدنيا إلا كزاد الراكب ورأى خدما فقال لمن هذا الخدم فقالوا خدمك وخدم امرأتك فقال ما بهذا أوصاني خليلي أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم أن لا أمسك إلا ما أنكح أو أنكح فإن فعلت فبغين كان على مثل أوزارهن من غير أن ينتقص من أوزارهن شيء ثم قال للنسوة التي عند امرأته هل أنتن مخرجات عني مخليات بيني وبين امرأتي قلن نعم فخرجن فذهب إلى الباب حتى أجافه وأرخى الستر ثم جاء حتى جلس عند امرأته فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها هل أنت مطيعتي في شيء آمرك به قالت جلست مجلس من يطاع قال فإن خليلي صلى الله عليه و سلم أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله عز و جل فقام وقامت إلى المسجد فصليا ما بدا لهما ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من امرأته فلما أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا كيف وجدت أهلك فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال إنما جعل الله تعالى الستور والخدور والأبواب لتوارى ما فيها حسب امرئ منكم أن يسأل عما ظهر له فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافدان في الطريق
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن بكار الصيرفي ثنا الحجاج بن فروخ الواسطي ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال قدم سلمان من غيبة له فتلقاه عمر فقال أرضاك الله تعالى عبدا قال فزوجني قال فسكت عنه فقال أترضاني لله عبدا ولا ترضاني لنفسك فلما أصبح أتاه قوم عمر فقال حاجة قالوا نعم قال وما هي إذا تقضى قالوا تضرب عن هذا الأمر يعنون خطبته إلى عمر فقال أما والله ما حملني على هذا إمرته ولا سلطانه ولكن قلت رجل صالح عسى الله أن يخرج مني ومنه نسمة صالحة قال فتزوج في كندة فلما جاء يدخل على أهله إذا البيت منجد وإذا فيه نسوة  فقال أتحولت الكعبة في كندة أم هي حمى أمرني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم إذا تزوج أحدنا أن لا يتخذ من المتاع إلا أثاثا كأثاث المسافر ولا يتخذ من النساء إلا ما ينكح أو ينكح قال فقمن النسوة فخرجن فهتكن ما في البيت ودخل على أهله فقال يا هذه أتطيعيني أم تعصيني فقالت بل أطيع فمرني بما شئت فقد نزلت منزلة المطاع فقال إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه و سلم أمرنا إذا دخل أحدنا على أهله أن يقوم فيصلي ويأمرها فتصلي خلفه ويدعو ويأمرها أن تؤمن ففعل وفعلت قال فلما أصبح جلس في مجلس كندة فقال له رجل يا أبا عبدالله كيف أصبحت كيف رأيت أهلك فسكت عنه فعاد فسكت عنه ثم قال ما بال أحدكم يسأل عن الشيء قد وارته الأبواب والحيطان إنما يكفي أحدكم أن يسأل عن الشيء أجيب أو سكت عنه
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر ثنا عمرو بن مرة عن أبي البحتري قال سئل علي بن أبي طالب عن سلمان رضي الله تعالى عنهما فقال تابع العلم الأول والعلم الآخر ولا يدرك ما عنده
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا حبان بن علي ثنا عبدالملك بن جريج عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه وعن رجل عن زاذان الكندي قالا كنا عند علي رضي الله تعالى عنه ذات يوم فوافق الناس منه طيب نفس ومزاح فقالوا يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك قال عن أي أصحابي قالوا عن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال كل أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أصحابي فعن أيهم قالوا عن الذين رأيناك تلطفهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم حدثنا عن سلمان قال من لكم بمثل لقمان الحكيم ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت أدرك العلم الأول والعلم الآخر وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر بحر لا ينزف
 حدثنا عبدالله بن محمد بن عطاء ثنا أحمد بن عمرو البزاز ثنا السرى بن محمد الكوفي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا عمار بن زريق عن أبي صالح عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن سلمان رضي الله تعالى عنه دخل عليه فرأى امرأته رثة الهيئة فقال مالك قالت إن أخاك  لا يريد النساء إنما يصوم النهار ويقوم الليل فأقبل على أبي الدرداء فقال إن لأهلك عليك حقا فصل ونم وصم وأفطر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال لقد أوتي سلمان من العلم رواه الأعمش عن ابن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء
 حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا زهير بن حرب ثنا جعفر بن عون ثنا أبو العميس عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال جاء سلمان يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال ما شأنك قالت إن أخاك ليست له حاجة في شيء من الدنيا يقوم الليل ويصوم النهار فلما جاء أبو الدرداء رحب به سلمان فقرب إليه طعام فقال له سلمان اطعم قال إني صائم فقال سلمان أقسمت عليك إلا طعمت قال 1كذا في الأصلين ولعل لفظة قال زائدة ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل معه وبات عنده فلما كان من الليل قام أبو الدرداء فحبسه سلمان ثم قال يا أبا الدرداء إن لربك عز و جل عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولجسدك عليك حقا أعط كل ذي حق حقه صم وأفطر وقم ونم وائت أهلك فلما كان عند وجه الصبح قال قم الآن فقاما وتوضيا وصليا ثم خرجا إلى الصلاة فلما صلى النبي صلى الله عليه و سلم قام إليه أبو الدرداء فأخبره بما قال سلمان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا الدرداء إن لجسدك عليك حقا مثل ما قال سلمان
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالله بن براد الأشعري ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر حدثني عمرو بن مرة عن أبي البختري قال صحب سلمان رضي الله تعالى عنه رجل من بني عبس قال فشرب من دجلة شربة فقال له سلمان عد فاشرب قال قد رويت قال أترى شربتك هذه نقصت منها قال وما ينقص منها شربة شربتها قال كذلك العلم لا ينقص فخذ من العلم ما ينفعك
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ثنا محمد بن مرزوق ثنا عبيد بن  واقد ثنا حفص بن عمر السعدي عن عمه قال قال سلمان لحذيفة يا أخا بني عبس إن العلم كثير والعمر قصير فخذ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك ودع ما سواه فلا تعانه
 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل قالا ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري أن جيشا من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان الفارسي فحاصروا قصرا من قصور فارس فقالوا يا أبا عبدالله ألا ننهد إليهم فقال دعوني أدعوهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوهم فقال لهم إنما أنا رجل منكم فارسي أترون العرب تطيعني فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا وإن أبيتم إلا دينكم تركناكم عليه وأعطيتمونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون قال ورطن إليهم بالفارسية وأنتم غير محمودين وإن أبيتم نابذناكم على سواء فقالوا ما نحن بالذي نؤمن وما نحن بالذي نعطي الجزية ولكنا نقاتلكم قالوا يا أبا عبدالله ألا ننهد إليهم قال لا فدعاهم ثلاثة أيام إلى مثل هذا ثم قال انهدوا إليهم فنهدوا إليهم قال ففتحوا ذلك الحصن ورواه حماد وجرير وإسرائيل وعلي بن عاصم عن عطاء نحوه
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال أقبل سلمان في ثلاثة عشر راكبا أو اثني عشر راكبا من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فلما حضرت الصلاة قالوا تقدم يا أبا عبدالله قال إنا لا نؤمكم ولا ننكح نساءكم إن الله تعالى هدانا بكم قال فتقدم رجل من القوم فصلى أربع ركعات فلما سلم قال سلمان مالنا وللمربعة إنما كان يكفينا نصف المربعة ونحن إلى الرخصة أحوج قال عبدالرزاق يعني في السفر
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق ثنا الثوري عن أبيه عن المغيرة بن شبيل عن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان لينظر ما اجتهاده قال فقام يصلي من آخر الليل فكأنه لم ير الذي كان يظن فذكر ذلك له فقال سلمان حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقتله يعني الكبائر فإذا صلى الناس العشاء صدروا على ثلاث منازل  منهم من عليه ولا له ومنهم له ولا عليه ومنهم من لا له ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فركب رأسه في المعاصي فذلك عليه ولا له ومنهم من اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فقام يصلي فذلك له ولا عليه ومنهم من لا له ولا عليه فرجل صلى ثم نام فذلك لا له ولا عليه إياك والحقحقة وعليك بالقصد والدوام
 حدثنا القاسم بن أحمد بن القاسم ثنا محمد بن الحسين الخثعمي ثنا عباد بن يعقوب ثنا موسى بن عمير ثنا أبو ربيعة الإيادي عن أبي بريدة عن أبيه رضي الله تعالى عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل علي الروح الأمين فحدثني أن الله تعالى يحب أربعة من أصحابي فقال له من حضر من هم يا رسول الله فقال علي وسلمان وأبو ذر والمقداد رضي الله تعالى عنهم
 حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا جعفر بن محمد بن عيسى ثنا محمد بن حميد ثنا ابراهيم بن المختار ثنا عمران بن وهب الطائي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال سمعت النبي الله صلى الله عليه و سلم يقول اشتاقت الجنة إلى أربعة علي والمقداد وعمار وسلمان
 حدثنا حبيب بن الحسن ثنا الحسين بن علي بن الوليد الفسوي ثنا أحمد بن حاتم ثنا عبدالله بن عبد القدوس الرازي ثنا عبيد المكتب حدثني أبو الطفيل عامر بن وائلة حدثني سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه قال كنت رجل من أهل جي وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء فقيل لي إن الدين الذي تطلب إنما هو قبل المغرب فخرجت حتى أتيت أداني أرض الموصل فسألت عن أعلم أهلها فدللت على رجل في قبة أو في صومعة فأتيته فقلت إني رجل من المشرق وقد جئت في طلب الخير فان رأيت أن أصحبك وأخدمك وتعلمني مما علمك الله قال نعم فصحبته فأجرى علي مثل الذي يجرى عليه من الحبوب والخل والزيت فصحبته ما شاء الله أن أصحبه ثم نزل به الموت فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي قال ما يبكيك قلت انقطعت من بلادي في طلب  الخير فرزقني الله تعالى صحبتك فأحسنت صحبتي وعلمتني مما علمك الله وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب قال بلى أخ لي بمكان كذا وكذا فائته فاقرأه مني السلام وأخبره أني أوصيت بك إليه وأصحبه فإنه على الحق فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي قلت إن أخاك فلانا يقرئك السلام قال وعليه السلام ما فعل قلت هلك وقصصت عليه قصتي ثم أخبرته أنه أمرني بصحبته فقبلني وأحسن صحبتي وأجرى علي مثل ما كان يجرى علي عند الآخر فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكيه فقال ما يبكيك فقلت أقبلت من بلادي فرزقني الله تعالى صحبة فلان فأحسن صحبتي وعلمني مما علمه الله فلما نزل به الموت أوصى بي إليك فأحسنت صحبتي وعلمتني مما علمك الله وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أتوجه قال بلى أخ لي على درب الروم إئته فأقرأه مني السلام وأخبره أني أمرتك بصحبته فاصحبه فإنه على الحق فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي فقلت إن أخاك فلانا يقرئك السلام قال وعليه السلام ما فعل قلت هلك وقصصت عليه قصتي وأخبرته أنه أمرني بصحبتك فقبلني وأحسن صحبتي وعلمني مما علمه الله عز و جل فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي فقال ما يبكيك فقصصت عليه قصتي ثم قلت رزقني الله عز و جل صحبتك وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب قال لا أين إنه لم يبق على دين عيسى بن مريم عليه السلام أحد من الناس أعرفه ولكن هذا أوان أو إبان نبي يخرج أو قد خرج بأرض تهامة فالزم قبتي وسل من مر بك من التجار وكان ممر تجار أهل الحجاز عليه إذا دخلوا الروم وسل من قدم عليك من أهل الحجاز هل خرج فيكم أحد يتنبأ فإذا أخبروك أنه قد خرج فيهم رجل فأته فإنه الذي بشر به عيسى عليه السلام وآيته أن بين كتفيه خاتم النبوة وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة قال فقبض الرجل ولزمت مكاني لا يمر بي أحد إلا سألته من أي بلاد أنتم حتى مر بي ناس من أهل مكة فسألتهم من أي بلاد أنتم قالوا من الحجاز فقلت هل خرج فيكم أحد يزعم أنه نبي قالوا نعم قلت هل لكم أن أكون عبدا لبعضكم على أن يحملني  عقبه ويطعمني الكسرة حتى يقدم بي مكة فإذا قدم بي مكة فإن شاء باع وإن شاء أمسك قال رجل من القوم أنا فصرت عبدا له فجعل يحملني عقبه ويطعمني من الكسرة حتى قدمت مكة فلما قدمت مكة 1 جعلني في بستان له مع حبشان فخرجت خرجة فطفت مكة فإذا امرأة من أهل بلادي فسألتها وكلمتها فإذا مواليها وأهل بيتها قد أسلموا كلهم وسألتها عن النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يجلس في الحجر إذا صاح عصفور مكة مع أصحابه حتى إذا أضاء له الفجر تفرقوا قال فجعلت أختلف ليلتي كراهية أن يفتقدني أصحابي قالوا مالك قلت أشتكي بطني فلما كانت الساعة التي أخبرتني أنه يجلس فيها أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو محتب في الحجر وأصحابه بين يديه فجئته من خلفه صلى الله عليه و سلم فعرف الذي أريد فأرسل حبوته فسقطت فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه قلت في نفسي الله أكبر هذه واحدة فلما كان في الليلة المقبلة صنعت مثل ما صنعت في الليلة التي قبلها لا ينكرني أصحابي فجمعت شيئا من تمر فلما كانت الساعة التي يجلس فيها النبي صلى الله عليه و سلم أتيته فوضعت التمر بين يديه فقال ما هذا قلت صدقة قال لأصحابه كلوا ولم يمد يديه قال قلت في نفسي الله أكبر هذه ثنتان فلما كان في الليلة الثالثة جمعت شيئا من تمر ثم جئت في الساعة التي يجلس فيها فوضعته بين يديه قال ما هذا قلت هدية فأكل وأكل القوم قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فسألني رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قصتي فأخبرته فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلق فاشتر نفسك فأتيت صاحبي فقلت بعني نفسي قال نعم أبيعك نفسك بأن تغرس لي مائة نخلة إذا أثبتت وتبين ثباتها أو نبتت وتبين نباتها جئتني بوزن نواة من ذهب فأتيت النبي  صلى الله عليه و سلم فأخبرته قال فأعطه الذي سألك وجئني بدلو من ماء البئر الذي يسقى أو تسقى به ذلك النخل قال فانطلقت إلى الرجل فابتعت منه نفسي فشرطت له الذي سألني وجئت بدلو من ماء البئر الذي يسقى به ذلك النخل فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فدعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه فانطلقت فغرست به ذلك النخل فوالله ما غدرت منه نخلة واحدة فلما تبين ثبات النخل أو نبات النخل أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته أنه قد تبين ثبات النخل أو نباته فدعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بوزن نواة من ذهب فأعطانيها فذهبت بها إلى الرجل 1 أو في كفة الميزان ووضع له نواة في الجانب الآخر فوالله ما قلت من الأرض فأتيت بها النبي صلى الله عليه و سلم فقال لو كنت شرطت له وزن كذا وكذا لرجحت تلك القطعة عليه فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فكنت معه رواه الثوري عن عبيد المكتب مختصرا ورواه السلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل مطولا 2
 حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو حبيب يحيى بن نافع المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب ثنا السلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل البكري أن سلمان الخير حدثه قال كنت رجلا من أهل جي مدينة أصبهان فبينا أنا إذ ألقى الله تعالى في قلبي من خلق السموات والأرض فانطلقت إلى رجل لم يكن يكلم الناس يتحرج فسألته أي الدين أفضل فقال مالك ولهذا الحديث أتريد دينا غير دين أبيك قلت لا ولكن أحب أن أعلم من رب السموات والأرض وأي دين أفضل قال ما أعلم أحدا على هذا غير راهب بالموصل قال فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد أقتر عليه في الدنيا فكان يصوم النهار ويقوم الليل فكنت أعبد كعبادته فلبثت عنده ثلاث سنين ثم توفي فقلت إلى من توصى بي فقال ما أعلم أحدا من  أهل المشرق على ما أنا عليه فعليك براهب وراء الجزيرة قاقرأه مني السلام قال فجئته فأقرأته منه السلام وأخبرته أنه قد توفي فمكثت أيضا عنده ثلاث سنين ثم توفي فقلت إلى من تأمرني أن أذهب قال ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما انا عليه غير راهب بعمورية شيخ كبير وما أرى تلحقه أم لا فذهبت إليه فكنت عنده فإذا رجل موسع عليه فلما حضرته الوفاة قلت له أين تأمرني أذهب قال ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه ولكن إن أدركت زمانا تسمع برجل يخرج من بيت إبراهيم عليه السلام وما أراك تدركه وقد كنت أرجو أن أدركه فإن استطعت أن تكون معه فافعل فإنه الدين وأمارة ذلك أن قومه يقولون ساحر مجنون كاهن وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وأن عند غضروف كتفه خاتم النبوة قال فبينا أنا كذلك حتى أتت عير من نحو المدينة فقلت من أنتم قالوا نحن من أهل المدينة ونحن قوم تجار نعيش بتجارتنا ولكنه قد خرج رجل من أهل بيت إبراهيم فقدم علينا وقومه يقاتلونه وقد خشينا أن يحول بيننا وبين تجارتنا ولكنه قد ملك المدينة قال فقلت ما يقولون فيه قال يقولون ساحر مجنون كاهن فقلت هذه الأمارة دلوني على صاحبكم فجئته فقلت تحملني إلى المدينة فقال ما تعطيني قلت ما أجد شيئا أعطيك غير أني لك عبد فحملني فلما قدمت جعلني في نخله فكنت أسقي كما يسقي البعير حتى دبر ظهري وصدري من ذلك ولا أجد أحدا يفقه كلامي حتى جاءت عجوز فارسية تسقي فكلمتها ففهمت كلامي فقلت لها أين هذا الرجل الذي خرج دليني عليه قالت سيمر عليك بكرة إذا صلى الصبح من أول النهار فخرجت فجمعت تمرا فلما أصبحت جئت ثم قربت إليه التمر فقال ما هذا أصدقة أم هدية فأشرت أنه صدقة فقال انطلق إلى هؤلاء وأصحابه عنده فأكلوا ولم يأكل فقلت هذه الأمارة فلما كان من الغد جئت بتمر فقال ما هذا فقلت هذه هدية فأكل ودعا أصحابه فأكلوا ثم رآني أتعرض لأنظر إلى الخاتم فعرف فألقى رداءه فأخذت أقبله وألتزمه فقال  ما شأنك فسألني فأخبرته خبري فقال اشترطت لهم أنك عبد فاشتر نفسك منهم فاشتراه النبي صلى الله عليه و سلم على أن يحيي له ثلثمائة نخلة وأربعين أوقية ذهبا ثم هو حر قال النبي صلى الله عليه و سلم أغرس فغرس ثم انطلق فألق الدلو على البئر ثم ترفعه حين يرتفع فإنه إذا امتلأ ارتفع ثم رش في أصولها ففعل فنبت النخل أسرع النبات فقالوا سبحان الله ما رأينا مثل هذا العبد إن لهذا العبد لشأنا فاجتمع عليه الناس فأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم تبرا فإذا فيه أربعون أوقية ورواه محمد بن اسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن ابن عباس عن سلمان وقال كنت فارسيا من أهل أصبهان من قرية جي ورواه داود بن أبي هند عن سماك عن سلامة العجلي عن سلمان بطوله وقال كنت من أهل رامهرمز ورواه سيار عن موسى بن سعيد الراسبي عن أبي معاذ عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن سلمان بطوله ورواه إسرائيل عن أبي اسحاق السبيعي عن أبي قرة الكندي عن سلمان
 حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا عبدالله بن العباس بن البختري حدثني خالد بن الحباب ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي أنه قال قد تداولني بضعة عشر من رب إلى رب
 حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن شعيب التاجر ثنا محمد بن عيسى الدامغاني ثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال دخل سعد على سلمان رضي الله عنهم يعوده فقال أبشر أبا عبدالله توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض قال كيف يا سعد وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليكن بلغة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب كذا رواه الدامغاني عن جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ورواه أبو معاوية وغيره عن الأعمش عن أبي سفيان عن أشياخه
 حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن أشياخه أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان يعوده فبكى سلمان فقال له سعد ما يبكيك  تلقى أصحابك وترد على رسول الله صلى الله عليه و سلم الحوض وتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض فقال ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلينا فقال ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب وهذه الأساود حولي وإنما حوله مطهرة أو انجانة 1 ونحوها فقال له سعد أعهد إلينا عهدا نأخذ به بعدك فقال له أذكر ربك عند همك إذا هممت وعند حكمك إذا حكمت وعند يدك إذا قسمت رواه مورق العجلي والحسن البصري وسعيد بن المسيب وعامر بن عبدالله عن سلمان
 حدثنا أبي ثنا زكريا الساجي ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن حبيب عن الحسن وحميد عن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب قالا فلما مات نظروا في بيته فلم يروا في بيته إلا إكافا ووطاء ومتاعا قوم نحوا من عشرين درهما وممن رواه عن الحسن السرى بن يحيى والربيع بن صبيح والفضل بن دلهم ومنصور بن زاذان وغيرهم عن الحسن
 حدثنا أبو يحيى 2 محمد بن الحسن بن كوثر ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالصمد بن حسان ثنا السرى بن يحيى عن الحسن قال لما حضر سلمان الوفاة جعل يبكي فقيل له يا أبا عبدالله ما يبكيك أليس فارقت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض فقال والله ما بي جزع الموت ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلينا عهدا ليكن متاع أحدكم من الدنيا كزاد الراكب
 وحديث سعيد بن المسيب حدثناه أبي ثنا زكريا الساجي ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن سعد بن مالك وعبدالله بن مسعود دخلا على سلمان رضي الله تعالى عنهم يعودانه فبكى فقالا ما يبكيك أبا عبدالله فقال عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يحفظه أحد منا قال ليكن بلاغ أحدكم كزاد  الراكب (196)


































































Tidak ada komentar:

Posting Komentar